كواليس تصنيع الأجهزة الرياضية بمصانع "بير السلم".. غير مطابقة للمواصفات وتسبب الأمراض

الإثنين، 12 مارس 2018 12:00 م
كواليس تصنيع الأجهزة الرياضية بمصانع "بير السلم".. غير مطابقة للمواصفات وتسبب الأمراض
أجهزة رياضية- أرشيفية
هناء قنديل

 
محمد عبدالحميد، شاب مصري من الشرقية، لم يتجاوز عمره 20 سنة، اعتاد على زيارة صالة التدريبات الرياضية، "الجيم"، لأداء تمارين بناء العضلات، إلى أن فوجئ بآلام شديدة في مرفق إحدى الذراعين، وبزيارة الطبيب فوجئ، بأنه أصيب بكمدة شديدة كادت تصل إلى كسر بالمرفق.
 
 
b8df6307-32fd-4952-ab92-be7d0cc0f32d
 
 
 
المثير للدهشة، بحسب ما يروي محمد أن هذه الإصابة جاءت، بعد أول زيارة له للصالة، مضيفا: "أمارس هذه التمارين منذ 3 سنوات تقريبا، وصارت لدي خبرة كافية لتفادي الإصابات العضلية، كما أن هذه الأصابة لم تنل مني منذ بدأت، لذا فإنني اعتقدت أن شيئا ما في أجهزة هذه الصالة التي أزورها لأول مرة هو السبب في إصابتي، فالتزمت الراحة التي أمرني بها الطبيب، ثم قررت عدم العودة إلى هذه الصالة مجددا".
 
حديث محمد عبدالحميد، فجر الأسئلة، حول مدى مطابقة الأجهزة الرياضية المنتشرة في الصالات منخفضة التكلفة، للمواصفات القياسية؟ وما المصانع التي تتولى تصنيعها في مصر في ظل أنها لا يمكن أن تكون مستوردة وتوضع في هذه الأماكن البسيطة؟.
 
البحث عن الإجابات الخفية لهذه الأسئلة، كانت نتائجها مذهلة؛ حيث كشفت المعلومات عن مافيا مصانع بير السلم، التي تتولى صناعة هذه الأجهزة دون أدنى رقابة، أو اهتمام بما يجب أن تكون عليه تلك الأجهزة المتعلقة بالصحة العامة للإنسان.
 
وتزيد أهمية الكشف عن كواليس ما يدور داخل هذه المصانع، إذا علمنا، أن ضحايا هذه الأجهزة في صالات الجيم في تزايد مستمر، فهذا محمد غنيم، الذي فشلت محاولاته المستمرة لتنحيف جسده، عبر تمرينات الجيم. 
 
 
f16815d2-e1ca-4042-9bd4-492190e23d6b
 
غنيم ألقى الضوء أيضا على أن المسؤولين عن هذه الصالات، يحاولون إخفاء تراجع نتائج أجهزتهم على أجسام المتدربين، بسبب عدم مطابقتها للمواصفات؛ بإقناعهم بتناول المنشطآت ذات التأثير السلبي على الصحة، وبخاصة على الكلى والكبد.
 
وحول هذه المعلومات قال الدكتورعصام الوجيه، استشارى العلاج الطبيعى، إن هناك حالة من غياب للوعي، عند الكثير من الفئات بمختلف الأعمار التي تذهب لصالات الجيم، رغبة في الحصول على جسم لائق ورشيق.
 
وأشار إلى أن غياب الرقابة على صالات الجيم، وعلى الأجهزة التي يتم تصنيعها في مختلف الأماكن غير المؤهلة، يعرض المتدربين إلى مخاطر صحية كبيرة. 
 
وكشف عن أن أغلب مراكز "الجمنيزيم" غير مرخصة فالجهة المنوظ بها الترخيص، نقابة المهن الرياضية، والاتحاد العام لكمال الأجسام، مما يتسبب فى اخطار صحية بالغة تصل إلى الخشونة المبكرة فى الركبة، وتهتك فى العضلات وخصوصا إذا خضعت الحالة إلى تمارين مكثفة وغير منتظمة. 
 
من جهته كشف صلاح عزازى بطل العالم فى لعبة الكيك بوكسينج،عن تفاصيل خطيرة بخصوص عمل مصانع أجهزة التأهيل الرياضي، موضحا أن المصانع توافق على بيع الأجهزة، لصالات الجيم، دون الاطلاع على أي تفاصيل تتعلق بالتراخيص أو خلافه.
 
وقال لـ"صوت الأمة"، أنه لا توجد أي معوقات تحول دون الحصول على تلك الأجهزة، وكل المطلوب هو الاتفاق على المبلغ، ودفع عربون في البداية، ثم تقديم باقي المبلغ بعد استلام الأجهزة.
 
52d5431a-0cb9-4772-a930-13343d80a166
 
وكشف عن أن متوسط تكلفة الصالات الشعبية المنتشرة في الأحياء، تصل إلى نحو 70 ألف جنيه، في حين تتجاوز الصالات الفاخرة المليون جنيه.
وكشف عزازى عن مفاجأة أن البعض يجلب أجهزة مستعملة من الدول  الأوروبية، وخاصة ألمانيا، وقد  تتسبب فى اصابات خطيرة للمتدرب؛ وتطيح بأحلامه، ليس هذا فحسب بل تتركز ورش صناعة الأجهزة المقلدة بمدينة المنصورة حيث ورش بير السلم.
 
وكشف عزازى عن أن اعلانات تأسيس صالات الجيم منتشرة عبر المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعى، وتتولى عملية فرش وتأسيس صالة ألعاب الجيم، وتنتشر مكاتبها فى مدينة نصر، ويساعد مكتب بيع المعدات فى انهاء اجراءات التراخيص اللازمة. وغالبا تكون منتجاتها صناعة صينية، وأنواع رديئة من الأجهزة ذات السعر الرخيص ومنها المشاية الكهربائية، والتى يبدأ سعرها من 7 آلاف جنيه، وأيضا جهاز الحركة البيضاوية وسعره يتراوح بين 6و7  آلاف جنيه، وجهاز المساج  والمالتى جيم لجميع أجزاء الجسم وسعره حوالى 20 ألف جنيه، و المراتب، والأوزان الحديدية وأجهزة البطن .
 
وأشارعزازى إلى أنه رغم وجود قرار بحظر بعض من الأجهزة الرياضية لما تمثله من خطورة على الصحة، ومنها أجهزة تنبيه العضلات، التى تساعد فى  زيادة حجمها، وأجهزة العلاج الطبيعى، وحظر استخدام العقاقير البنائية بشكل تام والسماح بها فقط فى  مراكز العلاج الطبيعى، إلا أنها تنتشر فى مراكز الجيم بالأقاليم بعيدا عن الرقابة ورغم وجود حملات من وزارة الصحة والتى أغلقت مؤخرا حوالى 10 مراكز صحية مخالفة للإشتراطات.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة