"اليورانيوم" يسقط فرنسا في وحل الساحل الأفريقي.. تصاعد إرهابي وتحالفات قاعدية
الإثنين، 12 مارس 2018 01:00 ص
زادت حدة الهجمات الإرهابية التي تستهدف القوات الفرنسية المتواجدة في منطقة الساحل الأفريقي بداية من الشهر الجاري، أبرزها في "واجادوجو" عاصمة بوركينافاسو، في 2 مارس.
حادث واجادوجو أسفر عن مقتل 28 شخصًا، بينهم ثمانية جنود وتسعة إرهابيين؛ وهو ما دفع مراقبون إلى القول بإن هناك خللا في استراتيجيات مكافحة الإرهاب في المنطقة، إذ يبدو تصاعد التواجد العسكري الفرنسي لم يكن حائلًا دون تكرار هذه الهجمات.
الأمر الذي أثار تساؤلا طرحه مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، حول مدى فاعلية تلك الاستراتيجية في معالجة ظاهرة إرهابية تبدو أكثر تعقيدًا، وتتجاوز بُعدها الأمني لترتبط بعوامل أخرى تنموية وسياسية وعرقية.
يقول المركز إن الهجمات الإرهابية التي استهدفت السفارة والمعهد الفرنسيين ي واجادوجو حملت رسائل مباشرة لباريس، تقول إن الاستراتيجيات الفرنسية لم تحقق نجاحا في مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي.
وتقوم الاستراتيجية الفرنسية على التواجد والتغلغل العسكري لحماية مصالح باريس الاقتصادية بالمنطقة، وضمان استمرار تدفق الموارد الطبيعية لا سيما خام اليورانيوم الذي يغذّي الكهرباء في المصانع الفرنسية.
وبدأ التدخل العسكري الفرنسي في مالي في عام 2013 تحت غطاء الأمم المتحدة، وهدف التدخل إلى محاربة جماعات إرهابية تتخذ من مالي قاعدة لانطلاق عملياتها لضرب دول المنطقة "بوركينافاسو والنيجر".
بحسب المركز، لم ينجح التدخل العسكري الفرنسي إلى استعادة مالي، حيث تركز اهتمام فرنسا على مواجهة الإرهاب أكثر من تسوية الأزمة السياسية الداخلية المزمنة، والتي أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان من شمال مالي خلال الفترة من عام 2012 إلى عام 2013.
كذلك تصاعدت حدة الصراع بين الدولة المالية والجماعات الانفصالية من الطوارق، التي استعادت السيطرة على مدينة كيدال، وأصبحت إحداها "الحركة الوطنية لتحرير الأزواد".
وأرجع المركز تصاعد الهجمات الانتحارية ضد الجيوش النظامية في المنطقة إلى ضعف التحالفات العسكرية لجيوش دول الساحل الإفريقي، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء، وكان آخر هذه التكتلات هو القوة العسكرية المشتركة التي أعلنت مجموعة دول الساحل الخمسG5 "موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد" عن تكوينها في فبراير 2017، وقوامها عشرة آلاف جندي.
يقول المركز إن التواجد الفرنسي أسفر عن تلاق بين الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي، حتى إن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" – تكونت في 2017 ردا على القوة المشتركة G 5 - استطاعت توحيد عدد من التنظيمات الإرهابية تحت رايتها، وهي :
جماعة أنصار الدين تأسست بزعامة إياد أغ غالي في عام 2011 في مدينة كيدال بشمال مالي، كذلك كتيبة "المرابطون" في مالي والتي تُعد اندماجًا لمقاتلي جماعة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، و"كتيبة الملثمون" برئاسة "مختار بلمختار".
تنشط المرابطون في منطقة جاو قرب الحدود المالية مع النيجر وبوركينافاسو.
كذلك ضمت "نصرة الإسلام" إمارة الصحراء الكبرى، وتضم 6 كتائب كلها تابعة لتنظيم "القاعدة" ببلاد المغرب الإسلامي، وكتائب "ماسينا" وهي مجموعة إرهابية تتبنى فكر تنظيم "القاعدة"، لكنها مؤسسة على أسس "إثنية الفولان"، في بداية عام 2015.
وتمكنت الجماعة المبايعة لتنظيم القاعدة، تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية النوعية في كل من النيجر ومالي وبوركينافاسو، استهدفت كمائن الجيش والشرطة والقوات الأجنبية ومخيمات اللاجئين، بالإضافة إلى استهداف السائحين الأجانب.
واختتم المركز إلى أنه من المتوقع تصاعد التهديدات الإرهابية خلال الفترة المقبلة مع مبايعة بعض الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل تنظيم "داعش"، وقد تتحول هذه المنطقة إلى مسرح للمواجهات بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وهو ما ستتخذه القوى الغربية ذريعة لزيادة تدخلها في المنطقة.