مسجد ومدرسة المعيني.. عمارة فنية نفيسة في قلب مدينة دمياط (صور)

الأحد، 11 مارس 2018 06:00 ص
مسجد ومدرسة المعيني.. عمارة فنية نفيسة في قلب مدينة دمياط (صور)
مسجد ومدرسة المعينى

يعد مسجد ومدرسة المعينى  المعروفة (المدرسة المعينية) بدمياط أحد العمائر الإسلامية النفيسة التي تحتضنها مدينة دمياط، وكان الهدف من وراء تأسيس هذا المسجد والمدرسة هو الصلاة وتدريس العلوم الإسلامية حيث زود بمجموعة رائعة من الإيوانات والأروقة التي تخدم هذا الغرض خلال العصر المملوكي.

وقال الدكتور وحيد محمد شعيب أستاذ الآثار وتاريخ وحضارة مصر القديمة بكلية الآداب جامعة دمياط لقد ضمت المؤسسة خلاوي للصوفية ووظائف تصوف وبلغ عدد الصوفية بها سبعة عشر صوفياً في العصر العثماني. وتقع حالياً بشارع المعيني الذي ظل يحمل اسم المدرسة منذ العصر المملوكي، وكان  موقعه أصلاً في الحي التجاري للمدينة حيث البضائع الواردة والصادرة بالقرب من الشارع الأعظم خصوصاً تجارة الأرز التي تشتهر بها المدينة منذ عصور طويلة. كما كانت تقع المدرسة في عصر إنشائها مباشرة على نهر النيل شريان الحياة بالمدينة ومصدرها الأول من المياه العذبة مما حتم على المعماري الذي وضع التخطيط أن يراعى فى تصميمه  الهندسي مدى ملائمتة لوظيفة المبنى من خلال مراحيض وميضأة وحنفية الوضوء وغيرها والتي احتلت مكانها فى هذا الموقع على جانب النهر.

معينى 4
معينى 

وصاحب هذا المجمع الديني هو محمد بن محمد بن محمد الملقب بمعين الدين الفارسكوري الأصل الدمياطي المولد والنشأة إذ كان أبوه من أعيان وقضاة محافظة دمياط، وسلك الابن نهج أبيه فى القضاء حتى وفاته عندما بلغ سن الستين وتحديداً فى 29 محرم 861هـ/28 ديسمبر1456م.

وأضاف شعيب انه بالرغم من أن بعض الوثائق التاريخية الإسلامية قد ذكرت أن صاحب هذا الوقـف هـو القـاضـي معـين الدين، إلا أنه من المؤكد نسبته إلى الابن وليس الأب الذي اقتصر تشييده على زاوية صغيرة ملحقاً به مدفناً مدفوناً بداخله وأوقف عليها بعض الأوقاف، ليأتي الابن بعد ذلك ليوسع ما بناه والده بعد تولية قضاء دمياط بمباركة من أمراء المماليك .

معينى 1
معينى 

مضيفا يعود تاريخ بناء هذا المسجد والمدرسة إلى سنة 854هـ/1450م، وانتهى العمل فيه قبل المحرم من عام 861هـ/ديسمبر 1456م وفقاً للتاريخ المدون فى وثيقة النص التأسيسي لصاحبه معين الدين على مدخل مؤسسته الدينية.ومازالت المدرسة تحتفظ بنسبة كبيرة من تخطيطها المعماري الأصلي والمنتمى لطراز المدارس المملوكية ذات التخطيط الأيوني المتعامد، حيث تخطيط المدرسة عبارة عن صحن أوسط تحيط به أربعة ايوانات متعامدة أكبرها إيوان القبلة. كما تحتفظ المدرسة بنسبة كبيرة من ملحقاتها من خلاوى الصوفية وسكن الطلبة والمدفن، إلا أن تعرض المدرسة للتلف بمرور الزمن أدى إلي تدهور حالتها وفقدانها بعض عناصرها وملحقاتها المعمارية، حيث أندثر السبيل وأزيلت بعض ملحقات الصوفية والطلبة والتي تمثل جزءاً أساسياً من تخطيط المدارس المملوكية.كما يزخر الجامع والمدرسة بعدد وافر من الحليات المعمارية والزخرفية على معظم عناصره المعمارية كدخلات الواجهات التى تمثلها الواجهة الرئيسية فى الناحية الجنوبية الشرقية،وكذلك الواجهة الجنوبية الغربية والواجهة الشمالية الغربية والواجهة الشمالية الشرقية والمدخل،علاوة على حليات القبة وحليات فتحات الأبواب ،والواجهة الرئيسية للمدرسة المطلة على شارع المعيني قد بنيت بالحجر المشهر الأبيض والأصفر وتنقسم إلى أربعة مستويات. وتطل الواجهة الجنوبية الغربية حالياً على شارع طلعت حرب

معينة 5
معينة

وقد شيدت بالطوب بخلاف الواجهة الشرقية الرئيسية المشيدة بالحجر الجيري،وهي حالياً يحجبها في الجزء السفلي منها مباني حديثة ،وتحتوي الواجهة بطرفها الغربي على مدخل فرعي أستحدث في فترة متأخرة في القرن 13هـ/19م وهو المستخدم حالياً للدخول،وعلى امتداد فتحة الدخول توجد فتحة باب أخرى تفضي إلى صحن المدرسة وصحن المسجد عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل وأرضيته بالرخام المتعدد الأشكال والألوان والزخارف،ويفتح على الصحن إيوانات المدرسة الأربعة، وأرضية الصحن منخفضة عن أرضية الإيوانات،وكان يوجد إطار خشبي يدور أعلى جدران الصحن أسفل السقف الخشـبي ربما كان مشغولاً بالزخارف الكتابية من آيات قرآنية. ويمثل إيوان القبلة أكبر إيوانات المدرسة ويفتح على الصحن. وبالقرب من القبة الضريحية لوحتان عليهما كتابات بخط النسخ بالحفر البارز الأولى منهما وهى السفلية من الخشـب ونقش عليها بيتان من الشعر نصهما:

عليك بفعل الخير سراً وجهـرةً             وداوم على صنع تكن فيه مقتداً

وشاهد بنا سعــده قــال أرخـوا               مشيد معين الدين عز بـــه يـــداً

                                                        سنة 710هـ

أما اللوحة الثانية فمن الرخام الأبيض ونصها :

جار السعادة مصطفى الذي لذمته          قــد عامل الموتى بأبحر جـــــار

محمد الـقـطـب الـمـعـينى قد بـنـا              بالصــدق بنا مسجـداً والنظــــار

يـاذا التقـى مـولاه في تـجـديــده                ما نعلــم بالإخلاص فى الأبــرار

فـجـزاؤه يبنـى لـــه في جـــنــة                  عـــلـيـا بيتاً حـف بـالأنــهــار

فبدا بأبـهـج رونـق تـاريــخـــــه                 لـبـنـياه فلا يـخـص بـالأنــــوار

1235هـ.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق