بلاغ إلى رئيس نيابة الأرصاد الجوية

السيد المذكور أعلاه، نتقدم نحن الموقعين أدناه بهذا البلاغ وموضوعه كالآتي:

فوجئنا نحن سكان كوكب الأرض الحبيب باختفاء فصل الشتاء بعد حلوله بأيام قليلة، وقد جاء اختفاءه مريبا عجيبا بعد أن تورطت أنا وأسرتي في شراء عدد واحد جاكت شتوي ماركة ساراتوجا فاملي سايز لجل ما يشملنا جميعا بالدفا، والذي من أجله أنفقنا كل غال ونفيس واستدنا من طوب الأرض فضلا عن جمعية الست أم ياسين التي أعطتنا السهم الأول بدلا من ابنتها عزة المخطوبة لرجب الفران..

لقد فضلتنا الست أم أحمد عن تجهيز ابنتها البكر، رغم زن عم سلامة المنجد، الذي انتهى من تنجيد لحافين ومرتبة ومخدتين، ولم يتسلم من ثمنهم سوى 250 جنيه أول عن أخر، سددهم بدوره لمحمد حسانين تاجر الأجهزة الكهربائية بشارع عبدالعزيز، حيث أن عم سلامة قد اشترى ثلاجة 4 قدم لاتمام زواج ابنته فوزية التي تجاوزت الثلاثين بخمسة أعوام من محروس الجن أشهر كهربائي سيارت في فم الخليج.

قُصره، يرجع مرجوعنا للشتا الهارب..

سيدي المبجل، لقد اشتريت بنصف راتبي لب وفول سوداني وسحلب وكاكاو لزوم سهرات الشتاء في لياليه الباردة.. اتخذت كل الاحتياطات اللازمة من بطاطين وألحفة وأعدت إصلاح الدفاية أم اتنين شمعة.. ملئت الهارد بأفلام مترجمة ومدبلجة.. ضبطت ترددات كل القنوات المملة على «ريسيفر» حياتي كي التقط إشارات التافهين.. كل ذلك لكن الشتاء لم يأت، أو بالأحرى أتى ثم سارع بالرحيل، ومع ذلك أخشى أن يكون «كمين» نصبه لي الشتاء «علشان يعمل فيّ فصل بارد»، لهذا فإنني وعائلتي وجيراني ومعارفي وأحبائي وأصدقائي وعواطف عبدالحميد من كفر الشيخ مازلنا نرتدي الشتوي، رغم حرارة الجو، خوفًا من الإصابة بدور برد، وهذا ليس معناه أننا من هؤلاء الذين يخافون على صحتهم، لكننا من هؤلاء الذين يخشون الذهاب للأطباء والصيدليات أصل الدوا زي الضنا غالي.

أما بعد، فإنه ولهذا وكذلك، نستحلفكم بالله يا سيدنا أن تفتحوا باب التحقيق في هروب الشتاء البارد، وأن ترسلوا رجالكم للبحث عنه وإعادته إلينا سالمًا قبل انقضاء فترة عدة البت لواحظ، التي طلقها هاني ابن أم هاني بعدما اكتشف اختفاء الشيرز الصوف بتاع خاله محسن المتوفي في فبراير الماضي.

حضرة جناب رئيس نيابة الأرصاد الجوية، إن «الفلاحون فى الحقول، والحطابون فى أعالي الجبال، والعجائز حول نار المدفأة. كلهم ينتظرون عودة ريتشارد ببرودة الشتاء».