"نفسي تبقي أم الشهيد"... أخر أمنيات البطل محمد جودة لوالدته (صور)
السبت، 10 مارس 2018 11:00 ص
مازالت ترتدي ثوبها اﻷسود، ومازال الحزن يخيم في عينيها حتي أخذ من ضوءها الكثير، بالرغم من مرور 4 سنوات علي استشهاد أبنها المجند محمد جودة فبالأمس كان يوم الشهيد ذلك اليوم الذي يخلد فيه اسم وذكري كل شهيد مصري روي بدمائه أرضها الطاهرة، وفي الشرقية ورغم فراق سنوات مازالت "ستهم عبد الغني جاب الله" والدة الشهيد مجند محمد جودة والذي أستشهد في منطقة الجورة بسيناء قلبها يبكى علي فراق نجلها.
وبمدينة الصالحية الجديدة تعيش "أم الشهيد" حيث اشتهرت بذلك اللقب ليعرفها به الجميع فصورته تملأ كل شوارع المدينة وتم إطلاق اسمه علي مدرسة بالمدينة.
تقول "أم الشهيد"، "ترك محمد في قلبي جرح ﻻ يندمل مع السنين بل يزداد ألما، كلما رأيت شهداء جدد استشهدوا في سيناء، وكأن نيران شبت في قلبي من جديد، ﻻ يطفيء لهيبها أحيانا إلا صور اﻹرهابين وهم قتلي علي اﻷرض بأيدي أبطالنا البواسل، وتابعت وتمنيت لو أن معي سلاح فأقتلهم عشرات المرات وﻻ أبالي، فلا أذاق الله نار الضنى لأمهات الشباب وأشهد الله علي ما في قلبي أني أحتسبه عنده من الشهداء فداء تراب الوطن".
وأردفت قائلة، "كان محمد شديد الحب لمصر، وﻻ أدري ما الذي تفعله سيناء بالشباب المجندين حينما تكون هي من نصيبهم، يزدادوا بها تعلقا وخوفا عليها كما لو كانت هي من ولدتهم، محمد كان دائم الحديث عنها وكيف أنها جزء غالي من أرض مصر، غير عابء بالخطر الذي كان يحيط بهم".
صمتت السيدة للحظة ثم انسكبت الدموع من عينيها بلا هوادة، وبعدها استسلمت لنوبة من البكاء تجرعت فيها ذكريات وآﻻم الفقد المريرة، ثم أسلمت رأسها للحائط وقالت بعد أن أخذت نفسا عميقا وكأنما أرادت به تهدئة قلبها الذي أعتصره اﻷلم، " كان محمد في زيارته اﻷخيرة لي كعادته يمزح مع أخته مريم ويملأ البيت مرحا وإذا به يقبل رأسي ويقول لي نفسي يا أمي تاخدي لقب أم الشهيد".
تقول السيدة عند سماعي لهذه الكلمات وكأن سهما أخترق قلبي فشقه نصفين، ولم أدر بأي الكلمات أرد عليه إلا أنني وجدت نفسي أقول له "بتدعي علي أمك يا محمد" فبادرني نفسي تكون الجنة من نصيبك.
وفي سياق متصل قالت والدة الشهيد، تراب سيناء دا غالي مروي بدم أبني وزملاؤه، كل الشباب الحلو اللي مات علي أرضها وضمته قبل أمه ماتضمه، كل نقطة في دمه لعنة علي اﻹرهابين ليوم الدين.
أما شقيقته مريم 17 عاما، فتقول كنت بخاف عليه لما أشوف وأسمع عن الشهداء من المجندين، كل زيارة له كنت أحتضنه بشدة عن وداعه، وفي المرة اﻷخيرة قبل استشهاده قلت له ياريتك يا أخويا مرحتش الجيش، فرد بإبتسامه قائلا ينفع نعيش من غير وطن يا مريم؟، لما رحنا سينا شمينا دماء الشباب واﻷبطال اللي قبلنا وضحوا ﻷجلها، أهي دماءهم دي يامريم هي من تعطينا روح القتال للدفاع عن اﻷرض والعرض، دي بلدنا ولن نتركها ﻷعدائنا مادامت السموات واﻷرض.