المتحدث باسم رئاسة الجمهورية

في شهر أكتوبر الماضي كتبت في هذا المكان مقالا بعنوان " المتحدثون لا يتحدثون " حول عدم تواصل المتحدثين الرسميين للوزارات مع وسائل الإعلام وتأثيره السيئ على الوطن والمواطن ،

 الإنجازات تحتاج إلى من يسلط عليها الضوء ويبرزها والشائعات يجب الرد عليها بسرعة وقتلها في مهدها حتى لا تثير الفتنة والبلبلة في المجتمع كذلك مشاكل المواطنين يجب التفاعل معها وحلها هذه الأدوار الثلاثة سواء إبراز الإنجازات أو قتل الشائعات وحل المشاكل هي من مهام المتحدث الرسمي لأن المسئول سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء او الوزير والمحافظ ورئيس الهيئة والمصلحة ليس لديهم الوقت للرد والتفاعل مع كل ما يثار في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ولا يجب أن نشغلهم بذلك ،

للاسف الشديد معظم المتحدثين الرسميين الحاليين للوزرارت والمصالح الحكومية لا يتحدثون ولا يتفاعلون مع وسائل الإعلام بل بعضهم يتفاخر بذلك وتركوا الساحة لانتشار الشائعات ولوسائل الإعلام المعادية لترويج الأكاذيب وبالتالي تتزايد نسبة اليأس والإحباط في المجتمع وفقدان الثقة بين الشعب وقيادته وأصبح لدينا من يصدق القنوات الإخوانية وهي كاذبة ولا يثق في كلام الحكومة حتى لو كانت صادقة ،

ولكن الامانة تقتضي القول بأن السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية منذ توليه منصبه مؤخرا قد أحدث حراكا ملموسا وهو متفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة ودائما أقرأ تصريحاته في الصحف وأشاهده واسمعه عبر الشاشة والميكرفون وهذا شيئ محمود ويحسب له وتطور كبير وايجابي أتوقع أن ينعكس على المتحدثين الآخرين في الوزارات والمؤسسات الحكومية،

المتحدث الرسمي السابق لمؤسسة الرئاسة السفير علاء يوسف كان شديد الاحترام ودماثة الخلق ولكنه لم يكن يتواصل مع وسائل الإعلام إلا من خلال البيانات الرسمية فقط قد تكون هذه طبيعة شخصيته أو أن ظروف  المرحلة وقتها كانت تتطلب ذلك ولكن لا أعتقد أنها تعليمات رئاسية لأن الرئيس نفسه لا يترك أي مناسبة إلا ويتواصل مع الإعلام ويطالب المسئولين بذلك،

السفير بسام راضي يمتلك أدواته المتحدث الرسمي من لباقة الحديث ورحابة الصدر وشفافية المعلومات والتفاعل السريع مع وسائل الإعلام وخاصة الإذاعة وهذا أهم ما لفت نظري انه يقدر أهمية الراديو باعتباره وسيلة مهمة وسهلة تخاطب الملايين ولأنني إبن الإذاعة المصرية ومتحيزا لها فإنني أرى أنها مازالت مظلومة والدولة لا تحسن استغلالها حيث تصل إلى الجميع في مواقعهم الغني والفقير وسكان المدن والأرياف والفلاحين في الحقول والعمال في المصانع والجنود في الميادين بالإضافة إلى ملايين المستمعين في سياراتهم ومع أزمة المرور الطاحنة التي تعاني منها البلاد تتزايد أهمية الاذاعة وتصبح المصدر الوحيد للترفيه والتعليم والأخبار،

تفاعل السفير بسام راضي مع الإعلام أتمنى أن ينعكس إيجابا على كل المتحدثين الرسميين ويكون قدوة لهم وليس مطلوبا منهم قول غير الحقيقة أو تجميل الواقع بل طرحه بكل أمانة وأيضا عرض المشاكل بمصداقية وكيفية التعامل معها حتى يحسب للنظام أنه اقتحمها بكل جرأة ثم حقق فيها إنجازات يشعر بها المواطن ،

 لا يمكن تجاهل الدور الذي يقوم به مركز معلومات مجلس الوزراء في تكذيب الشائعات ونشر الحقائق وايضا دور وحدة شكاوى مجلس الوزراء التى تجتهد في حل مشاكل المواطنين ،

ختاما إن تفاعل المتحدثين الرسميين مع وسائل الإعلام والتعامل مع مشاكل المواطنين يسهم في زيادة رصيد وشعبية الرئيس والحكومة في الشارع ويمنح المواطن طاقة أمل وتفاؤل يكافح بها اليأس والإحباط فالتحية والاحترام إلى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ولكل من يساهم في توضيح الحقائق ونشر الإيجابيات وتخفيف معاناة المواطنين وتحيا مصر