العملية الشاملة على الإدمان والمخدرات
الجمعة، 09 مارس 2018 01:48 م
حينما سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الخمر:(هل شربت خمرا في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله فقالوا: ولم ذاك؟ قال: كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي، لأنه من شرب الخمر كان لعرضه ومروءته مضيعا)، هكذا كانت الفطرة السليمة تتحكم فيهم وتحرم الخمر والمسكرات حتى قبل قدوم الإسلام ، ولما جاء الإسلام جاء موافقا لهذه الفطرة السليمة تماما، حيث حلل الطيبات من الرزق وحرم الخبائث وكل ما يذهب بالعقل ويدمره من المسكرات والمخدرات، وليحافظ على نعمة العقل التي ميزه الله تعالى بها.
ولما فطن أعداء الدين والوطن لخطورة المخدرات والمسكرات على الشباب والمجتمع، سعوا جاهدين في ترويجها بين الشباب بشتى الطرق والوسائل من أجل غزو عقولهم وتدمير مستقبلهم ومستقبل هذا البلد، وذلك من خلال تغييب عقولهم وإضعاف قوتهم وعزيمتهم، فالمدمن للمخدرات أو المسكرات بكل أنواعهم إنما يفتح على نفسه ومجتمعه أبواب الشر كلها، فتراه إنسان مستهتر مقتولة فيه المروءة، قد ينتهك عرضه أمامه دون أن يحرك ساكنا مقابل حصوله على جرعة من المخدر الذي دمره ودمر فطرته السليمة، وقد يلجأ إلى السرقة والقتل والنصب من أجل الحصول على المال ليدفع ثمن الجرعة المطلوبة، ويعرض نفسه للإصابة بالأمراض النفسية المختلفة نتيجة لإدمانه، ويخسر علاقته الطيبة مع أفراد المجتمع، وتسوء علاقته بزوجته وينتشر الطلاق، وتتفكك الأسرة ويضيع الأبناء ويشردوا، بل ولا يقف عند هذا الحد فقط بل تضيع مقدرات الوطن وموارده وأمواله وطاقاته هباءا منثورا، ولعل قديما قرأنا في الدين قصة "العابد" الذي استدرجته امرأة لتوقعه في الزنا وغلقت الأبواب وخيرته بين شرب الخمر أو الزنى أو القتل، فاختار الخمر فشرب حتى سكر فوقع بها وزنى وقتل لنتعلم معنى كونها " أم الخبائث"،ولهذا فكما جاء في الحديث (أن الله لعن الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه)، وهذا اللعن والنهي يشمل المسكرات والخمور والمخدرات بكل أنواعها لا فرق بين أي منهم.
ولذلك لابد للدولة أن تجتهد في إطار حربها على الإرهاب أن تحارب هذا المرض العضال الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب والإرهابيين، وذلك من خلال العمل على زيادة الوعي والوازع الديني بين أفراد وشباب المجتمع من خلال الندوات التثقيفية في الجامعات والمعاهد والمحافل الرياضية وإستغلا كل مناسبة في توضيح خطورة الإدمان والمخدرات، ومحاولة تجفيف منابع المخدرات وتشديد العقوبات على المتاجرين بها والمتعاطين على حد سواء حيث أنه المتعاطي يمثل تهديدا أيضا للأمن القومي، وكذلك ينبغي للأسرة أن تقوم بدورها في تربية الأبناء، وأن يحاول الآباء تحمل مسؤوليتهم كاملة في المنزل من خلال التحاور وتوعية الأبناء من مخاطر ذلك كله، كما ينبغي أن يحسنوا اختيار صحبة صالحة لأبنائهم تعينهم على الخير فكما يقولون"الصاحب ساحب" فلينظر كل أب وأم لمن يصاحبه أبنائهم، وينبغي للمجتمع أيضا أن يعتبر كل فرد فيه أنه مسؤول عن أمن وأمان مجتمه فيقوم بدوره كاملا في هذه الحرب، نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من هذا الخطر الكبير وأن يرزقنا الأمن والأمان والتقدم والرخاء اللهم آمين، وتحيا مصر.