قصة منتصف الليل.. مسحت لضرتها الحمام من أجل رؤية أطفالها
السبت، 10 مارس 2018 12:00 ص
هذه القصة غير ساخرة غير هزلية.. حقيقية وموضوعية والأشخاض الواردة بها ليست خيالية، وتمت للواقع بصلة، وأي تشابه بينها وبين ما قد تكون سمعته في الأساطير، هو تجسيد لما وصلنا إليه من تدني في السلوك والخلق.
في منزل بسيط يظهر في جوانبه حال الأسرة، تجلس "هبه" ترعى ولديها وتحاول إطعامهم بأقل التكلفة، فتقف لتصنع لهما وجبتهم اليومية، وهي سد الحنك ليدخل عليها زوجها "كرم"، الذي عاد من عمله مبكرا ليستقبل أصدقاءه فى منزله لتسأله الزوجة عن أموال لشراء ما تطعم به الأولاد ليرد قائلاً: "انا بشتغل كهربائى انتي فاكراني دكتور.. والحال واقف وكل الناس دلوقتى عملين فيها 7 صنايع والبخت ضايع".
التزمت "هبه" الصمت حتى لا يعتدي عليها بالضرب كعادته، وبعد دقائق استقبل الزوج أصدقاءه الذين ملأوا رائحة المنزل بالحشيش والخمور، ليسيطر السؤال على ذهن الزوجة، من أين يأتى بهذه الأموال لشراء ما يتعاطون وقتما يرفض إطعام أولاده وانتظرت إلى أن ينهي الأصدقاء سهرتهم ويرحلون ووقتها سألت زوجها وكانت إجابته تمثلت فى الضرب بالسلك الكهربائى.
ظلت الزوجة تبكى حتى صباح اليوم التالي، تتألم وجعا من جروحها التى انتشرت فى أنحاء متفرقة من جسدها إلى أن استيقظ الزوج ليقول لها بصوت أجش "اعملى حسابك انى لقيتلك شغلانة بدل ما انتى قاعدة تطلبى في فلوس وبس".
فرحت الزوجة لأنها سوف تتلقى مصدر رزق لإطعام ولديها، وذهبت معه لتعرف طبيعة العمل لتجد نفسها خادمة في أحد المنازل التي عمل زوجها على إعداد أساسيات الكهرباء بها، وكانت الأسرة طلبت منه خادمة أمينة فأحضر زوجته.
لم تعترض الزوجة خاصة لما شعرت به على وجه أفراد الأسرة من حسن الخلق وبدأت في عملها، وبعد مرور شهر أخذت "هبه" راتبها الشهرى وملأ الفرح قلبها فقد حصلت على 1000 جنيه بخلاف الملابس التي أعطتها لها صاحبة المنزل لها ولأولادها، وذهبت إلى منزلها لتفرح ولديها واشترت لهما كل ما لذ وطاب وتبقى معها 700 جنيه.
فاستقبلها زوجها بمشادة حادة لما أنفقته على شراء لوازم اولادها وأخذ منها ما تبقى من راتبها ولم تستطع الزوجة الاعتراض فليس لديها من تشكو له، فلقد توفى والديها منذ سنوات ولم يكن لديها أخوة فالتزمت الصمت من أجل أولادها.
إلا أنها مع كل راتب تقتضيه تشتعل المشاكل مع زوجها فبدأت أن تخبئ أموال ولو بسيطة منه لإطعام ولديها وهو ما اكتشفه الزوج بعد عدة أيام ليصرخ فى وجهها قائلا "محدش بيموت من الجوع" ويخرج ليتعاطى الحشيش والخمور مع أصدقاءه.
استمرت الخلافات في تزايد وسط استقرار عملها كخادمة، وهو ما جرأها لتطلب منه الطلاق فرفض بشدة مؤكدا أنه إذا وافق على تطليقها سيأخذ الولدين ولن تراهم أبدا، فلم تستطع الزوجة الحديث بعد هذا الرد المؤلم، وحاولت تحمل المعيشة معه من أجل ولديها.
وبعد مرور عدة أشهر فوجئت بزوجها يدخل المنزل برفقة سيدة ليعلن لها خبر زواجه من أخرى مؤكدا لها أنها إذا أرادت أن تعيش مع ولديها ستكون مجرد خادمة لربة المنزل الجديدة وللأولاد، وبعد مناقشات ساخنة ارتضت "هبه" بالأمر الواقع وعاشت خادمة للزوجة الجديدة ولأولادها.
إلا أن الزوجة الجديدة كانت تحاول إذائها بشتى الطرق وبعد عدة شهور من تحمل كل هذا الأذى فوجئت "هبه" بالزوجة الجديدة تصرخ فى وجهها وتطلب منها أن تنظف عين دورة المياه جيدا قائلة "أنا عايزة عين الحمام تكون أنضف من الطبق اللى بتاكلى فيه عشان لما احطلك فيها الأكل متقرفيش تاكليه".
لم تتحمل "هبه" هذه الكلمات وسبقت دموعها لسانها فى الرد وخرجت لتتوجه للمنزل الذى كانت تعمل به خادمة قبل خدمتها للزوجة الثانية وطلبت منهم المساعدة فلم تهدأ صاحبة المنزل وبلغت صديقتها التى تعمل محامية، وأخذتها لتشكو ما حدث معها أمام محكمة الأسرة بعد أن أكدت لها أنها ستأخذ أولادها من زوجها وتجعلها تعمل معها هى وأولادها بالمنزل وتوفر لهم حياة آدمية.