النص الكامل لكلمة اللواء مجدي عبد الغفار في مؤتمر وزراء الداخلية العرب
الأربعاء، 07 مارس 2018 04:03 م
ألقى اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، كلمة خلال جلسة انعقاد مؤتمر وزراء الداخلية العرب، نقل خلالها تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى وتمنياته الصادقة أن يؤدى مجلسكم الموقر أعمال هذه الدورة بالتوفيق والسداد.
وقدم وزير الداخلية الشكر والتقدير العميق للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وللجمهورية الجزائرية قيادة وحكومة وشعباً على إحتضان أعمال الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، وما لقيناه من ترحيبٍ، وحسن استقبالٍ، وكرم ضيافةٍ.
وأضاف عبد الغفار في الكلمة التي ألقاها بالمؤتمرقائلا: يأتى اجتماعنا اليوم فى ظل التطورات المتلاحقة والتحديات التى لا تزال تواجه أمتنا، وتهدد أمن واستقرار شعوبنا، نتيجة لغياب الإرادة الدولية الجادة لدعم المواجهة الشاملة للإرهاب، وتفكيك تنظيماته، وتجفيف منابع تمويله، وعدم توفير الملاذات الآمنة لقيادته وكوادره .
ويجب أن ندرك جميعاً أن عالمنا العربى والإسلامى يتعرض لأسوأ مؤامرة، من تزكية الاضطرابات، والصراعات الطائفية والمذهبية، وإدارة حروب بالوكالة بهدف تفتيت وتقسيم الدول، وتشريد شعوبها، وطمس هويتها، والسيطرة على ثرواتها .
واستكمل: إذا كنا نتابع بكل فخر ما تحقق من إنتصارات فى عدد من الدول العربية ضد تنظيم داعش الإرهابى، فيجب أن ننتبه إلى خطورة تنقل العناصر الهاربة من مناطق الصراع بين دول الجوار، أو عودتهم لأوطانهم.. كما يجب أن نراقب بكل جدية كافة التنظيمات الإرهابية الأخرى بمختلف مسمياتها، وانتماءاتها، وفى مقدمتها تنظيم القاعدة، حتى لا نترك لها المجال لإعادة بناء هياكلها، واستقطاب عناصرها من جديد.
وهو ما يفرض علينا حالة تأهب وإستنفار قصوى، وتوحيد الجهود فى إطار عربى متكامل، وتنسيق دولى شامل لضمان إحباط تلك التهديدات، التى تسعى لإدخال دول المنطقة فى دوائر متصلة من العنف والإرهاب .
لقد أيقن العالم أن أحداً بات لا يملك اليوم الانعزال محصناً بمنأى عن الإرهاب واستهدافاته بعد أن طالت ضرباته الشرق والغرب بلا تفرقة ولا رحمة، لتؤكد بوضوح أنه لا ينتمى لدين أو وطن، أو يرتكز على أسباب الجهل والفقر.
إن الأمر يقتضى منا أن تتضافر جهودنا جميعاً، وأن نتبادل التجارب والخبرات، وأن نستلهم من التجارب الناجحة فى مكافحة الإرهاب، التى تتسم بالآفاق الرحبة الواسعة بالنظر إلى آفة الإرهاب بأبعادها الفكرية والثقافية، والإجتماعية، والاقتصادية.
وأشار إن قوى الظلام والدمار صدمها المشهد المصرى مرات عديدة، فأفشل مخططها الشامل بالمنطقة حين أطلق ثورة الـ 30 من يونيو، ثم لم ينكفئ على محاربة الإرهاب وينشغل بالقضاء عليه، بل اتجه فى الوقت ذاته لتحقيق التنمية والنهوض بالاقتصاد فى مشهد أصرتْ خلاله قيادته السياسية، ومن خلفها مؤسسات دولته، بل والشعب كله على الاشتباك مع كافة التحديات فى وقت واحد دون تراخٍ، لإعادة ترميم ما تم إفساده وهدمه، والإنطلاق بقفزات واسعة تستحقها مصر بين دول العالم.
لقد أثار الصمود المصرى حفيظة قوى الشر والدمار، فآثرت إلا أن تجعل مصر فى مرمى الاستهداف المباشر لمخططاتها العدائية، التى تستخدم التنظيمات الإرهابية مطيةً لها.. فكان لزاماً تنفيذ استراتيجية واسعة وناجزة للقضاء على الإرهاب وتداعياته لتأمين إنطلاق الدولة نحو التنمية الشاملة على كافة المحاور.
وأكد وزير الداخلية علي أهمية تحصين المجتمع بكافة فئاته وخاصة شبابه من الأفكار المتطرفة، التى تعد المنصة التى تنطلق منها فتاوى إباحة العمليات الإرهابية.. وذلك بتمكين الخطاب الوسطى، ونشر مفاهيم الدين الصحيحة .. فضلاً عن تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية.
و ضرورة إعتماد إستراتيجيةٍ شاملةٍ تتضافر فيها جميع الجهود لمواجهة الإرهاب، وقطع كافة روافد بقائه ودعمه، وتجفيف منابع تمويله وحرمانه من مصادره المادية واللوجيستية، وهزيمته فكرياً وإعلامياً .
المسئولية الدولية المشتركة لمواجهة الإرهاب، التى تقتضى تكاتف المجتمع الدولى تجاه الدول التى تدعمه، وتأوى قياداته.
الأهمية الإستراتيجية لحرمان الإرهاب من وجوده الإفتراضى الآمن على شبكة المعلومات الدولية، الذى يستخدمه للإستقطاب والتدريب، وتمرير التكليفات، وتلقى الدعم المادى، والمعنوى، فضلاً عن الترويج لأفكاره المُتطرفة حتى صارت المنتديات والمواقع التابعة له على تلك الشبكة المصدر الرئيسى لتجنيد المُقاتلين الأجانب.