لصوص التاريخ.. مكتبة الإسكندرية تواجه تعاون أنقرة وقطر وتل أبيب لنهب التراث العربي
الإثنين، 05 مارس 2018 09:00 مهناء قنديل
لم تتوقف محاولات الإيذاء التي تتعرض لها مصر، من قبل قطر، بالتعاون مع تركيا وإسرائيل، عند حد المجال السياسي، أو حتى الاقتصادي، وإنما امتدت إلى محاولات الاستيلاء على التاريخ العربي، وسرقته، ونسبته إلى الدولتين زورا وبهتانا، مستعينين في ذلك بعصابات إجرامية محترفة.
مكتبة الإسكندرية، انتبهت لهذا الأمر، وقررت مواجهة البجاحة القطرية، عبر تنظيم سلسلة من الفعاليات، التي تفضح الممارسات القطرية، وكشف كيف يستعين نظام الحمدين، بحلفائه في تركيا؛ من أجل نهب التراث العربي.
وينظم مركز المخطوطات، بمكتبة الإسكندرية، خلال هذه الشهر، دورة للتعريف بتاريخ المخطوطات النادرة، وطرق التعرف عليها، وإثبات أصلها التاريخي، وطرق فهرستها وحفظها، وأنواعها التي تؤكد هويتها الأصلية، وتقف في وجه محاولات سارقيها، نسبتها إلى دول أخرى.
وتأتي خطوة مكتبة الإسكندرية، بعدما توالت خلال الأشهر القليلة الماضية، الضبطيات الأمنية، لمحاولات عدة لتهريب الوثائق، والمخطوطات التاريخية، وبالتحقيق يتضح أن عصابات التهريب تتجه بها إلى قطر، وتركيا، ومنها ضبط 45 طردا متجها إلى قطر، تحمل كتبا نادرة، ومخطوطات أثرية، وخرائط، وصحف من الأهرام، والمصور، ومواد إسلامية، وأحاديث نبوية، كما تم ضبط صور نادرة لعدد من الزعماء العرب، خلال مراحل مختلفة من حياتهم الشخصية.
لصوص التاريخ
الدكتور أحمد عبد الباسط، الباحث بمعهد المخطوطات بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التابعة لجامعة الدول العربية، يصف من يقفون وراء هذه المحاولات، لنهب التراث العربي؛ بأنهم "لصوص التاريخ"، الذين لا يقلون في خطورتهم، وضرورة مواجهتهم عن الإرهابيين.
وطالب عبد الباسط، بجمع المخطوطات، والمطبوعات الأثرية، في المكتبات الوطنية، ووضعها تحت حراسة تشبه المتاحف؛ لحمايتها من العشوائية، والضياع، والتلف، والسرقة، مشيرا إلى أن أكثر من 50 آلف مخطوط موزعين بين مكتبة الأوقاف المركزية، بالسيدة زينب، والمكتبة الأزهرية، ومكتبة رفاعة الطهطاوي في سوهاج، والمكتبات التابعة لقصور الثقافة.
ودعا أيضا إلى تغليظ العقوبات، ضد من يسهم في تهريب أي مخطوطات أثرية، أو يهمل في الحفاظ عليها.
سرقات ممهنجة
الدكتور مصطفى بركات، أستاذ الوثائق والمكتبات، يؤكد أن عمليات التهريب التي وقعت الفترة الماضية، فاقت التصور، مشيرا إلى أن ما تملكه مصر من كنوز المخطوطات، يشهد نقصا دائما في أعداده؛ بفعل السرقة والتهريب.
وأشار إلى أن مصر فقدت أكثر من 30 ألف مخطوط نادر خلال السنوات العشر الماضية.
ولفت إلى أن المخطوطات التاريخية العربية والإسلامية، الموجودة خارج الوطن العربي، تصل إلى 300 ألف مخطوط، يعود تاريخها إلى 1200 عام.
مافيا اللصوص
الدكتور "بركات" أكد أيضا أن المخطوطات العربية، تواجه مافيا مدربة من اللصوص، الذين يستولون عليها لحساب كيانات كبيرة، تتولى التمويل، وعلى رأسها قطر، وتركيا، وإسرائيل، التي استولت على مخطوطات عمرها 1000 عام.
وكشف عن أن إسرائيل تضم في مكتبتها الرسمية، مخطوطات إسلامية نادرة، من بينها مصحفان من القرن الثاني الهجري، بالإضافة إلى 1184 مخطوطا قديما، من ضمنها 100 مصحف يعود بعضها إلى القرنين الرابع والخامس الهجريين، ومصدرهما أنطاليا والأندلس وبلاد فارس.
100 ألف دولار للمخطوط
وأشار إلى أن هناك مافيا من العصابات المتعاونة مع قطر، لتهريب المخطوطات مقابل 100 ألف دولار لكل منها، موضحا أن معظم عمليات التهريب التي تم ضبطها، تبين أنها كانت في طريقها إلى قطر، التي تبيع ما يصل إليها لكل من تركيا، وإسرائيل أيضا.
دول غير منصفة
وتواجه المخطوطات الأثرية العربية، ضغوطا من عدد كبير آخر من الدول، التي لا يتعامل معظمها مع هذه القضية بإنصاف، فبعد قطر، وتركيا، وإسرائيل، التي تعلم جاهدة على الاستيلاء على كل ما تطوله، من التراث العربي، لتنسبه لنفسها، توجد دول أخرى ترحب بإتمام صفقات التهريب على أراضيها، ومنها بريطانيا، التي تمكنت وحدها خلال فترة احتلالها للدول العربية، من سرقة آلاف المخطوطات، من مصر وفلسطين واليمن والعراق.
وتضم المكتبات البريطانية، قرابة 15 ألف مخطوط عربي، في علوم القرآن والتفسير والحديث والطوبوغرافيا، والسير، والموسيقى، دون أن توضح مصدرها في الحصول على هذه الكنوز.
الأمر ذاته ينطبق على فرنسا التي استولت على أكثر من 8500 مخطوط، فيما تملك المكتبة الوطنية في باريس، نحو 7200 مخطوط.
وتأتي ضمن القائمة أيضا، إسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وتضمان في مكتبات كل منهما أكثر من 50000 مخطوط نادر، تتحدث الفترة الأندلوسية في التاريخ الإسلامي، و