في ذكري صلاح الدين الأيوبي ..
نكشف خيانة الأتراك له وبطولتهم المزيفة في مسلسل "أرطغرل " وثروته لم تكفي جنازته
الإثنين، 05 مارس 2018 01:00 م
في ذكري وفاة محررالقدس الملك المظفرصلاح الدين الأيوبي ، أظهرت كتب التاريخ والتراث خيانة الروم السلاجقة " الأتراك " للملك المظفروالسماح لقوة صليبية قادمة من ألمانيا بالمروربأراضيهم ، لمحاربة صلاح الدين أثناء حصاره لعكا .
ومع كل هذه الخيانات للدولة الاسلامية ، يحاول الرئيس التركي "أردوغان" صنع حضارة توازي الحضارة العربية ، بإنتاج مسلسل" قيامة أرطغرل" يفخم فيه تاريخ سلاجقة الروم " الأتراك" وكأنهم هم من دحضوا الهجوم المغولي والصليبي عن العالم الإسلامي ، في مسلسل أنتجته الدولة التركية .
نفس المحاولة قامت بها الولايات المتحدة بإنتاج فيلم ضخم " مملكة السماء " وخلقت بطل يوازي صلاح الدين الأيوبي عند فتح القدس وكأن حضارة العرب وتاريخهم المملوء بالبطولات عقدة لدي الفرنجة والأتراك،وهذا ما ستجده عندما تقرأ تاريخ الدولة الأيوبية وفتوحات صلاح الدين الأيوبي الذي تمراليوم الذكري 825 لوفاته بعد تحريربيت المقدس بشهورقليلة.
ميلاده وظهور نجمه كقائد عسكري
ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق عام 1138م في ليلة مغادرة والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت حينما كان واليًا عليها ، وكانت الدولة العباسية ، قد تجزأت إلى عدّة دويلات بحلول الوقت الذي ظهرفيه صلاح الدين، في أواسط القرن الثاني عشر، فكان الفاطميون يحكمون مصرولا يعترفون بخلافة بغداد، وكان الصليبيون يحتلون الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط من آسيا الصغرى إلى شبه جزيرة سيناء وفلسطين
لمع نجم صلاح الدين في سماء المعارك والقيادة العسكرية عندما أقبل الوزيرالفاطمي شاوربن مجير السعدي إلى الشام فارًا من مصر ، مستغيثًا بالملك نور الدين زنكي في دمشق وذلك في شهررمضان سنة 558 هـ ودخل دمشق في 23 من ذي القعدة من السنة نفسها، فوجه نورالدين معه أسد الدين شيركوه بن شاذي في جماعة من عسكره وكان صلاح الدين، ابن الستة والعشرين عاما فخرجوا من دمشق على رأس الجيش في جمادى الأولى سنة 559 هـ ودخلوا مصر وسيطروا عليها واستولوا على الأمر في رجب من السنة نفسها .
أسندت الوزارة لصلاح الدين الذي أمربإيقاف الدعاء إلى الخليفة الفاطمي والدعاء إلى الخليفة العباسي في مساجد مصر، ولم يلبث العاضد طويلاً حتى فارق الحياة، فأصبح صلاح الدين الحاكم الفعلي في مصر، ليس لأحد فيها كلمة سواه، ونقل أسرته ووالده نجم الدين إليها ليكونوا له أعوانًا مخلصين، وبهذا زالت الدولة الفاطمية تماما بعد أن استمرت 262 سنة.
صلاح الدين سلطان مصر
أخذ صلاح الدين يقوي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها، فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه، وعزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيين، وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي ونشر المذهب السني
بعدما تولي صلاح الدين حكم مصركون جيشا قويا و نجح صلاح الدين في أن يجمع مصروسوريا والحجازوالعراق في دولة إسلامية موحدة قوية تحيط بمملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية من الشمال والشرق والجنوب، واطمأن إلى وحدتها وتماسكها، انتقل إلى تحقيق القسم الثاني من مخططه السياسي، وهو محاربة الصليبيين وطردهم من البلاد
معركة حطين واستعادة بيت المقدس
في يوم السبت 25 يوليو سنة 1187م، نزل الصليبيون قرون حطين وكان صلاح الدين قد سبقهم إلى هناك وتمركزجيشه في المنطقة العليا منها حيث نبع المياه، وكانت تجهيزات الفرنجة الحربية الثقيلة هي سبب تأخرهم في الوصول، ولمّا حصل ووصلوا إلى الموقع كانوا هالكين من العطش لدرجة أنهم شربوا الخمر بدلاً من الماء فسكرمنهم الكثير، وهاجموا جيش صلاح الدين فقتل من الفريقين عدد من الجنود، واستمرت المعركة ساعات طويلة، وما أن انقشع غبارها حتى تبيّن مدى الكارثة التي لحقت بالصليبيين، فقد خسروا زهرة جنودهم، وقتل العديد من الفرسان .
بعد هذا النصرجلس صلاح الدين في خيمته، وأمربإحضارالملك غي وأخوه وأرناط، فلما مثلوا أمامه قدّم للملك شربة من ماء وثلج، فشربها وكان على أشد حال من العطش، ثم ناولها لأرناط، فقال صلاح الدين للترجمان: "إنما ناولتك، ولم آذن لك أن تسقيه، هذا لا عهد له عندي" وقام صلاح الدين بقتل الملك أرناط ودخل صلاح الدين المدينة المقدسة في ليلة الاسراء والمعراج يوم 27 رجب سنة 583 هـ، الموافق فيه 2 أكتوبر سنة 1187م وأمر بترميم المحراب العمري القديم وحمل منبر مليح من حلب كان الملك نورالدين محمود بن زنكي قد أمربصنعه ليوضع في المسجد الأقصى متى فُتح بيت المقدس، فأمر صلاح الدين بحمله من حلب ونُصب بالمسجد الأقصى وأزيل ما هناك من آثارمسيحية منها الصليب الذي رفع على قبة المسجد، وغُسلت الصخرة المقدسة بعدة أحمال ماء ورد وبُخرت وفرشت ورُتب في المسجد من يقوم بوظائفه وجُعلت به مدرسة للفقهاء الشافعية، وقد ابتهج المسلمون ابتهاجًا عظيمًا بعودة القدس إلى ربوع الأراضي الإسلامية والخلافة العباسية
خيانه الأتراك " الروم السلاجقة " لصلاح الدين
كانت معركة حطين وفتح القدس سببين رئيسيين لخروج الحملة الصليبية الثالثة، حيث حث البابا "جريجوري الثامن "ملوك أوروبا على شن حملة صليبية جديدة لاستعادة بيت المقدس، فكان أول من لبى النداء الإمبراطورالألماني فريدريش بربروسا الإمبراطورالروماني المقدس الذي ساربجيشه براعبرالمجرورومانيا حتى بلغ القسطنطينية، والتي كان إمبراطورها إسحق الثاني قد تحالف سرا مع صلاح الدين، ألا يسمح أحدهما لأي قوّات بتهديد أراضي الآخر، إلا أنه لم يقوى على منع قوات فريدريش لكثرة عددهم.
فراسل فريدريش أبناء سلطان سلاجقة الروم قلج أرسلان الثاني، وكانوا قد حجروا على أبيهم، للمرورمن خلال أراضيهم، فسمحوا له، وأرسل قلج أرسلان الثاني يعتذر لصلاح الدين على عدم قدرته على منع الألمان من المرورمن أراضيه، فبلغت الرسل صلاح الدين وهو يحاصرعكا فغضب صلاح الدين من الخيانة التي تلاقها من " الأتراك " وقلج أرسلان من ملوك السلاجقة الروم الذي يعمل "أرطغرل " تحت ولايتهم كأميرعلي أحد الاماكن الموالية لأبية سلطان السلاجقة علاء الدين كخيسروا وأبناؤه وهم غياث الدين كيخسروا وقلج أرسلان الذي سيساعده "أرطغرل " علي تولي الحكم والذي خان صلاح الدين الايوبي وسمح بمرورالامبراطورالالماني فريدرش عبرأراضيه ، وعندما علم صلاح الدين بالخيانه إنشغل عما حدث بتصديه للحملة الصليبية التي جاءت بقيادة ريِتشارد الأول "قلب الأسد" ملك إنجلترا وفيليپ أغسطس ملك فرنسا وانضما إلى حصارعكا، التي سقطت في عام 587 هـ، الموافق عام 1191م، أمام القوات التي يقودها ريتشارد، وأُعدم فيها ثلاثة آلاف سجين مسلم منهم نساء وأطفال.
الهدنة وخروج الجيوش الصليبية من الاراضي العربية
وفي 15 سبتمبر سنة 1191م، اشتبكت جيوش صلاح الدين مع جيوش الصليبيين بقيادة ريتشارد قلب الأسد في معركة أرسوف التي انهزم فيها صلاح الدين،إلا أن الصليبيين لم يتمكنوا من التوغل في الداخل وبقوا على الساحل، وبقيت الحرب سجال بين الفريقين، وفشلت كل محاولات الصليبين لغزو القدس ولجأ الفريقان بعد ذلك إلى الصلح، وعقدت هدنة في 20 شعبان سنة 588 هـ، الموافق فيه 1 سبتمبر سنة 1192م، لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهرتبدأ من ذاك التاريخ، بعد أن أجهدت الحرب الفريقين، التي بموجبها تنحصرمملكة بيت المقدس الصليبية في شريط ساحلي ما بين يافا وصور، وتظل القدس في أيدي المسلمين مع السماح للمسيحيين بالحج إليها، ومع ذلك، كانت علاقة صلاح الدين مع ريتشارد يسودها الإحترام المتبادل والشهامة بعيدًا عن التنافس العسكري.
وفاةالملك الظفر
كانت المواجهة مع الملك ريتشارد ومعاهدة الرملة آخرأعمال صلاح الدين، إذ أنه بعد وقت قصيرمن رحيل ريتشارد، مرض صلاح الدين بالحمى الصفراوية يوم السبت في 20 فبراير سنة 1193وأصابه أرق فلم ينم الليل إلا قليلاً، وأخذ المرض يشتد ويزيد حتي توفي صلاح الدين فجريوم الأربعاء في 4 مارس سنة 1193م، فأفجع موته المسلمين ودُفن بعد صلاة عصرذلك اليوم في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق، إلى جوار الملك نور الدين زنكي، وعندما فُتحت خزانته الشخصية لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريًا ودينارًا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات.
الجيش الايوبي