محمد علي.. أسرار في حياة الباشا (بروفايل)
الأحد، 04 مارس 2018 08:30 مكتب- محمد أبو ليلة:
في منتصف عام 1805 كان القدر حليف ذلك الجندي الذي جاء لمصر مع القوات الألبانية محاولاً الدفاع عنها ضد جيش نابيلون، فمحمد علي باشا صاحب لقب مؤسس مصر الحديثة، فحينما قامت ثورة شعبية ضد والي مصر وقتها خورشيد باشا مطالبين بعزله، واختاروا نائب رئيس الكتيبة الألبانية "محمد علي" حاكماً للبلاد.
لم يستطع السلطان العثماني سليم الثالث أن يعارض تلك الثورة الشعبية وأصدر فرمان سلطاني بعزل خورشيد وتولية محمد علي حكم مصر، وهو لم يتجاوز الـ 36 عاماً، حيث وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1869.
عجائب وطرائف محمد علي
محمد علي
كانت لمحمد علي باشا بعض الطرائف والعجائب في حياته حيث انه اختار تاريخ ميلاده بنفسه، فبعد مراجعة اللوحات التذكارية التى تخصة وكانت فى عهده، وبعد مشاهدة قبره وجد أنه ولد عام 1770م فى حين أن تاريخ ميلاده المعروف كان عام 1769، كما أنه بدأ يتعلم بعدما تجاوز الأربعين، فلم يتعلم القراءة والكتابة إلا فى الخامسة والأربعين من عمره.
فهو ذلك الأبن الذي نشأ يتيماً حيث توفي والده وهو في السادسة من عمره، وتوفي جميع أخوته في حياة أبيه فكان لديه 17 أخ، وكان يعمل فى تجارة الدخان التي ورثها عن والده قبل التحاقه بالجندية.
أسرار وفاته
حتى الأن لا يُعرف السبب الحقيقي لوفاة مؤسس مصر الحديثة فالمعروفة طبقاً للمراجع التاريخية أنه توفي بعد تدهور في صحته بسبب انسحاب الجنود المصرية من بلاد الشام، لكنه قبل وفاة محمد علي سنة 1949، أصيب ابنه إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دم عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد على وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج.
كان ذلك في سنة 1946 حينما قال محمد علي للسلطان العثماني وقتها"ولدى عجوز عليل، وعباس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟"، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب محمد علي بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمر مستحيل، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة بعد عودته من العلاج في إيطاليا.
اضطراب عقلي
محمد علي
يقول نوبار باشا أول رئيس وزراء في مصر أنه بعد عودة إبراهيم من إيطاليا أصيب أبوه الوالى الكبير محمد على باضطراب عقلى، وأصبح يخفى عجزه عن تجميع أفكاره عن طريق التزام الصمت لفترات طويلة.
غير أنه يظل يحتفظ بمظهرة السامى ويتخذ جلسته المعهودة متربعا على أريكته فى قصره بشبرا، وحين سافر محمد على إلى نابولى ودخل الحجر الصحى عام 1848 قرر إبراهيم باشا السفر إلى تركيا كى يحصل على فرمان بتوليه الحكم بعدما حدث لأبيه.
وفى عام 1848 نشرت الوقائع المصرية فى العدد رقم 113 الصادر فى الخامس من جمادى الثانى أنه نظراً لمرض محمد على فقد تشكل مجلس فوق العادة تحت رئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة.
واجتمع الديوان فى 24 من شوال بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد ومن لزم حضوره من الذوات بديوان الغورى حيث قرئ على رؤوس الأشهاد الفرمان القاضى بتعيين إبراهيم باشا والياً على مصر فى أبريل عام 1847 وصدر فرمان التقليد من الباب العالى بذلك.
وظل إبراهيم باشا يحكم مصر طيلة 6 أشهر فقط، حتى تمكن منه المرض وتوفى فى 10 نوفمبر 1848، فخلفه ابن أخيه عباس حلمى، وفى هذا الوقت كان محمد على باشا يعانى من ضعف فى قواه العقلية وضعف ذاكرته، حتى أنه لم يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم.
وبعد شهور قليله من وفاة ابنه إبراهيم، توفى فى قصر رأس التين بالإسكندرية 2 أغسطس سنة 1849م، ونقل جثمانه إلى القاهرة ودفن فى الجامع الذى كان قد بناه قبل زمن فى قلعة المدينة.