تركيا وأرمينيا.. تاريخ من العداء.. و9 سنوات سلام أفشلها أردوغان

لم تكتف أنقرة، بعلاقاتها السيئة مع اليونان وقبرص، والتصعيد التركي في دول شرق المتوسط، بجانب التصعيد الذي تشنه على عفرين بشمال سوريا، بل إنها واصلت سياساتها المستفزة تجاه أرمينيا، لتدفع الأخيرة لإعلان وقف الاتفاقيات الخاصة بالسلام معها.  

وتسير العلاقة بين تركيا وأرمينيا بحالة من الخفوت والتوتر، بعد القرار الأرميني بإلغاء كافة اتفاقيات السلام التي وقعتها مع أنقرة خلال السنوات الماضية، ووقف التطبيع في العلاقات بين البلدين.

إصرار تركيا على عدم الاعتراف بالمذابح التي ارتكبتها السلطات العثمانية في مطلع القرن الماضي، يعد أحد أبرز العوامل التي ساهمت في تدهور العلاقة ووقف التطبيع، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الأرمينية، فلاديمير هاكوبيان، إن الرئيس الأرمينى سيرج سركسيان أبلغ اجتماعا لمجلس الأمن القومى بأن الاتفاقية بين أرمينيا وتركيا ألغيت، معلنا أن الرئيس سركسيان أعلن أن الاتفاقية باتت باطلة وملغاة.

القرار الصادر من أرمينيا، والذي جاء بعد 9 سنوات من السلام الموقع بين الطرفين، لم يعلن الأسباب التي دفعتها لاتخاذ خطوة إلغاء اتفاقيات السلام مع أنقرة، ففي هذا السياق، يقول أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن هذا القرار الذي اتخذته أرمينيا جاء نتيجة الاعمال الإجرامية ضد الأكراد.

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن هذه الخطوة ستظهر أمام العالم أنقرة بصورة الدولة التي تدعم العنف والتطرف، متوقعا ألا يحدث مناوشات بين البلدين خلال الفترة الحالية، إلا أن هذا يعد بداية لتأزم الأوضاع من جديد.

أرمن مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية في مصر، كشف أسباب إقدام السلطات الأرمينية على هذه الخطوة، مؤكدا أن أنقرة دائما ما كانت تحدد شروطا مسبقة قبل التوقيع على أي بروتوكلات بينها وبين أرمينيا وهو ما أزعج السلطات الأرمينية ودفعها لاتخاذ هذا القرار خلال الساعات الماضية.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية في مصر، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن السلطات التركية كانت تعرقل أي بروتوكلات يتم الاتفاق على توقيعها بين الطرفين، وهو ما ساهم في تأجيج الغضب لدى أرمينيا، بجانب رفض الجانب التركي الاعتراف بالمذابح التي مارستها السلطات العثمانية ضد الشعب الأرميني رغم اعتراف المجتمع الدولي بها.

وتابع رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية في مصر :"من أول يوم تركيا كانت تضع شروط مسبقة والتي رفضتها أرمينيا، فهذه خطوة إيجابية".