قراءة في بيان "الرباعي العربي" الأخير.. رسالة لـ"واشنطن" برفض وساطتها المنحازة للدوحة
الأربعاء، 28 فبراير 2018 08:39 م
البيان الأخير الذي أصدرته الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، والذي رد فيه على ادعاءات وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن، تضمن رسائل هامة وحاسمة بشأن التدخل الأمريكي للوساطة لحل أزمة قطر مع الدول العربية.
البيان يأتي قبل أسابيع من القمة الخليجية التي سيعقدها ترامب في كامب ديفيد، ليأتي هذا البيان ليرد على هذه القمة بتأكيده على الأزمة القطرية صغيرة ستحل ضمن جهود التي تبذلها دولة الكويت.
خلال الفترة الماضية، ظهر بشكل قوى مدى انحياز واشنطن لقطر، والذي بدأ مع بداية الأزمة الخليجية عندما وقع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مذكرة مكافحة الإرهاب مع تميم بن حمد في شهر يوليو الماضي، وهي الخطوة التي أثارت غضب الرباعي العربي، فيما لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار قطر على الاستجابة لشروط الرباعي التي أعلنها في ذات الشهر.
صفقات أسلحة تمت خلال الفترة الماضية بين قطر وأمريكا، بجانب وعود قطرية بتوسيع قاعدة العديد الأمريكية، كل هذا أكد أن واشنطن لن تكون الجانب المحايد في وساطتها لحل الأزمة، خاصة مع الاتصال الذي تم مؤخرا بين ترامب وتميم بن حمد الأمير القطري، وجه في الأول للأخير تحية وشكر على مكافحة الإرهاب، رغم الدلائل التي أكدت تمويل الدوحة للإرهاب.
صحيفة العرب اللندنية، قالت إن الولايات المتحدة تسعى لإذابة الجليد بشأن أزمة قطر مع الدول العربية، من بوابة التصعيد مع إيران، وذلك بعد أن مرت العلاقات بحالة من البرود بسبب تصريحات أميركية عن عقد قمة خليجية في كامب ديفيد دون حوار مع الدول المعنية وفي غياب رؤية واضحة للوساطة التي تعتزم واشنطن القيام بها بين الفرقاء، بينما في رد على مبادرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعقد هذه القمة، أصدر الرباعي المقاطع بيانا أكد فيه أن الأزمة السياسية مع قطر صغيرة، ويجب أن تحل في إطار الجهود الكويتية.
وكان بيان الرباعي العربي رد على تصريحات وزير الخارجية القطري، في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، قال:"تود الوفود الدائمة لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين أن تستخدم حق الرد على ما جاء في بيان وزير الخارجية القطري، الذي سعى للمرة الثانية لإشغال مجلسكم الموقر في قضية أزمة دبلوماسية هم مَن بادر بإشعال فتيلها، وما يقومون به من مساعٍ لتسويق هذه الأزمة الثانوية في المحافل الدولية والإقليمية على أنها أزمة دولية كبرى تستحق لفت انتباه المجتمع الدولي لها لا ينبغي الالتفات لها. إننا نرى أن هذه الأزمة السياسية الصغيرة بين دولنا وقطر يجب أن تُحل في إطار جهود الوساطة الكويتية القائمة التي يقودها صباح الأحمد الجابر الصباح، وتلقى جهود سموه ومساعيه كامل الدعم والتقدير من قيادة دولنا، وما زلنا نرى أنها القناة الأمثل لمعالجة أسباب هذه الأزمة السياسية ونتائجها".