الأبطال الحقيقون لقصيدة "أنا وليلى"
الخميس، 01 مارس 2018 05:00 ص
كالورد حين تعصره فيخرج أجمل الروائح هكذا كان قلب حسن المراوني صاحب قصيدة " أنا وليلى " الذي جرحته ليلي واستعذبت أناته ذلك الشباب الفقير الذي طعن في قلبه بعدما أحب فتاة لدرجة العشق فهجرته وخطبت لشاب أخر أغني منه فكتب في رثاء حبه من أجمل القصائد في العصر الحديث
وتبدأ قصة حب حسن المرواني في جامعة بغداد العريقة عندما التحق بكلية الأداب وكان يقتصد في ملبسه ومأكله لأنه من عائلة بسيطة من الزعفرانية وبرغم ذلك كان مرهف المشاعر رقيق الكلمات أحب فتاة كانت زميلته بالجامعة تسمى "سندس" وقد اسماها ليلى في القصيدة وقضي مع بعضهم أجمل مافي بدايات الحب من لهفة وشوق وإنطلاق تواعدوا علي الزواج بعد الجامعة كان أخر عام دراسي وإذا بسندس تدخل الجامعة مع خطيبها كان صاحب مال وجاه فإنصدم حسن المرواني وأخذ يتردد علي كافتريا الكلية في المكان الذي كان يجلسون فيه ويرثي حبه ويكتب في قصيدة " أنا وليلى".
وتبلغ عدد أبياتها 330 بيتا، لم يغني منها كاظم الساهر أبيات اختارها بعناية بعدها ترك الدراسة لفترة وبسبب تفوقه لم تفصله إدارة الكلية حتى جاء يوم التخرج فدخل حسن المرواني علي اصدقاءة وهو يرتدي بالطو اسود و بدمعه مخنوقة سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلاً من الوقت قبل ذلك بيومين قآل حسن المرٍوآني لصديقة أشرف الكاظمي . . انهُ كتب قصيدة لكن ليس بوسعه ان يقرأها فقآل له أشرف سنرى عزيزي من الأعز( ان تقرأها أم تخسرني) .
وبعد نصف ساعه من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع أصدقاءه ألا وصوت ينادي ستسمعون الآن يا أخوان قصيدة من حسن المرواني فوقف حسن مندهش و الأنظار تلتفت إليه أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك الميكروفون وقال سألقي لكم قصيد تي الأخيرة في هذه المسيرة فلتفت ونظر الى الحبيبة بنظرٍآت محزٍنه وقال . . مآتت بمحرٍآب عينيك ابتهآلآتي . . و إستسلمت لريآح اليأس رآيآتي . . جفت على بآبك الموصود . . أزمنتي ليلى ومآ أثمرت شيئً ندآئآتي .
فبكت ليلى وخرجت من القاعة وصاح الجمهور أكمل فقال بشرط انت تعود ليلى للقاعة وعادت فنظرٍ أليهآ من جديد . . وقآل . . عآمآن مآ رفني لحنً على وتراً . . ولا أستفآقت على نورً سمآوآتي . أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ . . . فأرٍشف الهم في مغبرِ كآسآتي . . قآلت يكفي يا مرواني أرجوك . . ضعف مرواني وأراد أن يترك الميكرفون وأكمل القصيدة.. زلت أول دمعة من دموع حسن المرواني وبدأت عينه بالإحمرٍآر . .وقآل . . ممزقً أنا... .لا جآهً ولا ترفً .. يغريكِ فيآ . .فخليني لآهآتي لو تعصرين سنين العمرٍ أكملهآآ .. لسآآل منهآ .. نزيفً من جرٍآحآتي .. فأشآر أليهآ بأصبع الشهآدة وبكل حرٍآرة .. وقآل لو كنتُ ذآ ترفً ما كنتِ رافضةً حبي ولكن عسرٍ الحآل فقرٍ الحآل ضعف الحال مأسآتي واكمل القصيدة وسط بكاء الحاضرين
وخرج وبعد خمس دقائق أغمى على " سندس" ونقلوها الي المستشفي ورجعت بحالة جيدة وتزوجت لمن خطبت له وقد جرت أحداث هذه القصة في سنة 1979 ورحل حسن المرواني وسافر الي الامارات وبقي هنآك أكثر من 16 عآم والى يومنا هذا أما القصيدة فقد خُطت على جدار جامعة بغداد وهي موجوده إلى الان تخليدا لذلك الحب الرائع
حسن المرواني
بعدها عمل المرواني في التدريس اللغة العربية حتى نشرت وفي التسعينات نشرت أحد الصحف العراقية أبيات من قصيدة " أنا وليلي " تحت باب همسات فألتفت كاظم الساهر لروعة الكلمات فيقول :عندما قرأت كلمات ( أناوليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر لسنوات و عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير مسكين وهو أستاذ لغة عربية فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة330 بيت شعر و كان كل من يدعي أن هذه قصيدته يجلب لي بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو وبدأت بتلحين القصيدة بدأ بالبكاء وقال لي أنا لست شاعرا لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية لقد أعدت لي الذكريات القصة وقضى كاظم 8 سنوات ينوع بلحنها الى أن وصل إلى صاحب القصيدة فثبت على اللحن الرائع.
انا وليلي