الشرقية تحتضن "النوق الأصايل".. قصة القوانين الصارمة التي تحكم تلك الرياضة التاريخية
الخميس، 01 مارس 2018 03:00 صهناء قنديل
كثيرون لا يعرفون عراقة سباقات الهجن، رغم أنها من أهم وأقدم السباقات المعبرة عن البيئة العربية الأصيلة، التي مارسها العرب منذ ما قبل الإسلام، وتوارثتها الأجيال، بآدابها وتفاصيلها حتى يومنا هذا!
ورغم التقدم الحضاري الهائل، الذي تعيشه المنطقة العربية حاليا، فإن عائلات البدو في مختلف ربوع الوطن العربي، بقيت حريصة على إحياء مناسبات سباقات الهجن، كرياضة تاريخية محببة، للشباب قبل الكبار، في مختلف الدول العربية.
وتحتضن محافظة الشرقية، غدا الخميس، بصحراء مركز بلبيس، السباق الدولي التاسع للهجن، الذي تشارك فيه 5 وفود عربية من: السعودية، والأردن، والكويت، وليبيا، وتونس، بالإضافة إلى متسابقين محليين من مختلف القبائل البدوية المصرية.
ومن المعروف لمحبي رياضة الهجن أن سباقاتها تخضع لعدد من القواعد التاريخية الصارمة جدا، منها ألا يسمح بالمشاركة إلا للنوق والإبل التي تنحدر من سلالات عربية أصيلة، التي يسميها العرب "النوق الأصايل"، لما تمتلكه من صفات غير متوفرة في غيرها، ومنها نحافة الجسم، والرشاقة، وخفة الحركة، والقدرة على العدو السريع.
ومن قواعد السباق، الصارمة أيضا، الحرص على تكافؤ الأنواع والأعمار، بحيث يتم تنظيم أشواط مستقلة لفئة النوق، وأخرى للإبل، ويجب أن تتساوى الأعمار بينها لمضان العدالة.
ويحرص منظمو هذه السباقات والحكام، على فرز الهجن في فئات متجانسة، بحيث تصنف حسب قدراتها، ولا تنضم الهجن الجديدة إلى سباقات مع الهجن الشهيرة، صاحبة الإنجازات والبطولات، غير أن هناك أشواطا مفتوحة يسمح فيها بالمشاركة لكل من يرغب في التنافس؛ بهدف اكتساب الخبرة.
أما فيما يتعلق بالميادين، فإن سباقات الهجن تقادم في مضامير تشبه التي تتسابق فيها الخيول، فهي دائرية أو شبه دائرية، وتتراوح أطوالها بين 8 كلم، و22 كلم، ويجهز الميدان بأجهزة متابعة متطورة، ودقيقة، تثبت عند خط النهاية، أمام المنصة الرئيسية؛ لتصوير الهجن في اللحظات الحاسمة، وتحديد الفائز بالسباق.
يطلق على راكب الناقة، "الركبي"، وهو فتى لا يتجاوز 15 عاما، ويجب أن يكون خفيف الوزن حتى لا يفقد الجمل لياقته في أثناء العدو، وأن يكون مدربا وملما بقواعد السباق.
ويطلق العرب على الذكور من الإبل اسم "قعود" حتى بلوغها سن الخامسة، ويسمى بعدها "الزمول"، فيما تسمى الإناث حتى عمر 5 سنوات "بكرة" وبعد هذه السن تسمى "الحول"، ومنها تأتي أسماء سباقات الهجن.
وبذل أبناء القبائل العربية، بالحويطات والرياشات والأحيوات وبلي، جهودا هائلة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بالمحافظة، كما تم الانتهاء من إقامة الخيام، وتجهيز مضمار السباق، الذي يقام تحت رعاية الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية.