البدع العشر عند السلفيين.. لا يعترفون بأن المسجد الأقصى ثالث الحرمين
الأربعاء، 28 فبراير 2018 08:00 مكتب:حسن الخطيب
يختلف المذهب السلفي عن المذاهب السنية الأخرى في اعتماده على المنهج الأولي للإسلام والذي يعتمد على النص، سواء من القرآن الكريم، أو السنة النبوية، فنجد أن السلفيون يتجاوزون اجتهادات الفقهاء والأئمة طوال تاريخ الإسلام بما فيها المذاهب الفقهية الأربعة، بل ويرونها بدعة مستحدثة في الدين والعقيدة.
فالسلفيين يرون أن الاعتماد الأول والأخير في النص القرآني والسني، وماعادهما محدثة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، فهم يرون أن من يحدث أمرا جديدا فى الدين فهو مبتدع، وكل مبتدع ضال وكل ضال فى النار.
ولم يكتفي أتباع المذهب السلفي بهذا، بل ذهبوا إلى إطلاق لفظ المبتدعة على كل المخالفين لهم، حتى المخالفين من داخل المذهب السلفي نفسه، وأصبحت البدعة عندهم شاملة لكافة أفعال السلمين.
وخلال تقريرنا التالي نرصد أهم الأعمال التي عرفها المسلمون وابتدعها السلفيين بفتاوى من أقطابهم:
صدق الله العظيم
يرى السلفيين أن قول "صدق الله العظيم" في نهاية تلاوة القرآن الكريم هي من البدع المستحدثة في الإسلام، فيفتي الشيخ بكر أبو زيد أحد أقطاب السفيين، "بأن قول القائل {صدق الله العظيم} قول مطلق، فتقييده بزمان أو مكان أو حال من الأحوال لا بد له من دليل، إذ الأذكار المقيدة لا تكون إلا بدليل، وعليه فإن التزام هذا بعد قراءة القرآن لا دليل عليه، فيكون غير مشروع، والتعبد بما لا يشرع هو من البدع، فلا يجب أن تقال".
ويستدلون على ذلك بما ورد عن عبدالله بن مسعود قال: "قال لي النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "اقْرَأْ عَلَيَّ. قلتُ: يا رسول الله، آقْرَأُ عليكَ وعليكَ أُنْزِلَ؟! قال: نعم؛ فقَرَأْتُ سورةَ النِّساءِ، حتَّى أَتَيْتُ إلى هذه الآيةِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}، قال: حَسْبُكَ الآنَ. فالْتَفَتُّ إليه؛ فإذا عيناهُ تَذْرِفَان"، فليس فيه أن ابن مسعود صدق بعد انتهائه، ولم يذكره النبي بها.
تقبيل المصحف
يذهب أقطاب السلفيين إلى أن تقبيل المصحف هو من البدع المستحدثة في الدين، فلم يكن هناك نص في القرآن أوالسنة يدل على تقبيل المسلم للمصحف الشريف، ويفتي الشيخ محمد بن عثيمين عن تقبيل المصحف، بأنه بدعة، وأن الإسلام ينهى عن ذلك، لأن التقبيل بغير ما ورد به النص على وجه التعبد به بدعة ينهى عنها.
ويقول ابن تيمية في الفتاوى بأن القيام للمصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئا مأثوراً عن السلف، وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل عن تقبيل المصحف فقال: ما سمعت فيه شيئا.
فيما يذهب الألباني وهو أحد علماء السنة من أقطاب السلفيين بأن تقبيل المصحف بدعة جادة ولاتصح في الإسلام.
الاستغفار بعد الصلاة
ينادي بعض دعاة السلفيين بأن الاستغفار بعد كل صلاة والجهر بها هي بدعة لا أصل لها في الدين، ونجد ابن باز أحد اقطاب السلفيين يقول بأن الاستغفار بعد الصلاة لم يرد فيه شيء وإنما المقصود من حديث ابن عباس الذي قال فيه أن النبي يستغفر بعد كل صلاة هو الذكر والدعاء عقب الصلاة، أما الاستغفار فيكون بين العبد وبين ربه، لكن مايسن بعد الصلاة هو ذكر الله.
صلاة المريض بالإصبع
يفتي علماء السلفية أن صلاة المريض بالإشارة بالإصبع ليس صحيحا، وهو من البدع التي ليس لها مجال في الدين، ولا علم له من الكتاب والسنة ولا من أقوال السلف، لكن من عجز عن آداء الصلاة فليتركها حتى يشفى ويستطيع وإلا فليس على المريض حرج.
مسح الوجه بعد الدعاء
يذهب علماء السلفية أن مسح الوجه بعد الدعاء بدعة مستحدثة، بل غلظ بعضهم وقال بأنها محرمة، فيقول الشيخ ابن العثيمين أن مسح الوجه باليدين عقب الدعاء هو امر مردود على صاحبه فلا نعلم له نص في القرآن ولا في السنة، والأقرب أنه ليس بسنة، لأن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة.
عزرائيل
اشتهر بين الناس بأن الملك الموكل به قبض الأرواح هو "عزرائيل" عليه السلام، لكن للسلفيين في هذا الأمر اتجاه آخر، فهم يرون أن اطلاق هذا الغسم على ملك الموت بدعة لأنه لم ترد تسمية ملك الموت بهذا الإسم في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الصحيحة، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار والتي قد تكون من الإسرائيليات.
ويقول الشيخ الألباني بأن إسم عزرائيل إسم عبراني، وإنما اسمه في الكتاب والسنة {ملك الموت} وأما تسميته بعزرائيل فلا أصل له.
ثالث الحرمين
كره علماء السلفية قول الناس بأن المسجد الأقصى هو ثالث الحرمين، فيقول ابن تيمية عن ذلك "وأما المسجد الأقصى فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ولا يسمى هو ولا غيره حرما، وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة، وما يقوله الناس عن انه ثالث الحرمين فهو محدثة وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاة وكل ضلالة في النار".
السلام بعد الصلاة
أفتى أقطاب التيار السلفي بأن السلام والمصافحة بعد الصلاة بدعة وضلالة، فيقول الشيخ الألباني "وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة"، وعليه سار السلفيون في صلواتهم، فلاتجد منهم سلاما ولا قولا.
السستر
ومن أكثر البدع المضحكة عند السلفيين قول المسلمين للممرضة "سستر"، حيث يفتي الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد أحد كبار علماء السلفيين أن "هذه اللفظة باللغة الإنجليزية بمعنى {الأخت} وقد انتشر النداء بها في المستشفيات للممرضات، وبخاصة الكافرات، وما أقبح لمسلم ذي لحية يقول لممرضة كافرة أو سافرة {يا سستر} أي: يا أختي، وأما الأعراب فلفرط جهلهم، يقولها الواحد منهم مدللاً على تحضره، نعم، على بَغَضِهِ وكثافة جهله".
الآذان يوم العيد
كما بدع السلفيون الآذان لصلاة العيد، فقالوا بأن الآذان وقت صلاة العيد لم يكن معروفا في عهد النبوة، ولم ينزل به نص أو فعله النبي، فقد أحدثه الحجاج حين تولى أمر على المدينة.