احنا بتوع التريقة ونفتخر
الأحد، 25 فبراير 2018 07:09 م
كان يجوب الطرقات باحثا عن جوقة تعترف بمعنى الحرية والإبداع، تعرف ماذا تعنى الكلمة، وكم كان يطوعها لقول الحقيقية، ربما كانت له حسابات، وربما كان له أعداء من زملاء مهنته، وربما كانوا بعضهم وزراء نالت كلماته منهم، لكنه كان مختلف، كان لديه الحلم ككثيرين غيره ، لكنه تميز بإدراكه أن الأحلام لن تتحقق فقط بالأمنيات، والصفسطة أو الهرع خلف الأبواب المغلقة، وأن البوح بالحلم لا يكفى لتحقيقه منفردا، فقرر أن يصنع حلمه بيده ويحقق حلم آخرون، فحلمه لم يكن فردى وأنما كان يشاركه فيه كل صاحب كلمة، وكل من لديه وجه نظر، استعان ببعض اصدقاءه المقربين منه الذى يعرف أنهم سيكونوا حجرا أساسيا فى بناء القصر، وجسرا منيعا يحميه من الغرق .
أعد العده وجمع أصدقائه كلا بتميزه وخبرته، وذهب لبلاد الفرنجة يستقى منهم تكنولوجيا الغد، ففكرته لم تكن مجرد حلم تقليدى، وأنما كان الحلم الذى كسر تابوا الصحافة الورقية، ليخرج بـ"الفنكوش" موقع الكترونى ، وما أدراك ماذا كانت تعنى هذه الكلمة.. "يعنى أيه موقع الكترونى أصلا؟ ، صفحة يعنى على النت أزاى؟، يعنى أيه صحافة الكترونية أصلا؟ ، أمال الجرنال هنجيبه منين؟، يعنى كل واحد يكتب كلمتين ويشيرهم على النت ولا هتعملوا أيه بالضبط ؟، يعنى الخبر كلمتين وبس، أمال المجلدات هننشرها فين؟، يعنى أيه قارىء الكترونى ؟، وأيه مواصفات متطلباته؟، يعنى أيه امسك موبايلى أقرى عليه الجرنال؟
كانت كل هذه التساؤلات مسار جدل بين أعلام المهنة ، منهم من تعامل معها بعين المراقب " هنشوف هتعملوا أيه" ومنهم من تنبأ بأنتهاء التجربة بعد شهر أو أثنين وربما بعد 6 أو 7 أشهر وفى أحسن الظروف بعد عام، و البعض الآخر تعامل معاها بعين السخرية "يوم سابع" أمال الثامن والتاسع هنعمل فيه أيه .. ليه اليوم السابع أشمعنى الاسم ده.
كان هذا هو الحال بين أوساط الصحفيين وزملاء المهنة، تتناقلها الأفواه الجالسة على مقاهى وسط البلد ، أو بمقر نقابة الصحفيين ، والأمر لم يختلف كثيرا وربما كان أسوء فى التعامل مع المصادر من وزراء وقيادات، فدوما كان السؤال أيه اليوم السابع ده ؟ صفحة يعنى على النت ، مدونه ولا أيه ؟.. لكن فريق العمل باليوم السابع خيب ظن الجميع، والحق يقال أنه فى مهنة الصحافة صعب أن تتحقق روح الفريق فى عمل واحد ، لكن حين يصبح القائد له رؤية ويرى الحلم فوق تله الجبل فلابد أن يثق الجميع فيه وينفذون تعليمات وميثاق ودستور وضع بدقة، كان الجميع ينهى عمله ويذهب لمنزله منهكا وبمجرد أن تغفو عينه يستيقظ على تليفون " البوب" بيتصفح الموقع خبر خبر وكلمه كلمه ..ياه ليه يعنى ؟ وربما يصحح عنوان أو يغير آخر ، وربما يطلب تغير الصورة الفلانية أو تعليقها؟ أيه ده البوب ده ما بينمش يعنى ولا أيه؟ والكل ينفذ ويرى النتيجة فيعرف لماذا
أنشأ الموقع الالكترونى ثم شرع فى عمل الأعداد الورقية التجريبية، فتح بابه لأغلب صحفيون مصر منهم من استمر ومنهم من رحل، وصنع جيش من الصحفيين الصغار الذين كانوا تلاميذا فى مدرسة اليوم السابع، وأصبحوا نجوما فى بلاط صاحبة الجلالة.
كسر كل القواعد التقليدية وكان يستمر فى أجتماعاته اليومية بالساعات مع الجميع كلا فى تخصصه، لا يكل ولا يمل، ربما يشعر افراد الفريق بالإرهاق لطول مدة الاجتماع لكن حين يرونه يخرج من أجتماع ليدخل آخر يشعرون بالخجل "لما أحنا تعبنا كدا أمال هو يعمل ايه ؟ وهنا كان التحدى الأكبر، العمل المؤسسى المبنى على منظومة والتخصص واحترام البناء المؤسسى مهما كانت الظروف والأطراف.
ربما حين تنبأ بمستقبل الصحافة الورقية بالتزامن مع التطور الرهيب فى التكنولوجيا ، عرف أنه سيأتى يوما وتندثر الصحف الورقية ، فنهم من العلم والتكنولوجيا الحديثة ما يكفى لوضع الأثاث السليم للحلم ، ربما سانده بعض رجال الأعمال بالمال كثير كان أو قليل ، لكن المال وحده لم يكن هو العصا السحرية التى حولت الحلم لحقيقة ، وأنما الدأب على تحقيق الحلم وسهر الليالى لمعرفة كل جديد وابتكار المسميات والعناوين والأهتمام بكل التفاصيل كبيرها وصغيرها ، بعين الطموح والشباب والحيوية، صنع المعجزة بعين سانتا كلوز الذى كان يفاجىء فقراء المهنة يوميا بهداياه، وكان دوما لم يكن يكتفى بما يتحقق لحظيا، لكنه كان يطلق المفاجآت والأحلام بسلاسة وسهولة، فالمال وحده لا يصنع النجاح وأنما العقل الذى يدير هو من يجعل البناء شامخا وغير قابل للأنهيار فكم من تجارب نجح أصحابها فى اقناع رجال الأعمال بمشاركتهم فى مشروع صحفية سرعان ما تغلق وتدخل فى طى النسيان لأنها ببساطة لم تمتلك الرؤية والاستيراتيجية والتنوع.
هناك فى العقار رقم 45 بالدور الـ18 بشارع البطل أحمد عبد العزيز، بجامعة الدول كانت غرفة العمليات التى لم يتجاوز عدد قيادتها أصابع اليدين ، وجيل كامل من طلاب كلية الأعلام وبعض الزملاء الذين نحتت منهم الصحافة رقات، نعم فبينهم من كان يصرف على هذه المهنة من جيبة الخاص ، وبينهم من تنقلوا بين المؤسسات الصحفية بحثا عن مجد مهنى ودور حقيقى فى بلاط صاحبة الجلالة ، وأيضا بينهم من كان يجوب الطرقات على قدمية باحثا عن إنفراد أوخبر أوتحقيق، فى وقت كانت المهنة تضن على أبناؤها بالكثير، ليهبهم هو الرقى والشياكة والأدوات بدءا من راتب يحترم آدمية الصحفى ، وعضوية النقابة، ومكان وتكنولوجيا وميسرات فلم يكن فى أى مؤسسة صحفية أخرى صحفى يمتلك كاميرا ولاب توب ومودم للنت على حساب جريدته، وسيارة تأخذه لموقع الحدث وتعيده والتعنت على أن يظهر بمظهر مشرف لنفسه ولمؤسسته.
مفردات جديدة على الجميع وتخصصات لم تكن مطروحة ولا يعرفها الكثيرون "الداتا أنترى، والأدمن، الويب سايد، الوكالات، الكوالتى كنترول، ثم الصحفيين كل قسم على حدة، وعمل متواصل فكان شفت الموقع يعمل من 10 صباحا لعشرة مساءا وساعة بريك تجتمع فيها اسرة الموقع للأكل يتبادلون خلالها أى الأخبار حقق مشاهده أعلى وأيها يحتاج لمتابعة، وبكرة هنعمل ايه ، ثلاثة أيام عمل يعنى عمل وأجازة ثلاثة أيام أخرى يعنى أجازة.
أنتشر موقع اليوم السابع فى كل بقاع مصر، وجعل المواطنين صحفيين يرسلون أخبارهم فكانت صحافة المواطن ، سجل بالصوت والصورة تفاصيل الوطن، فكانت صحافة الفيديو، أحدى هدايا سانتا كلوزا بعد إقدام الكثيرون على تقليد الفكرة وعمل مواقع الكترونية لصحفهم وعلى رأسهم الصحف القومية ، فخرج بمفاجئته صحافة الفيديو، ثم فوتو 7، لصحافة الصورة، والانفوجراف وصحافة المعلومات، كان صائد الجوائز كل عام، و لم يكن يكتفى دوما بالوقوف مكانه، وانما كان يتطلع للأفضل والأحسن فكان اليوم السابع قبلة للصحفيين والمواطنين والمسئولين.
منذ الوهلة الأولى أختار اسم الحلم واستوحاه من عنوان المقال الثابت لاستاذه واستاذنا جميعا،"محمود عوض" الأب الروحى للمؤسسة ، نعم فاليوم السابع ولد كبيرا وسيظل، فهو تم بناؤه على أسس ورؤية حالية ومستقبلية.
وأصبح فى وقت قياسى اليوم السابع من المواقع الالكترونية التى لا يفوتها متابع أو قارىء سواء مسئول أو مواطن ، ليصبح صحفى اليوم السابع هو الصحفى رقم 1 الذى يتم عمل مليون حساب له ، فعينه تلتقط الخبر وتتقصى عنه ليكون تقرير وتتابعه ليكون تحقيق، وأصبح ملاذ الجميع.
ومرت 10 سنوات ب3660 كالبرق بكل قوته وطاقته وهيبته وثورته كل يوم فية حكاية وكل حكاية بدرس، وكل درس بخيرة جديدة ، بموضوع وصورة وصوت وانفراد ، 10 سنين من قلبى عشتهم وبعمرى افديه، لم أطمح يوما فى منصب وظللت طوال الـ10 سنوات محررة صحفية تعى وتعرف معنى مسئولية الكلمة وأمانتها، وتحترم دستور مؤسستها، وشرفت بأننى ضمن المؤسسين وجزء من منظومة ناجحة دورى فيها لا يقل أهمية عن كبارها فدائما أصغر مسمار فى الماكينة لو لم يقم بعمله يعطلها، وكنت أحد الذين كانوا يتلقون التريقة من المصادر ، شكرا سلنت كلوزا الصحافة الالكترونية فى مصر ، شكرا يا خالد صلاح لانك علمتنا أن الحلم حياة وأن الحياة مغامرة لازم نتمسك بنجاحها فكنت وكنا اليوم السابع ومكملين حلمنا فى بكرة .. احنا بتوع التريقة ونفتخر.