فضيحة لأردوغان.. ضباط أتراك يكشفون أدق أسرار عمل جهاز المخابرات التركية
السبت، 24 فبراير 2018 06:50 مالسيد عبد الفتاح
أدلى ضابط المخابرات التركية المعتقلين لدى حزب العمال الكردستاني، باعترافات جديدة كشفا فيها أدق تفاصيل عمل جهاز المخابرات القوي، الذي يعتمد عليه أردوغان كثيرًا، وأكدا فيها تدخّل المخابرات التركية في عمل الصحافة والإعلام في تركيا، وذكرا أسماء الصحف التي يعتمد عليها الجهاز، والصحفيين الذين جندهم للعمل لصالحه.
وحسب المعلومات التي أعلنها حزب العمال الكردستاني ونشرتها مواقع مقربة منه، فقد أكّد الضابطان التركيان،أرهان بكجتين وآيدين كونيل، اللذين تمّ أسرهما في عملية نوعية خاصة نفذها مقاتلو الحزب في الرابع من أغسطس الماضيفي مدينة السليمانية شمال العراق،أنّ أجهزة المخابرات التركية وقياداتها العليا هي التي تتحكّم بالإعلام والصحافة في تركيا.وأنّ قيادات حزب العدالة والتنميةتنسّق مع المسئولين الكبار في جهاز المخابرات التركي "الميت"،للتحكّم بجميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، كما ذكرا أسماء عناصر استخباراتية تقوم الآن بتغطية الأحداث في عفرين، بوصفهم مراسلين لقنوات تلفزيونية تركية.
وذكر "بكجتين" أنّ هناك قسم خاص في جهاز الاستخبارات التركية مختصّ بالحرب النفسية، لم يكن فعّالًا قبل مجيء "هاكان فيدان" رئيس الجهاز الحالي،حيث عيّن "نوح يلماز" مستشاراً للشئون الإعلامية.
وأضاف بكجتين:"قام يلماز بتغيير جميع القوانين داخل الجهاز فيما يتعلّق بعمل الإعلام، حيث جعل استشارية الشئون الإعلامية مرتبطة برئيس الجهاز مباشرةبعد أن كانت من مهام مساعد الرئيس. كما بدأ الجهاز بإعداد أخبار يومية وتسليمها لوسائل الإعلام لنشرها، وتكوين علاقات متينة مع مراسلين على الأرض تابعين لهم مباشرة.
وفيما يتعلّق بأسماء المراسلين والصحفيين الذين جنّدتهم الاستخبارات التركية، قال بكجتين: "الصحف الأكثر تعاملاً مع الاستخبارات هي Star وMilliyet, حيث كانت تنشر أغلب أخبارها من تلك التي تستلمها من مسئول الشئون الإعلامية في الجهاز. كانت هناك علاقات مباشرة مع (Hande F). كما كنا نتابع (Çetîner Ç) بشكلٍ مستمر، حيث كانت قد وصلتنا معلومات أنّه متواصل مع رئيس استخبارات الصراع المرتبطة برئاسة دائرة شئون العراق. وكنت أعرف تماماً أنّه يقوم بجولات إلى العراق دوماً".
وتابع ضابط المخابرات التركي اعترافاتهقائلاً: "بالنسبة لجريدة (Sabah), كان هناك تعاون مع (A.Kuçukkaya) وأيضاً مع (Başak), حيث كان ينشر مواداً صحفية في جريدتي Sabah وStar تحت هذا الاسم. وفيما بعد حضر Cem Kuçuk من أمريكا بناء على طلبٍ من نوح يلماز، حيث كانت تصله معلومات من جهات خاصة لينشرها".
ونوّه بكجتين إلى أنّ نوح يلماز احترافيّ كونه مسئول عن الشئون الإعلامية في جهاز الاستخبارات التركية "حيث كان له دور كبير في الحرب ضدّ حزب العمال الكردستانيوفي كلّ العمليات الخاصة. "
وتحدّث بكجتين عن الجيش الالكتروني الذي تمّ تجهيزه من قبلحزب العدالة والتنمية،وقال: "هناك مركز خاص لجيش التويتر في بلدية اسطنبول، بالإضافة إلى مركزي أنقرة ووسط اسطنبول. يتواجد بين 150 إلى 200 شاب متفرّغ للعمل على تويتر ونشر المعلومات والأخبار التي تخدم مصالح الحزب وقيادته عبر العديد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "الوظيفة الرئيسية للعناصر الأمنية في اسطنبول هي متابعة الأخبار التي يتمّ نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثمّ ملاحقة ناشري الأخبار التي تعارض سياسات حزب العدالة والتنمية، وذلك عبر جهاز الشرطة، كي يمنحوا شرّعية لعمليات الملاحقة تلك".
وأشار بكجتين إلى أنّ الرئيس التركية رجب طيّب أردوغان، كان يلتقي بشكل مستمرّ يوم الخميس برئيس الاستخبارات "هاكان فيدان" في القصر الرئاسي ، حيث تتمّ مناقشة ما يجب طرحه في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما يجب منع نشره. وكان فيدان يشير عليه بأن ينشر الأخبار التي يرغب بها عبر صحفيين كبار، لذا كان ينصحه بإعطاء الخبر ل(.Hande F) كي ينشرها في زاويته. وكان يتمّ الاتفاق على اختيار الصحف التي من خلالها يرغب أردوغان بنشر الأخبار".
أما الضابط "آيدين كونيل"فقال إنّه حين التحق بالمخابرات التركيةعام 1997 كانت هناك دائرة الاستخبارات النفسيةالتي تمّ إغلاقها فيما بعد. وأضاف: "كان عناصر الاستخبارات يقيمون علاقات مع الصحفيينالمراسلين ومدراء الصحف، وينقلون المعلومات عنهم إلى استشارية الاستخبارت بشكل مباشر، حيث كانوا يتلقون أوامر بإعطاء معلومات وأخبار معيّنة لأولئك الصحفيين لأجل نشرها عبر وسائلهم".
وأكّد "كونيل" أنّ مهمة تلك الدائرة كانت "الترويج للأخبار التي ترغب الدولة بنشرها بين الناس، كي يتمّ تصديقها عبر التأثير الإعلامي".
لكنّه عاد وقال: "الآن الوضع مختلف، هناك تأثير مباشر من الاستخبارات على المواد التي يتمّ نشرها. إذ أنّ تلك المواد يكون مصدرها عناصر الاستخبارات أنفسهم، وهم من يغطون الأحداث ويصيغون الأخبار بحسب ما تأمرهم القيادة، وهذا ما يمكن ملاحظته عبر وسائل الإعلام المختلفة من قنوات تلفزيونيةوصحف ومجلات وإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي. أغلب الأخبار التي يتمّ نشرها تكون هادفة ومن صناعة الاستخبارات ليتمّ بها السيطرة على المجتمع".