القضاء ينهي أزمة ثأر "البراكوة" و"الجلادوة" بإحالة 5 متهمين للمفتى (القصة الكاملة)

«ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم أبيض علي كل مظلوم أسود علي كل ظالم»..كلمات فلكلور شعبي يتردد بصفة مستمرة في صعيد مصر، نظراَ لسرطان الثأر المستمر في صعيد مصر، إلا أن هذه المرة رددت أحد العائلات تلك الكلمات في محافظة القاهرة بمنطقة المرج، داخل محكمة الجنايات عقب إحالة أوراق 5 أشخاص إلى المفتى لاتهامهم بقتل 3 أشخاص.    

بداية الواقعة

البداية، باستيقاظ أهالي منطقة «البركة» بالمرج  بدائرة قسم شرطة المرج من النوم علي خبر مقتل خمسة شباب من ابنائها  آخذاَ بالثأر بين عائلة بمنطقة المرج وعائلة أخري يقطنون بالبركة من أبناء الجنوب «الصعيد»، على إثر ذلك ألقت الأجهزة الأمنية على المتهمين بزعامة الشقيق الأكبر «محمد.ف.أ».  

الإتهامات

النيابة العامة أسندت للمتهمين ارتكاب جرائم، «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، واقتران تلك الجناية بجناية أخري هي شروع في قتل المجني عليهم الآخرين الذين تصادف وجودهم بذات الشارع، واقترنت كذلك بحيازة وإحراز أسلحة نارية بنادق آليه وحيازة وإحراز أسلحة مما تستخدم علي ذات الأسلحة».

 لعب الأطفال

خلال التحقيقات، التى باشرتها نيابة القاهرة الجديدة،  اعترف المتهمين أن بداية الواقعة فى يناير 2007 بمشاجرة بين شخصين سببها لهو الأطفال انتهت بمقتل أحدهما – من عائلة البراكوة - والقبض على المتهم «من عائلة الجلاودة» وإحالته إلى النيابة التى أمرت بحبسه عدة مرات على ذمة التحقيقات.  

دائرة الإنتقام

وفى يوم الحادث ذهب أفراد عائلة الجلاودة - الذين كانوا تركوا منازلهم بالمنطقة قبلها بيوم - لحضور جلسة تجديد حبس المتهم بقتل ابنهم، وبعد تجديد محكمة القاهرة حبس المتهم 15 يوما قررت عائلة القتيل «الجلادوة» الانتقام من أقارب قاتل ابنهم وانتظروهم أمام المحكمة عقب انتهاء الجلسة، وتتبعوا سيارتهم وفى شارع 90 بالقاهرة الجديدة، مستقلين سيارتين الأولي «تويوتا كورولا» سماوي اللون والثانية سيارة نصف نقل لتقوم الأولي بمحاولة إيقاف السيارة التي يستقلها المجني عليهم ويقوم الأشخاص الذين يستقلون السيارة النصف نقل بإشهار الأسلحة النارية.  

وبالفعل، تمكن الجناة من تنفيذ مخططهم الشيطانى من خلال إمطار المجنى عليهم بوابل من الأعيرة النارية أسفرت عن مصرع 5 أشخاص سيدتين و 3 رجال، وهرب الجناة من مسرح الحادث، وتم إيداع جثثهم مشرحة زينهم التى طوقتها أجهزة أمن القاهرة بعدما رفض أقارب المتوفين تشريحهم مهددين بالانتقام.   

رد الثأر

وفى مساء نفس اليوم، نفذ أهل القتلى الأربعة والمصابين «من عائلة البراكوة» تهديدهم وتوجهوا إلى مقر أفراد عائلة «الجلاودة» فى منطقة المرج، وأشعلوا النار فى مساكنهم ومحالهم التجارية ومخزن أخشاب ملك أحدهم، كما أطلقوا النار فى الهواء بكثافة وعشوائية، ما آثار الذعر بالمنطقة.

الإحالة للمفتى

القضية ظلت فى أروقة المحاكم لمدة 6 سنوات بين المرافعات وسماع الشهود وتقرير الطب الشرعى، وشهادة ضابط الواقعة، وغيرها من الإجراءات  انتهت بمرافعة المدعين بالحق المدني المحاميان محمد صابر عبيد و كريم السويفي المحامي واللذان صمموا علي الإدعاء مدنيا بمبلغ مائة ألف جنيه علي سبيل التعويض المدني المؤقت.

وبعد مرافعة هيئة الدفاع مع المتهمين مطالبين الأخذ بقسط الرأفة أعمالا لنص «المادة ١٧ » من قانون العقوبات لينتهي الفصل الأول في القضية بإحالة الدائرة ١٩ جنايات شمال القاهرة دائرة المستشار محمد عامر جادو الخمس متهمين إلي فضيلة لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم.