طلعت زكريا لـ"صوت الأمة": الدولة لابد أن تعود إلى الإنتاج لتطوير الدراما المصرية
السبت، 24 فبراير 2018 06:00 مكريستين سامى
ولد الفنان طلعت زكريا فى محافظة الإسكندرية، عام 1960، متزوج وله من الأبناء عمر وأميمة، التحق بالعمل الفنى عام 1984، وفى سبتمبر 2007 أصيب بالتهاب فى أحد شرايين المخ ما أدى إلى إصابته بغيبوبة، لكنه قاوم الغيبوبة وتمكن من العودة إلى فنه وجمهوره وقدم الفيلم الذى أثار جدلاً واسعاً حينها «طباخ الرئيس» محققا إيرادات جيدة، ثم جاءت ثورة يناير لتدفع طباخ الرئيس جانبا بعد مهاجمته المتظاهرين فى ميدان التحرير، ويبتعد رويدا رويدا عن الساحة الفنية قبل أن يعود مجددا فى أعقاب تعافيه من الوعكة الصحية التى لحقت به.
فى حواره مع «صوت الأمة»، قال زكريا إنه عاد من الإصابة وبدأ فى تقديم مسرحية «سيبونى أغنى» بمشاركة الفنان الكبير سمير غانم، والتى تُعرض حالياً على خشبة مسرح الريحانى بوسط البلد، كما تحدث عن أعماله المقبلة وعن الفترات العصيبة التى عاصرها.. وإليكم نص الحوار:
■ فى البداية حدثنا عن أعمالك الفنية فى الفترة الحالية؟
- أقدم حاليا مسرحية «سيبونى أغنى» التى عرضناها فى السعودية دون فنانات، وحققت نجاحاً كبيراً فى الرياض وفى جدة، وعندما رجعنا من السفر قررنا أن نعرضها فى مصر، فاجتمعنا كلنا واتفقنا على أن نقدمها للجمهور المصرى الحبيب بعد أن تخلصنا من كل المحظورات التى كانت تلائم العرض فى السعودية، وجعلناها تتماشى مع العادات والتقاليد المصرية، كما أضفنا لها العنصر النسائى الذى لم يشارك معنا فى عروض السعودية، والحمد لله نواصل العرض بنجاح.
■ يرى البعض أن المسرح رغم أنه شاق إلا أنه أفضل من التليفزيون والسينما؟
- على حسب الانتماءات لكل ممثل.. هناك من يحب السينما أو المسرح أو التليفزيون.. مع أن المسرح فعلا أصعب شىء.. والممثل الموهوب والمدرب جيدا هو الذى يمثل مسرح، والمسرح يتميز بالاحتكاك المباشر بالناس ويشعر الفنان بردود الفعل وقتية، عكس الفيلم الذى لا يعرف الممثل رد فعل الجمهور إلا بعد العرض.
■ هناك من يتهم ما يقدمه «مسرح مصر» بأنه فن غير مفيد.. ما رأيك؟
- أختلف مع هذا الرأى، وبما أننى فنان مسرحى أرى أن كل من يقدم تجربة تنعش المسرح لا بد أن ننحنى له، فهى بالطبع ستكون تجربة مسرحية مفيدة.
■ لكن البعض يقول إن هناك أعمالًا مسرحية ليست على المستوى المأمول!
- لا بد أن تضعى فى اعتبارك أن ثلثى من يدخلون المسرح يريدون أن يضحكوا، وإذا لم يجدوا ما يريدون سينتقدون العمل ويشوهون صورته.
■ ينتقد البعض أيضا مسرحيات «مسرح مصر» بأنها ليس لها مضمون حقيقى.. ما تعقيبك؟
- المسرح الكوميدى يعنى الإضحاك المباشر.. حتى لو بدون مضمون.. وأشرف عبدالباقى يقدم مسرحاً كوميدياً فى المقام الأول.. إنما المسرح القومى التابع للدولة.. هو الذى يجب أن يقدم مواضيع ويقدم مسرحيات ذات مضمون اجتماعى وسياسى.. وغير مطلوب من أشرف أو مسرح القطاع الخاص أن يعمل تجارب سياسية أو اجتماعية.. مرة أخرى المسرح الكوميدى خُلق عمن أجل الضحك وأشرف يجب أن يحترم لأنه أقدم على عمل هذه التجربة التى نجحت جدًا على مستوى الوطن العربى.. وقدم وجوهًا جديدة ونجومًا صاعدين، وهذا أمر يُحسب له.
■ فى رأيك ما الذى يميز الماراثون الرمضانى عن غيره؟ ولماذا يشهد مثل هذا التنافس؟
- لا أعرف ماهى حكاية والحكمة من العرض فى رمضان، لدرجة أن المبالغة فى الحديث عن هذا الأمر خلقت مواسم أخرى للعرض غير موسم رمضان الذى قلت الأعمال المعروضة فيه ولم تعد تزيد على 10 أو 12 مسلسلا.. وأنا كنت دائمًا أطالب بخلق مواسم عرض أخرى، وألا يقتصر الأمر على رمضان فقط، ومع ذلك يحظى موسم رمضان بنسبة مشاهدة عالية.
■ ماذا عن تأثير السينما والدراما على السياسة بشكل عام؟
- السينما والدراما لا ينفصلان عن السياسة: السينما لابد أن تكون مؤثرة فى الحياة السياسية.. والسينما هى الأداة لإصلاح المجتمع.. وحاليا أجهز لفيلم أقدمه اسمه «حارس الرئيس» يتكلم عن الإخوان وعن السيسى.
■ فى رأيك لماذا تقدم السينما دائمًا الشخصيات التاريخية كملائكة لا يخطئون؟
- المفروض أن تقدم السينما الشخصيات التاريخية بإيجابياتها وسلبياتها، فالشخصيات التاريخية بشر ينجحون ويفشلون، ولهم وعليهم، ولا بد أن يتم تناولهم بموضوعية.
■ هل سيؤثر الخلاف الذى حدث بينك وبين عادل إمام على أى عمل فنى بينكما، أى لو عُرض عليك عمل فنى بمشاركة عادل إمام هل ستقبل؟
- بعد أن زارنى عادل إمام فى الاستديو، وكان يصور أحد أعماله فى الاستوديو المجاور، فحضر وسلم علىً، ورحبت بالزيارة، طالما جاء هو إلى عندى وبدأ بالسلام، قلت أهلا وسهلاً وانتهت بيننا المشاكل، ومع ذلك وضعت حدودا لتعاملى معه، لأن سبب خلافى معه كان متعلقاً بالعمل الفنى، فأرفض مثلاً أن يحصرنى فى أدوار معينة، وطالما مثلتها معه من قبل، أرفض أن أؤديها معه مرة أخرى، حتى لا نختلف من جديد، إذا أردتنى أن أعمل معك فلا بد أن يكون دورى قوياً مثل دورك، ولماذا تقتصر الاستعانة بنا عليه هو فقط، فمثلما تريد طلعت زكريا ليعمل معك، لماذا لا أريد أنا أيضاً عادل إمام ليعمل معى، نعم هو فنان كبير ولديه خبرة، ولكننى أيضا فنان ولدى خبرة، وأنا أعمل أفلاما ومسلسلات أنا بطلها أيضا، ولو قلت لك تعالى اطلع ضيف شرف معى فهل ستوافق؟ وإذا لم توافق، فلماذا أوافق أنا؟ لو كنت تريدنى أن أعمل معك فلا بد أن تعطينى قيمتى وبرستيجى والدور الذى أستحقه، نعم شرف لى أن أمثل معك «بس من غير ما تدوس علىّ قوى يعنى»!
■ ما الحوار الذى دار بينكما عندما تقابلتما؟
- لم نتحدث فى مشاكلنا التى كانت على صفحات الجرائد، لم تكن هناك خناقه مباشرة، أنا أقول وهو يقول ويرد، فهو عندما أتى تعانقنا، واعتذرت له، وقلت له لا تغضب منى يمكن أنا أكون اتعصبت أو تجاوزت، قال لى أنا كبير يا طلعت لا تقلق أبدا، انتهى كل شىء، وشرب الشاى ثم غادر الاستوديو.
■ من السبب فى إشعال الخلاف بينكما، هل هىالسوشيال ميديا؟ أم ماذا؟
- هو موضوع بسيط ولم تكن السوشيال ميديا هى السبب، إنما هى الصحافة التى كبرت وضخمت من الأمر، هو قال كلمة لم يكن يقصد بها شيئاً، فالتقطتها بعض الأقلام ونفخت فيها، وصنعت منها مانشيتات، وأحدثت صراعاً بيننا، سرعان ما انتهى بمجرد أن زارنى، وهو فنان كبير يجيد فن التعامل مع الزملاء.
■ ماذا ينقص الدراما المصرية لكى لتصبح على غرار الدراما الهندية والتركية، التى تغلبت على مدار السنوات الأخيرة على الدراما المصرية؟
- ليست الدراما الهندية والتركية فقط، ولكن الكورية والسورية واللبنانية، بيننا وبينهم أنهم يفكرون دائمًا فى الجديد، وغير المكرر، عكسنا تماماً فنحن ثابتين على «قديمنا» لا نقدم جديدا، هم فكروا فى مواضيع جديدة وأماكن تصوير جديدة وهو نفس الشىء فى أداء الممثلين، الكل يجتهد لتقديم الجديد وهذا ما ينقصنا، باختصار، نحن أرزقية نريد أن نكسب فقط، المؤلف يريد هذا وكذلك الممثل والمخرج والمنتج، يعملون من أجل المادة فقط.
■ وما الحل من وجهة نظرك؟
- الحل هو أن تعود الدولة إلى الإنتاج مثلما كان يفعل قطاع الإنتاج فى التليفزيون المصرى وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى، حتى يكون لمسلسلاتنا هدف ورونق، مثلما كنا دائمًا.