تحولات السلفية من محمد بن عبدالوهاب إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب!

الأحد، 25 فبراير 2018 10:00 ص
تحولات السلفية من محمد بن عبدالوهاب إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب!
صورة ارشيفية
عنتر عبد اللطيف

 
«في شوارع القاهرة لافتات كبيرة للمغني السعودي ماجد المهندس، قلت يعني الناس نفسها تروح عندكم تحج وتعتمر وإنت جاي عندنا تخيب».. عبارة أطلقها سلفي يدعى ناصر رضوان، مؤسس ما يسمى ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، جملة تعبر تماما عن الأزمة التي تعاني منها جموع السلفيين في مصر خاصة مشايخ «السبوبة» بسبب التحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية والتي تترك التشدد الديني أو ما يعرف بالوهابية وتتجه إلى الوسطية.
 
إذا كانت المملكة العربية السعودية تتخلى عن التشدد الذي عرفته طوال السنوات باعتناقها فكر الشيخ الراحل محمد بن عبدالوهاب، فلماذا يتمسك السلفيون بهذا الفكر وهم المعروفون بتناقضاتهم الشديدة من قبيل رفضهم الوقوف للسلام الجمهوري وتحية العلم، وفي ذات الوقت يؤيدون رجال الجيش البواسل في حربهم ضد الإرهاب، خاصة أن فكرهم يتفق مع الدواعش فيما يتعلق بتحية العلم وعيديِّ الفلانتين والأم، وغيرها من الأعياد المستحدثة، حيث يؤكد السلفيون أن تنظيم داعش جمع بين التكفير وسفك الدم الحرام كما أن التنظيم المتطرف وغيره من الجماعات الإرهابية قتلت المسلمين في سوريا والعراق وليبيا، ويجوز قتالهم.
 
58710d0f74710
 
من المفارقات أن ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية يرى أن «داعش» ونحوها جمعوا بيْن التكفير وسفك الدم الحرام؛ متسائلا هل يتصور عاقل لزوم تركهم يعيثون في الأرض فسادًا؟، وقتلهم للأقباط نقضٌ منهم لعهد الأمان الذي دخل به هؤلاء الأقباط إلى ليبيا، وهم مِن الأجراء الذين لو كانوا حربيين لما شُرِعَ قتلهم؛ لقول النبى- صلى الله عليه وسلم- لما وجد امرأة مقتولة في إحدى الغزوات: «أدرك خالدا فقل له: لا تقتل ذرية، ولا عسيفا»، والعسيف هو الأجير.
 
وأضاف برهامي في تصريحات مستفزة له تمسك فيها بتكفير الأقباط: «هل عندما نقول يحرم قتلهم، ونستنكر ذلك؛ يقولون تتعاطفون مع الكفار، وتعلنون الحرب على المسلمين وهل كون «داعش» مسلمين يبيح لهم سفكَ الدماء المحرمة، ولزوم السكوت عليهم وهل كون الأقباط كفارًا يعنى إباحة سفك دمائهم بغير حق؟! وأما أن المسلم لا يُقتـَل بكافر؛ فهذا عند الجمهور القائلين به «ونحن منهم» إنما هو في القصاص لا في استحقاق القتال، والخوارج «ومنهم داعش، وأمثالها» مستحقون للقتال»!
 
afp-
 
الإجراءات الإصلاحية التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي تقوم على النزعة القومية في مواجهة العديد من السلفيين الذين يعارضون أجندته السياسية التي تعزز الحريات الاجتماعية - وفق صحيفة واشنطن بوست- التي قالت إن ولي العهد يرغب في تغيير التفسير المتشدد الذي تقدمه المملكة للإسلام، وإيقاف الخطاب التحريضي ضد الشيعة خاصة في سوريا، الذي ساعد في نشر التطرف لكن السلفيين في مصر لم يفهموا ذلك وواصلوا سب وتكفير كل من يختلف معهم في الرأي.
 
عقب إصدار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قرارا باعتقال بعض رجال الدين المتشددين، منهم سليمان العودة وعوض القرني و10 آخرين من بينهم على العمري ومحمد الهبدان، وغرم البيشي، ومحمد عبدالعزيز الخضيري، وإبراهيم الحارثي، وحسن إبراهيم المالكي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى كالإعلامي فهد السنيدي والشاعر زياد بن نحيت، التزم السلفيون في مصر الصمت التام وكأن على رؤسهم الطير ومارسوا عادتهم في إطلاق فتاوى معلبة يحرمون بموجبها كل المناسبات والأعياد.
 
في السعودية أيضا خرج كبار مشايخ الوهابية بالورود ليقدموها إلى الناس بالشوارع كرمز للحب في يوم «الفلانتين» في نفس الوقت الذي أفتى فيه داعية سلفي يدعى سامح عبدالحميد مؤكدا أن عيد الحب هو دعوة للفسق والفجور؛ لكون الشاب يأتى لحبيبته بهدية في العيد، وهذا لا يقبله دين أو عرف أو تقاليد، بالإضافة إلى أن عيد الحب وسيلة لمنكرات وفواحش أشنع وأخطر، لافتا في بيان له إلى أن هذا العيد بدعة لا أساس له في الشريعة، ويدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدى السلف الصالح رضى الله عنهم، قائلا إن عيد الحب عيد روماني جاهلي، وارتبط العيد بالقس المعروف باسم فلانتين، وما زال هذا العيد يحتفل به الكفار ويشيعون فيه الفاحشة والمنكر، وتترتب على الاحتفال بهذا العيد مفاسد كثيرة مثل الاختلاط المحرم بين الفتيان والفتيات، وتبادل أحاديث العشق والفسق، فالنصيحة هى الابتعاد عن مثل هذه المناسبات الآثمة، والحرص على أتباع الشرع والهدى والانشغال بما ينفع في الدين والدنيا حسب زعمه.
 
 
195
 
 
فتوى سامح عبدالحميد تتوافق مع فتوى سابقة لبرهامي والذي كان قد قال إن عيد الحب محدثة، وكل محدثة بدعة كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومسمى العيد وحقيقته هو اسم لما يُعتاد فعله في زمان أو مكان، وهو يكون تعظيمًا لذكرى معينة، فالعيد يلزم أن يكون بالشرع.
 
من المؤكد أن السلفيين في مصر يقفون محلك سر فى الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الإصلاح بالمملكة التي يمثل ارتداء النساء للعباءات فيها نمطا يوصف بالتقليدى للباس المرأة، حيث تلاحق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النساء اللائي لا يلتزمن بهذا الزي في الأماكن العامة إلا أن عضو هيئة كبار العلماء في السعودية عبدالله المطلق أفتى أن المرأة يمكن أن تكون محتشمة من دون أن ترتدي العباءة، وهى الفتوى التي أحدثت جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
 
1c0edb06-05aa-4976-8ac3-d7e92376716e
 

«المطلق» قال نصا في تصريح له حول حكم الدين الإسلامي في ارتداء النساء العباءة: «إذا كانت واسعة «العباءة» وعليها طرحة ساترة فلا بأس في ذلك سواء كانت على الكتف أو الرأس، رغم أن أكثر 90 في المئة من النساء الملتزمات في العالم الإسلامي لا يرتدين العباءات، ونراهن في مكة والمدينة ملتزمات، من حفظة القرآن، ومن الداعيات إلى الله» لافتا إلى أنه «لا نلزم الناس بالعباءات، لا بأس إذا سترت المرأة نفسها، سواء بعباءة الرأس أو الكتف أو بغير ذلك فالمقصود هو الستر».

 
إذا كان «المطلق» يتحدث عن جواز عدم ارتداء النساء للعباءة فلماذا يزايد السلفيون على الوهابية نفسها بالتمسك بارتداء السيدات للنقاب وعدم خروجهن للعمل، فالمرأة من وجهة نظرهم كلها عورة يجب أن يكفنوها- قبل موتها- فى ملابس سوداء!.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق