سعيد اسما تعيس حظا.. الفشل الكلوي ينهش جسد ترزي خمسيني من الشرقية.. والمستشفيات: ماعندناش مكان
الجمعة، 23 فبراير 2018 07:00 مهناء قنديل
في بيت خلا من الأثاث، يعيش عم سعيد، ذلك الرجل الخمسيني، الذي لم يحظ من اسمه بشيء، بعد أن نهش مرض الفشل الكلوي، جسده، ودمر صحته، ووضعه على أعتاب مغادرة الدنيا، شاكيا إلى الله ظلم العباد.
أسرة عم سعيد، من محافظة الشرقية، تعيش في حزن دائم، بعد أن باعت كل ما تملك، من أجل الإنفاق على علاج رب الأسرة، حتى أنهم يبيتون لياليهم على كراتين، ربما تقيمهم من برد الشتاء القارس.
وخلال الأيام الماضية، تفاقمت أزمة "عم سعيد"، بعد أن فشل في إيجاد فرصة ليغسل الكلى، بأي من المستشفيات الحكومية، التي أوصدت جميعها الأبواب في وجهه بزعم أنه ليس له مكان، وأن جميع الأمكان التي لديها مشغولة، حتى وصلت المياه إلى رئتي عم سعيد، وبات يتنفس بصعوبة، وأمهله الأطباء أياما معدودة، وإلا فإنه ربما يفقد حياته.
ونظرا لأن وزارة الصحة غائبة دائما، فإنه لم يستطع الاستفادة من أي من قراراتها التي تجبر المستشفيات الحكومية، والخاصة، على تدبير احتياجات المريض، في حالات الطوارئ مجانا، حفاظا على حياته.
وقضى عم سعيد أياما طويلة يبحث عمن ينقذه، حتى يواصل حياته الشقيانة بحثا عن لقمة العيش، والإنفاق على أسرته، وتقول زوجته: "حصلنا على قرار بالعلادج على نفقة الدولة موجه لمستشفى بلبيس المركزي، لكن المستشفى، دائما ما يرد بأنه لا يوجد مكان، فهو لا يسع سوى لـ4 حالة فقط".
وأضافت: "لم يرحم أحد مرض زوجي، وفقرنا، فبعنا كل اللي ورانا، واللي قدامنا، ومبقاش عندنا غير كراتين بنام عليها، حتى فرش السراير بعته، ومعندناش فرصة نروح أي مكان لأنه مافيش فلوس، خصوصا أن تكلفة المشوار الواحد 200 جنيه، لأن حالة سعيد لازم لها سيارة خاصة".
وتابعت: "عندنا بنت وولدين، وواحد منهم بيصرف علينا راتبه الشهري، اللي مابيعديش 1500 جنيه، ولا لينا معاش ولا أي حاجة، ومش عارفة أروح فين، في ظل أن الكشف والعلاج في الشهر يتجاوز 700 جنيه، وزوجي حتاج 3 جلسات غسيل أسبوعيا".
وناشدت مسؤولي الصحة المحافظة، إنقاذ زوجها، وتأمين جلسات الغسيل الأسبوعية له، بمستشفى بلبيس المركزي، حتى يقضي ما بقي من حياته، دون منغصات.