محاولات الخليفة "المأمون" لكشف أسرار الأهرامات (صور)
الجمعة، 23 فبراير 2018 05:00 مرامى سعيد
لما قدم عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الجابية - منطقة بالشام – قام إليه عمرو بن العاص وخلا به وقال " يا أمير المؤمنين أئذن لي أن أسير إلى مصر، إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونًا لهم، وهى أكثر الأرض أموالا وأعجزها عن القتال والحرب، فتخوف عمر بن الخطاب على المسلمين بداية الأمر، إلى أن ركن بعد ذلك إلى عمرو بن العاص، وعقد له على أربعة آلاف رجل، وقال له: سر وأنا مستخير الله في مسيرك، وسيأتيك كتابى سريعًا إن شاء الله تعالي، فأن أدرك كتابي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها أو شيئًا من أراضيها فأنصرف، وإن أنت دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك وأستعن بالله واستنصره".
هكذا فتح المسلمون مصر عشرين هجريًا، ودنت له البلاد والعباد، إلا أن كشف معالم مصر وأثارها لم يأتي إلا فى مرحلة متأخرة بعد أن زال مُلك الدولة الأموية وجاء الخليفة المأمون أحد خلفاء الدولة العباسية والذي شهد عهده ازدهارا بالنهضة العلمية والفكرية، وأيضًا اهتمامًا خاصًا بكشف أسرار الهرم.
"ثقب الهرم"
ويقول المقريزى فى كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية: " لما قدم الخليفة المأمون إلى مصر وأتي على الأهرام أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها فقيل له أنك لن تقدر على ذلك، فقال لابد من فتح شىء، واستعان بعدد من الحدادين وانفق أموالا عظيمة، فوجدوا عرض الحائط قريبا من عشرين ذراعًا فلما أنتهوا إلى آخر الحائط وجدوا خلف الثقب مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب وزن كل دينار أرقية وكان عددها ألف دينار، فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته ثم أمر بجملة ما انفق على الثملة – أى الثقب – فوجد الذهب الذى أصابوه لا يزيد على ما انفقوه ولا ينقص فعجب وأمر بحملها على إلى خزانته.
"اكتشاف مومياوات وذهب"
ويشير المقريزى فى خططته إلى أن المأمون بعد فتحه ثقب بالهرم والدخول إلى اعماقه قريبًا من 20 ذرعًا وصف أنه دخل ورأى بنفسه قبة مربعة الأسفل مدورة الاعلي فى وسطها بئر عمقها عشرة اذرع وهى مربعة ينزل الانسان فيها فيجد فى كل وجه من تربيع البئر بابا يفضى إلى دار كبيرة فيها موتي من بني ادم عليه السلام اكفانا كثيرة أكثر من مئة ثوب على كل واحد قد بليت بطول الزمان واسودت، اما عن المومياوات فيقول واجسامهم مثلنا ليسوا طوالا ولم يسقط من اجسامهم ولا من شعورهم شىء وليس فيهم شيخ ولا من شعرة ابيض واجسادهم قوية لا يقدر الانسان أن يزيل عضوا من اعضائهم البتة. ويلفت المقريزى إلى دخول رجال المأمون إلى بابا أفضى إلى علو الهرم وليس به درج عرضة نحو خمسة اشبار عثروا فيها على صورة أدمى من حجر أخضر ولما فتحت وجدوا فيها جسم أدمى عليه درع من ذهب مزين بأنواع الجواهر وعلي صدره نصل سيف وعند رأسه حجر ياقوت أحمر كبيضة الدجاجة يضىء كلهب النار فأخذه المأمون.
"قياس الهرم"
كما قام الخليفة المأمون أيضا بقياس الهرم، حيث أمر من صعد الهرم الكبير أن يدلي حبلا فكان طولة ألف ذراع بالذراع الملكي وهو ذراع وخمسان وتربيعة أربعمائة ذراع فى مثلها، وكان صعودة فى ثلاث ساعات من النهار وأنه وجد مقدار رأس الهرم قدر مبرك ثمانية جمال، ويقال إنه وجد على المقبور فى الهرم حله قد بليت ولم يبق منها سوى سلوكها من الدهب وأنّ ثخانة الطلاء الذى عليه قدر شبر.
ولم يقتصر شغف العرب على فئة الخلافاء والسلاطين فقط فقد كان أيضًا مثار إعجاب الشعراء وفي مديحه قال سيف الدين بن جبارة: "لله أى عجيبه وغريبة/ فى صنعة الأهرام للألباب/ أخفت عن الأسماع قصة أهلها / ونضت عن الإبداع كل نقاب / فكأنما هى كالخيام مقامة / من غيرما عمد ولا أطناب".
وقال عنه الحكم بن أبى الصلت: " بعيشك هل أبصرت أعجب منظرا / على طول ما ما ابصرت من هرمي مصر".