«فريدة ماتت» عقب مرور 38 يوما فى غيبوبه بسبب الإهمال الطبى
الجمعة، 23 فبراير 2018 12:00 ص
«فريدة ماتت»..كلمة بدأت بها والدة الطفلة فريدة هشام عبد التواب، وذلك عقب مرور 38 يوماَ فى غيبوبة تامة، نتيجة الفشل الذريع الذى وقع فيه أحد الأطباء خلال إجراء عملية جراحية لـ«فريدة» لأستئصال اللوز.
البداية، فى غضون 6 نوفمبر 2017 حينما، أجرى الطبيب «عمرو.ا»، عملية جراحية لأستئصال اللوز للطفلة «فريدة» بمستشفى الريان الخاصة، فى منطقة البساتين بالمعادي، تلك العملية التى تجرى لعشرات الأطفال يومياَ وبشكل طبيعى نظراَ لسهولة تلك العملية.
الطبيب «عمرو.ا» انتهى من إجراء العملية وعدد 16 عملية أخرى لـ16 طفل، مؤكداَ لوالدة «فريدة» أن العملية تمت بنجاح، ولها الحق فى الإنتقال من المستشفى للمنزل، وبالفعل إنتقلت الأم بـ«فريدة» وهى فى حالة إعياء شديد، الأمر الذى إدى إلى إحداث حالة من القئ المستمر للأيس كريم الذى أمر الطبيب بضرورة تناوله.
حالة الإعياء الشديد التى مرت بها «فريدة» اضطرت الأم بالرجوع إلى الطبيب «عمرو» مرة أخرى، إلا أنها لم تجد سوى أحد الممرضات بالعيادة دون الطبيب، وبالسؤال عنه أكدت الممرضة للأم أن الطبيب «مشغول» فى أمور أهم، وقامت بكتابة روشته بخط يدها لإحضار مجموعة أدوية، وبالفعل استجابت الأم للممرضة التى أخبرتها بقولها: «دى أوامر الدكتور».
«فريدة» فى اليوم الثالث من إجراء العملية، دخلت فى حالة من الإعياء التى لا يستطيع أن يتحملها بشر، ما اضطر «أم فريدة» بالذهاب إلى المستشفى لمقابلة الطبيب، وفى تلك الأثناء، قابلت الطبيب «عمرو» الذى أخبرها أن المسألة لن تتعدى على حد تعبيره «شوية سخونيه»، إلا أنه أكد لها ضرورة تناول «فريدة» الطعام رغم عدم قدرتها على ذلك، وردد قائلاَ: «أ كليها بالعافيه زي البط».
فى اليوم الرابع، حدث للطفلة «فريدة» ما لا يحمد عقباه، حيث أصيبت بنزيف حاد وتوقف القلب من عشرين دقيقة إلي 30 دقيقة، الأمر الذى اضطر الأم بالإسراع إلى أقرب مستشفى حيث كانت مستشفى اليوم الواحد فى محاولة لإنقاذ «فريدة»، إنقلبت المستشفى رأساَ على عقب، وأجرت الأم إتصالاَ بالدكتور «عمرو» الذى أخبرها قائلاَ: « أنا عملت العملية ومهمتي انتهت».
«أم فريدة» قالت إن عدد كبير من الأطباء حاولوا إقناع الطبيب «عمرو» لمتابعة الحالة الخاصة به، بإعتبارها حالة إنسانية، فرد قائلاَ: «انتوا عندكوا استعداد تودوها مستشفي خاصة»؟، وكانت الإجابة بـ«طبعا دى حياة بنتنا»، وتضيف «أم فريدة»: «الطبيب قال خلاص هتوهالي للريان في تاكسي وتعالي، قولناله البنت محتاجه إسعاف، فالدكتور عمرو قال ابعتلي حد الريان ياخدني روحت الريان قالو مش هنا بيقولك تعالي مستشفى البركة».
فى تلك الأثناء، كانت «فريدة» دخلت فى غيبوبة تامة، وتم حجزها فى أحد المستشفيات لمدة 38 يوما، فيما قام المحامى محمد ميزار وكيلَ عن أسرة «فريدة» بتحرير المحضر ١٩٥٨٩لسنة٢٠١٧جنح المعادي، لإتهام الدكتور عمرو، بالإهمال الطبى الذى أدى إلى القتل الخطأ، إلا أن «فريدة» لفظت إنفاسها الأخيرة اليوم وصعدت روحها إلى باريها.