بعد محاكمة الأزهر لـ"أكذوبة الحجاب"..
هل خلع الحجاب من الكبائر؟.. تلميذ أبو حنيفة أفتى بأن "ذراع المرأة" ليس عورة
الخميس، 22 فبراير 2018 10:00 مكتب:حسن الخطيب
على مدى عشرات السنوات تعرض الحجاب لموجات ضارية من الهجوم والاستنكار أحيانا، والرفض والعصبية أحيانا أخرى، فمنذ أن كانت الخلافة العثمانية، تحكم مصر، في نهايات القرن الثامن عشر، و"الحجاب" يشكل أزمة في الدول العربية، فمنذ ذلك الوقت ظهرت جدلية "فرضية الحجاب"، وموقف الإسلام والشريعة منه، وانقسم في هذا الأمر فريقان، الأول يرى بفرضية الحجاب، وأنه فرض عين على الفتاة المسلمة، ودليلهم بذلك من القرآن الكريم والسنة.
بينما يرى الفريق الثاني بأن الحجاب ليس فرضا على الفتاة المسلمة، وأنها حرية شخصية، وأن الآيات القرآنية التي يستند إليها من يقولون بأنها دليل فرضية، هي خاصة بنساء النبي، زوجاته وبناته، ونساء وزوجات وبنات الصحابة في عهده، حتى يكونوا معروفين عن باقي النساء في مكة والمدينة.
آراء صادمة
أبرز الذين قالوا بأن فرضية الحجاب تحتمل الثبات والنفي، هو الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ ورئيس قسم الفقه المقارن، والذي أكد في أحد برامجه عبر الفضائيات، بأن الحجاب فيه اختلاف بين جمهور الفقهاء، فيذهب الحنابلة وبعض المالكية والشافعية إلى فرضية الحجاب، وفرضية تغطية المرأة سائر جسدها، بما في ذلك الوجه والكفين، كما ساق الهلالي رأيا لأبى يوسف تلميذ الإمام أبو حنيفة يجوز فيه أن تظهر المرأة ذراعيها حتى المرفقين بما يعرف بـ " نصف كم"، مشيرا إلى أن كل هذه الأراء بشرية ويمكن مخالفتها.
أكذوبة الحجاب
مع بداية العام الحالي، وتحديدا مع الموسم الثقافي الذي شهدته القاهرة بمعرض الكتاب، تم طرح كتاب يحمل عنوان "أكذوبة الحجاب" يسوق خلاله المؤلف رؤيته التي تدور حول معالجة الحجاب من منظور قرآني، مؤكدا بأن "الحجاب" ليس فرضا ولايحتمل ان يكون قد فرضه الله على المسلمات، ويدعم رؤيته ببعض تفسيراته لآيات القرآن الكريم، مستعينا بآراء الشيخ مصطفى راشد صاحب واقعة "رسالة الدكتوراة المنسوبة للأزهر الشريف حول عدم فرضية الحجاب" والتي أنكرتها الجامعة.
ومؤلفه هو شاب عشريني اسمه محمد خلاوي، وهو كاتب وباحث درس بمعهد الهندسة والتكنولوجيا، ولم يكملها، ثم تركها وحاول الالتحاق بكلية الآداب لدراسة الفلسفة، لكن لم تتح له الفرصة، وظل باحثًا بالدراسات القرآنية والمذاهب والفكر الإنساني كما يعرف نفسه على حسابه بالفيسبوك، وقد صدر الكتاب عن دار نشر زين، كما صدر له كتابين أحدهما حمل عنوان "نشأة الحياة والإنسان" ويتحدث التطور الدارويني والتطوير الإلهي.
ويدور الكتاب حول مفهوم كلمة "الحجاب" وكيف عالجه القرآن الكريم، ثم يفرد مبحثا حول "زينة المرأة في القرآن الكريم" حيث يتحدث فيه عن موقف القرآن من الزينة التي أعطى الدين الحق للمرأة في إظهارها، ثم ينتقل في مبحث آخر حول"الخمار" ومفهوم القرآن الكريم منه، في آية ضرب الخمار على الجيوب، ويبلور الكتاب في نهايته فكرة أن الحجاب أكذوبة وأن النساء والفتيات عشن فيها، واعتبرنها من الدين، لكنها في الحقيقة عرف مجتمعي.
رفض أزهري
من جانبهم استنكر علماء الازهر الشريف، وصف الحجاب بأكذوبة، مؤكدين على أن الحجاب فرض واجب، على الفتاة المسلمة منذ بلوغها سن الرشد، مؤكدين بأن الحجاب من المعلوم بالضرورة فيأخذ حكم الفرض في تطبيقه، مستدلين بماجاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، مبينين بأن النداء في القرآن الكريم يشمل المسلمين جميعا.
وقال الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، بأن من يقول بأن الحجاب ليس فرضا وانه أكذوبه هو تهجم وتعدي على حدود الله، مبينا أن الحجاب فرض على المرأة والفتاة المسلمة منذ بلوغها المحيض، مشيرا إلى قول الله تعالى " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ"، مؤكدا ان تلك الآية وحدها كافية بأن تؤكد على فرضية الحجاب.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء، بأن هناك حرب ضروس على كل ماهو إسلامي سواء مقدسات أو فروض شرعية، ومن يقول بأن الحجاب أكذوبة يجب أن نقول له أنت مخطئ لأنك تعارض نصا جازما من القرآن الكريم والسنة النبوية، التي تؤكد بفرضية الحجاب، وما جاء بنص في القرآن فهو فرض وليس فيه اجتهاد.
خلع الحجاب ليس من الكبائر
فيما يؤكد الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن لدار الإفتاء فتوى حول الحجاب تؤكد بأنه فرض بدلائل من الكتاب والسنة، وأصبح معلوم من الدين بالضرورة، ومقرر شرعا بإجماع الأولين والآخرين من علماء الأمة الإسلامية ومجتهديها، وأئمتها بأن الحجاب فرض على كل من بلغت سن التكليف.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن مايذهب إليه البعض بأن الحجاب ليس فرضا فإن الحجاب فرض بما نص عليه القرآن لكنه ليس من أركان الإسلام، مبينا أن خلع الحجاب ليس من الكبائر، ولكنه من المعاصى، لأنه فرض واجب، مشددا أن كل ماورد في القرآن هو عام بنساء المؤمنين السابقين والأولين من أمة محمد وليست خاصة بنساء النبي وصحابته.