خالد عزب يفند أسس "معالم في الطريق" في ندوة بالرباط

السبت، 26 ديسمبر 2015 10:24 ص
خالد عزب يفند أسس "معالم في الطريق" في ندوة بالرباط

أكد الدكتور خالد عزب، الباحث المعروف ورئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، أن كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب، يحمل بين جنباته وعبر سطوره "نظرية عنصرية للإسلام".

وفند عزب في بحث شارك به في ندوة عقدت مؤخرا بالعاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "في نقض أسس التطرف ومقولاته"، العديد من الأسس التي قام عليها هذا الكتاب، ومنها الرفض الكلي لكل ما هو آت من الغرب من قيم بدلا من غربلتها وإعمال العقل فيها.

ولاحظ عزب خلال الندوة التي عقدتها مكتبة الإسكندرية مؤخرا في مقر "الرابطة المحمدية للعلماء" في الرباط أن أتباع سيد قطب آمنوا إيمانا مفرطا به كمفكر، وهذا هو ما أخفى أعينهم عن كثير من العيوب التي كان من الممكن أن تظهر لهم لولا هذا الإيمان، مما يجعل إدراك هذه العيوب في الأوساط التـي يسودها الإيمان بهذا النص وصاحبه مخاطرة لا تحمد عقباها.

وأوضح أن سيد قطب يجعل في كتابه "معالم في الطريق" الجاهلية جاهلية موضوعية، بحيث أن كل من لا يتبع جماعته، خارج من الإسلام إلى الجاهلية، وبالتالي هناك جاهلية في كل زمان وفي كل الأرض، ومن هنا، فإن قتال كل من على الأرض خارج إطار هذه الجماعة واجب، وهو ما يتناقض مع صحيح الإسلام.

وقال إن سيد قطب خرج عما أجمع عليه علماء المسلمين ومؤرخوهم وفلاسفتهم، إذ أن توسيع مفهوم الجاهلية يتناقض حتى مع ما قام به الصحابة الذين فتحوا مصر وشمال أفريقيا وأواسط آسيا في عصور عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والدولة الأموية، فلم يذلوا أهلها لأنهم غير مسلمين ولم يجبروا أحدا على اعتناق الإسلام وكان الإقناع سبيلهم لأن هدف الجهاد كان هو التخلية بين هذه المجتمعات ودعاة الإسلام كي ينشروا الإسلام، فإذا لم يؤمن هؤلاء فلا يجبر أي منهم على الإسلام، وأقوى الأدلة على ذلك تعدد الأديان لدى سكان العراق من صابئة وآشوريين وكذلك في بلاد الشام وهي من أوائل البلاد التـي فتحها جيل الصحابة والتابعين، ولم نر أي فقيه مسلم حتى ابن تيمية الذي عاش في بلاد الشام والذي يعد مرجعا للعديد من التيارات الإسلامية المحافظة، لا نراه يذكر مصطلح الجاهلية في كتاباته، بل نراه يذهب إلى المحاججة والمناظرة.

ورأى أن الواقع يناقض ما ذهب إليه سيد قطب الذي من الواضح أن إدراكه للمعرفة والتجربة الإسلامية عبر قرون كانت محدودة، في الوقت الذي نراه حين يقر بالتعددية والتنوع الإنساني يستعين بالآية القرآنية: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ليعود بعد ذلك لينفي التعددية بالقول: "إن هناك دارا واحدة هي دار الإسلام، تلك التـي تقوم فيها الدولة الإسلامية".

وأضاف أن رؤية سيد قطب لكل المسلمين في عصره أنهم كفرة وفي جاهلية.

وهو ما لم يجرؤ عليه فقهاء وعلماء المسلمين طوال ثلاثة عشر قرنا هجريا قبله، فهل كان هؤلاء في جاهلية؟ لا شك أن هذا أمر في حاجة لمراجعة، خاصة أن ثلة من علماء عصره من الأزهر ممن لم يختلف عليهم اثنان وهم محمود شلتوت ومحمد عبد الله دراز ومحمد حسنين مخلوف ومحمد حسين الذهبـي تعرضت كتبهم ودراساتهم للوأد في ظل بوق الدعاية التـي ساقتها جماعة الإخوان المسلمين لصالح كتابات سيد قطب.

واستطرد عزب ان سيد قطب لم يتورع عن الدعوة في كتابه إلى "إعادة إنشاء هذا الدين"، بالعودة إلى المجتمع الذي يصفه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل منه "جيلا قرآنيا فريدا"، ونجده بعد ذلك ينكر على المسلمين أي اجتهاد عبر عصور التاريخ الإسلامي بقوله: "وما من شك أن اختلاط النبع الأول كان عاملا أساسيا من عوامل ذلك الاختلاف البين بين الأجيال كلها وذلك الجيل المميز الفريد".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق