المواجهات الإقليمية إلى أين.. احتكاكات عسكرية مباشرة واحتمالية صدام إيران وإسرائيل بسوريا
الثلاثاء، 20 فبراير 2018 12:00 ص
تشهد الساحة الدولية، تحولات كثيرة خاصة في التعاملات السياسية والعسكرية، وبدا هناك مواجهات مباشرة، بعدما كانت في السابق مجرد احتكاكات غير مباشرة بين القوى الإقليمية، وأبرز مثال على ذلك الصدامات السورية الإسرائيلية، وإسقاط طائرات عدة من الجانب السوري واستهداف تل أبيب لمواقع عسكرية.
مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، نشر عرضًا بحثيًا قال فيه إن المنطقة شهدت تحولات بين القوى الإقليمية في المنطقة من نمط "الاحتكاك غير المباشر" إلى نمط "المواجهة المباشرة"، وهو ما يؤكد حدوث تحولات مهمة في اتجاهات العلاقات بين تلك القوى.
يشير العرض البحثي تحت عنوان "اتجاه متصاعد: تزايد المواجهات المباشرة بين دول الإقليم" أنه من الممكن لدول الإقليم أن تلجأ لخيارات عدة، وأن كل الخيارات أصبحت متاحة، بما فيها الخيار العسكري، مضيفًا أن خيار الحرب الكاملة ليس مطروحًا بعد، لأنها مرتبطة بأمور عدة منها الأزمات العالقة، وتصدى القوى الدولية لتلك الخطوة.
مؤشرات الصدام
واستند المركز في عرضه البحثي، إلى عدة مؤشرات بنى عليها فرضيته، أولها وقوع مواجهة مسلحة محدودة بين إسرائيل من جهة، وكل من إيران والنظام السوري من جهة أخرى، وذلك بعد نجاح أسلحة الدفاع الجوي السورية في التصدي لطائرات إسرائيلية من طراز "F 16 " في 10 فبراير الجاري، وهو ما يعد أول رد فعل من الجانب السوري على الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع داخل سوريا تابعة لإيران والنظام وحزب الله.
كذلك التهديدات الإسرائيلية للبنان، وذلك لما تجريه بيروت من جهود للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط عن الغاز الطبيعي، وهو ما اعتبره وزير دفاع تل أبيب أفيجدور ليبرمان، قال في 31 يناير 2018، الخطوات التي اتخذتها بيروت لمتابعة عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية بأنها استفزازية، مضيفًا: "يمنحون عروضًا على حقل غاز فيه رقعة هي ملكنا بالأساس إلى مجموعة دولية هي شركة محترمة لكنها ترتكب خطأ فادحًا يخالف كل القواعد، الأمر الذي تطلب ردودًا من حزب الله الذي أكد التصدي لأي اعتداء على حقوق لبنان النفطية والغازية، والدفاع عن منشآت لبنان وثرواته.
أسباب التصعيد
وأرجع المركز تصاعد حدة المواجهات لاعتبارات عدة، منها نضوج الصراع في المنطقة، وعن الصراع السوري فإن أغلب القوى الإقليمية المتصارعة في المنطقة ترى ضرورة التدخل العسكري من أجل حماية مصالحها.
إيران تسعى إلى تكريس سيطرتها في سوريا وذلك بعد استعادة الجيش السوري زمام المبادرة وتراجع القوى المعارضة له، من خلال تعزيز تمددها العسكري والاقتصادي والاجتماعي في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهو ما تراه تل أبيب تهديد لأمنها القومي مع تزايد قدرة "حزب الله" على دعم قوته العسكرية.
من بين الاعتبارات تشابك الملفات الإقليمية، وهو ما يبدو جليًا في الخلافات الإسرائيلية-الإيرانية، حول الاتفاق النووي الذي لا تُبدي تل أبيب قبولًا به، وهو ما كان حاضرا بشكل واضح في مواجهتها مع الأخيرة في سوريا، باعتبار أنها ترى أن الصفقة النووية كانت أحد المتغيرات التي ساهمت في تفاقم الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة خلال الأعوام الماضية.
كذلك التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي بدا أنه فرض مزيدًا من التوتر على الموقف من ملف الغاز، في ضوء التهديدات المتبادلة التي يوجهها كل طرف إلى الآخر، والتي وصلت إلى حد التفكير في استهداف البنية التحتية الخاصة بهذا القطاع في حالة نشوب أية مواجهة عسكرية واسعة خلال المرحلة المقبلة.