مصر تحت مدفعية الشائعات
الأحد، 18 فبراير 2018 05:07 م
أصبح من الضروري في ظل هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد، وتزامنا مع الإنجازات التي تتحقق يوما بعد يوم على كل المستويات، وجهود الدولة في محاربة الإرهاب ومحاولة القضاء عليه وتأمين حدود البلاد، أن نحذر من أقوى أسلحة الحروب في العصر الحديث وهي حرب الإشاعات ، حيث رأينا مؤخرا انتشارا لمجموعة من الإشاعات المغرضة على كل المستويات عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فيتم نشر وتداول لكلام مكذوب ممزوج بنوع من التشويق والإثارة، وطبعا غالبا ما يكون مجهول المصدر والهوية أو بالكثير يكون مصدره أعداء بلادنا وديننا، فيتلقاه المنافقون والخونة داخل البلاد ويحاولون زرعه ونشره بين أفراد المجمع، من أجل إشاعة البلبلة في المجتمع، وبث روح الفرقة والتنازع والتخوين بين أفراده، وهدم الجبهة الداخلية الصلبة للبلاد، وفي محاولة لقطع كل روابط الثقة بين الشعب وبين جيشه وقياداته من أجل زعزعة أمن البلاد، وقتل الروح القتالية العالية للمصريين عسكريين مدنيين.
ومن المعلوم أن حرب الإشاعات من أخطرأنواع الأسلحة التي تستخدم في الحروب ضد الدول، ومن أقوى وسائل التدمير المعنوي والمادي لأي مجتمع، وقد بدأ أعداء مصر استخدام هذا السلاح ضدها منذ قيام ثورة 30 يونيو وحتى الآن، وقد اختلفت أنواع وألوان وأساليب هذه الحرب مع كل إنجاز أو خطوة يحققها الرئيس السيسي حفظه الله في سبيل تحقيق التقدم والإستقرار لهذا البلد.
و تكمن خطورة حرب الشائعات أن جنودها مغفلون ومغرر بهم، قد سحرتهم الشائعات ببريقها الخداع، فأصبحوا يرددونها كالببغاوات، دون أن يدركوا أنهم أصبحوا بذلك أدوات يتم إستخدامهم لمصالح أعدائهم وهم لا يشعرون، ضف إلى ذلك أنها في زماننا هذا قد تغيرت أشكالها ووسائلها، فقد كانت قديما تعتمد على نشر أخبار مكذوبة من خلال المجلات أو الصحف صفراء أو الإذاعة أو التلفاز، أما الآن وفي ظل هذا التقدم التكنولوجي الهائل أصبح الأمر أشد خطورة، حيث تنتشر الإشاعة بمنتهى السهولة والسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، وتويتر، وانستجرام ، وواتس آب)، ضف إلى ذلك القنوات المشبوهة التي ترعى وتؤوي الإرهابيين والخونة، ويكفي فقط كتابة خبر مكذوب يشكك في أي شيء، ليتناقله الخونة أو الجهلة في مختلف الأماكن حتى دون التأكد من صحته من المصادر الرسمية للدولة، لتنتشر الإشاعة انتشار النار في الهشيم داخل المجتمع.
لذلك ينبغي لأبناء هذا الوطن أن يستيقظوا ويحترسوا من نقل كل ما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرؤونه في أي مكان، دون التأكد من صحته من مصادره الحقيقية، خاصة إن لم يكن مصدره موثوق به داخل الدولة، منعا لإحداث البلبلة والفتنة داخل المجتمع، ووقوفا صفا واحدا خلف قيادتهم وجيشهم في حربهم ضد الأعداء المتربصين بهذا البلد، ويكفي أن نعلم أننا محاسبون أمام الله تعالى على كل ما ننطق أو نتكلم به أو ننشره، فالله تعالى يقول:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، والنبي صلى الله عليهم وسلم يقول:(كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع(، نسأل الله أن يحفظ مصر شعبا وجيشا وقيادة من كل شر وسوء، وأن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم، اللهم آمين.