"الحب كدة" و"سوبر مان".. بيزنيس جديد في تجارة المخدرات من أدوية بالصيدليات

في ظل القبضة الأمنية القوية من وزارة الداخلية على تجارة المخدرات، ومراقبتها لمنع دخول السموم بمختلف أنواعها لمصر، وهي السموم التي تغيب عقول المصريين، بدأ تجار المخدرات في محاولة إيجاد طريق جديدة لفك الحظر الأمني المفروض عليهم، فبدأوا في إيجاد مخدرات يصنعونها بأيديهم ودون أن تكلفهم شيئا ليبيعوها بملايين.

 

بدأ تجار المخدرات في سحب عدد من الأدوية من الصيدليات، واستغلالها في صناعة مواد مخدرة تشبه الكوكايين والهيرويين وحقن الماكس، فتارة يطحنون بعض الأدوية، وتارة أخرى يجعلوها سائلة كسائل الماكس المخدر، ويطلقون على تلك الخلطات المميتة الخاصة بهم أسماء تساعدهم في بيعها، كتلك التي ظهرت مؤخرا في أوساط الشباب مثل "الحب كده"، "سوبر مان"، وغيرها من الأسماء التي اخترعها تجار المخدرات لترويج بضاعتهم.

 

"صوت الأمة" تكشف فى السطور التالية عن أسماء الأدوية الطبية، التي يتم سحبها من الصيدليات من قبل تجار المخدرات لإعادة إنتاجها مرة أخرى وبيعها على شكل مواد مخدرة، مميتة في أضرارها وتأثيرها على صحة من يتناولها.

 

بعد الحديث مع أكثر من صيدلي جميعهم تحرجوا من نشر أسمائهم، أكدوا لـ"صوت الأمة" أن أشهر العقارات الطبية التي يسحبها تجار المخدرات من الصيدليات لصنع مخدراتهم الجديدة والخاصة، "قطرة بريزولين" وهي نوع من القطرات المنتشرة علي نطاق واسع بين الناس، وارينيباثيك كبسول ireny pathic ويستخدم ذلك العقار في تخفيف آلام الاعتلال العصبي كما يعالج الصرع أيضا، ويتسبب في حالة دوار توهم المتعاطي بمفعول المخدر ويزيد هذا النعاس بتناول المشروبات الكحولية معه، ويسبب هذا العقار في تغيرات كبرى في السلوك والمزاج منها زيادة الاكتئاب حال عدم تناوله، صعوبة النوم، السلوك العدواني، وجود ميول للانتحار.

 

ومن العقارات الطبية التي أصبحت مسحوبة من الصيدليات بفعل تجار المخدرات، دواء فلورست وهي أقراص لعلاج البرد الأنفلونزا؛ حيث يتكون من مستحضر الباراسيتامول وكلورفينيرامين والسودوإيفيدرين، وهي مكونات مخدرة تدخل في صناعة عدد كبير من الأدوية الموضوعة على جدول المخدرات، هذا بجانب حبوب ليريكا Lyrica، هي أحد الأدوية الحديثة المستخدمة في علاج الآلام الناتجة عن التهاب الأعصاب بسبب مرض السكري ويعمل على ضبط النشاط الكهربائي للمخ وهو ما يعطي إحساسا للمدمن يساوي إحساس الهيروين والأفيون، دواء نوفلو وهي أقراص و شراب مضاد للرشح وأعراض البرد ويتكون أيضا من مواد الباراسيتامول المخدرة، وليرولين lyrolin، وهو علاج لمرضى السكري متاح بالصيدليات بدون روشتة ولا يصنف ضمن جدول المخدرات، بالإضافة إلى عقار ليريكا (Lyrica) الذي يعمل على ضبط النشاط الكهربائي في الدماغ وقد كان يستخدمه البعض كعلاج من إدمان تعاطي الترامادول حتى أصبح تناوله نفسه إدمانا.

 

الدكتور نبيل عبد المقصود رئيس قسم الإدمان ومدير مستشفى قصر العيني الفرنساوي، أبدى اسيتاءه الشديد من لجوء تجار المخدرات لمثل تلك الخدع للربح السريع حتى لو كان المقابل قتل الشباب.

 

وأكد عبد المقصود في تصريح خاصة لـ "صوت الأمة "على صحة ما تحتويه كل تلك الأدوية من مواد مخدرة تعطي إحساسا بالنشوة يساوي فعليا نفس الإحساس الذي تعطيه المخدرات بأنواعها المختلفة.

 

ولم يجد عبد المقصود حلا لمواجهة تجار المخدرات إلا تشريع قانون يجرم بيع أي دواء في الصيدليات، إلا من خلال روشتة طبية، مشيرا إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة، وخاصة في ظل لجوء عدد كبير من المواطنين للصيدليات مباشرة، لشراء بعض الأدوية في ظل عدم قدرتهم على الذهاب للأطباء بسبب ظروفهم الحياتية.

 

ويرى عبد المقصود استحالة إدراج كل الأدوية المذكورة في التحقيق في قائمة المواد المخدرة ،بسبب استخدامها من قطاع كبير من المرضى، منوها إلى أن حال إدارجها في مثل تلك القوائم، سيصعب على المرضى الأصليين الحصول على علاجهم الذي قد يؤدي انقطاعهم لوفاتهم.