تزاوج النخبة وموسم تكاثر القمامة فى مصر!
الخميس، 15 فبراير 2018 10:00 ص
فى حياة الشعوب والأمم أيام تُعد موضع حفاوة وفخار، وفى حياة الشعوب والأمم رجال هم موضع فخرها واعتزازها، وفى حياة الشعوب والأمم أنفار هم موضع احتقارها وازدرائها، وفى مصر، وعلى وجه أخص، يوجد الصنف الرذل الأخير، ومتوافر بكثرة، وله خاصية عجيبة مثيرة، هى القدرة على التزاوج والتكاثر، بلا حدود، وهكذا امتلأت شوارع الوطن بالشوارعية المسماة نخبة، فى الإعلام، وفى السياسة.
أصيبت مصر بهذه الحفنة المشتبه فى تماثلها الذهنى، منذ فترة سبقت أحداث مؤامرة الخامس والعشرين من يناير قبل سبع سنوات، وكانوا يتصدرون مشاهد السخط على فساد رجال مؤثرين فى عصر الرئيس مبارك، داخل الحزب الوطنى، ومن خارجه، وحسبهم البسطاء أنقياء اغنياء النفوس، وطنيين، فإذا هم عملاء ونشطاء، وتجار شعارات، وقبيضة دولارات! هذه المجموعة ذات التكاثر الموسمى لا تظهر إلا فى الملمات، وفى فترات يتراءى لها فيها أن الوطن بلا رجل، ولا دولة ولا شعب، ومن ثم فإن الواحب المقدس المنوط بها هو أن تغادر مكامنها فى المجارى والبالوعات، وتخرج على الناس بروائح عفنة وأفكار دخيلة، وهدفها الأول والأخير هو نشر الفوضى، أنفار وقَّعوا ووقعوا فى بعضهم البعض على وثيقة زعزعة استقرار البلد الذى يخوض حربا يسقط فيها الشهداء حفظا لعرض الوطن، هم فى حقيقة الأمر لايمكن اعتبارهم دعاة استقرار ووطنية، بل هم معاول تهدم، وسيوف تذبح، وطليعة لكتائب التخريب، وهم من قبل ومن بعد يسفرون كما أسفر غيرهم عن كونهم مجرد شغيلة لدى المقاول الكبير والممول الأكبر، يدعون الشعب إلى مقاطعة الانتخابات، وهى جريمة أن تحرض الشعب على تعطيل استحقاق دستورى أصيل، ألا وهو النزول إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية.
وبغض النظر عن أن هذه دعوة خائبة من عصبة عقيمة ثبت فشلها، يحق أن نسأل عن الهدف من دعوة لن تجد صدى لدى الشعب، خاصة وأن من بين الدعاة من لهم سوابق وسجل فى إهانة الوطن وتقديمه على طبق من ذهب إلى سادتهم الإخوان والأمريكان فى انتخابات جاءت بالأهطل نسل الأهطل رئيسا على مصر، كيف يثق الشعب بنخبة أقصى أمانيها ومطلق اختيارها كان محمد مرسى الجاسوس؟ ومن عجب، يذهل الجن والجنون ذاته، أن الشاشات الفضائية تزدحم اليوم بأفاقين جاءوا بمحمد مرسى وبايعوه، وأوسعوا له بين أفخاذهم! يريدون من الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات إظهار المشهد الانتخابى فى صورة بائسة، فتمر الكاميرات على صناديق اقتراع خاوية داخل غرف وقاعات خاوية وعليها قضاة وموظفون يتصفحون الموبايلات هربا من وطأة الفراغ، وطلبا للتسلية، وهكذا يتم إفراغ العملية الانتخابية من مضمونها، فلا هى انتخاب ولا هى استفتاء، وتسقط الدولة فى هوة الفراغ الدستورى، وبالتالى تتحول كل قرارات النظام الحاكم إلى شبه قرارات قابلة للطعن والتعطيل، ويتوقف حال البلد، وتعود الأيام السوداء، وتنهار الأسر المصرية تحت وطاة غول جديد من الغلاء والفوضى، وساعتها سوف تطل علينا الوجوه الكريهة المقيتة لحمزة وحمضين وأبوالفشوخ والبردعاوى، تبشرنا بحلول السيدة ديمقراطية، سيأكل الشعب ديمقراطية، فى الإفطار وفى الغداء وفى العشاء ستمتلئ البطون المصرية بلحم ديمقراطى، وشحم ديمقراطى، وشاى ديمقراطى ونسكافيه ديمقراطى!
هؤلاء المعاتيه مكانهم الطبيعى المصحات النفسية والعقلية لإعادة تربيتهم وطنيا ولردهم إلى صوابهم، وتلقينهم دروسا فى أن يهتموا بشأنهم وأن يدعوا الناس فى همهم وحالهم وكربهم وهم سببه ومصدره فى المقام الأول.
كل من خرب فى مصر وكل من حرض على مصر، وكل من تآمر على مصر، ومول الإرهابيين والعملاء، والمذيعين الذين سوقوا للشعب النكرات والأشباه والمدعين وقت يناير المشئوم، لا بد من محاسبتهم، فالجرائم ضد الوطن لا تسقط بالتقادم، وذاكرة الشعب حية، وليعلم الذين يخرجون علينا بسحناتهم البغيضة كل مساء، يعيدون تدوير أنفسهم كما يعاد تدوير القمامة، أن الشاشات فى البيوت تتلقى عنكم حلقات من البصق العنيف، فأنتم مكروهون، مرفوضون، مهدتم وسوقتم وجئتم بمن أحرق وخرب وادخل السلاح والإرهاب، واليوم تعودون فما الهدف هذه المرة ومن استأجركم على الأمة، من داخل الدولة حتى، بفلوس الدولة؟!
سينزل الشعب كله إلى صناديق الانتخابات ولسوف يختار الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه ذاق طعم الحلم، ويعيش حلاوة التحقيق، ويتطلع إلى تحقيق الاحلام كافة، ولأن اليوم الواحد فى ولاية السيسى ليس أربعا وعشرين ساعة بل هو مائة يوم من العمل والمتابعة والإنجاز والفرح والصبر، أما أنتم يا كناسة شوارع مصر فمآلكم البالوعات ومدافن الزبالات!