أزمة «لجنة الدراما» تصل لطريق مسدود.. بين الحفاظ على الهوية والوصاية على الإبداع
الخميس، 15 فبراير 2018 07:00 مكتبت: نسرين الرشيدى
قامت الدنيا ولم تعقد منذ أن بدأت لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام نشاطها برئاسة المخرج محمد فاضل، التى تهدف لتنظيم العمل الدرامى وبحث الأزمات التى تمر بها الدراما المصرية وإعادة تقديم العمل الدرامى الهادف بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع من خلال وضع بعض الآليات والأولويات للسوق الدرامية فى إطار وضع معايير وقواعد يلتزم بها صناع الدراما من منتجين وكُتاب سيناريو.
قامت اللجنة بمناقشة تفعيل دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فيما يخص عمله طبقا للقانون، بالإضافة إلى التعاون بين اللجنة والجهاز فيما يخص عروض الدراما على الشاشات المصرية فى محاولة لإعادة العمل الدرامى لسابق عهده فى ظل حالة الانفلات التى شهدتها المسلسلات مؤخرا وتركيزها على السلبيات فقط. ولكن بمجرد انطلاق نشاط اللجنة واجهت اعتراضا وهجوما عنيفا من بعض المبدعين من صناع الدراما والفن، الذين اعتبروا وجودها تقييدا للحريات وفرض نوع من الوصاية على المبدعين والعمل الفنى.
وكان أول مَن اعترض على وجودها جبهة الإبداع، والتى أصدرت بيانا رسميا تستنكر دور لجنة الدراما، معتبرين أن الفكرة فى حد ذاتها غريبة وأعربوا عن اندهاشهم الشديد لموافقة قامة مثل المخرج الكبير محمد فاضل، على رئاسة اللجنة ووضع وصاية على الدراما.
وفى تصريح خاص لـ«صوت الأمة» أكد المخرج محمد فاضل أنه قبل أى شىء مخرج ومبدع وينتمى لصناع الدراما ويرفض أن يكون هناك فرض إملاءات عليه وتقييد للحريات وإعاقة المبدعين بإصدار تعليمات، ولكن البعض يهاجم لجنة الدراما دون فهم صحيح لدورها الذى هو فى الأساس قائم على الحفاظ على الهوية المصرية وخلق فكر بناء يتماشى مع الوقت الراهن والحفاظ على قيم المجتمع.
وأضاف فاضل: لجنة الدراما ليست عصا الدولة، ولن تفرض أى قيود أو تحدد آلية للأعمال الفنية لصناع الدراما، لكنها ستكون على العكس فى خدمة المجتمع والعمل الفنى، وبالتالى ليس صحيحا أنها ستفرض على المبدعين ما يقدمونه ولكنها ستقوم بتنظيم العمل فى ظل حالة الانفلات الواضحة، كما أنها محاولة لضبط أداء المحتوى الفنى وليس مراقبة الإبداع كما يعتقد البعض، وإظهار مدى تأثير القوى الناعمة فى معالجة العديد من القضايا التى يعيشها المجتمع ومواجهة التطرف.
من جانبه استنكر المخرج أمير رمسيس، وضع لجنة للمبدعين بشكل عام، مؤكدا أنه من الأفضل أن تسهم الدولة فى النهوض الفنى بإنتاج أعمال فنية، وأن يكون لهذه اللجنة دور استشارى فقط وليس تحديد الخريطة الدرامية والإنتاجية وإعاقة الصناعة.
وأكد «رمسيس» أن وضع قائمة بالموضوعات التى من المفترض أن تقدم أمر مضحك ويثير الاندهاش، ولا أعرف لها دور غير أنها عصا للدولة، خاصة أنه يوجد جهاز للرقابة على المصنفات الفنية، فهل سيستطيعون مثلا فى ظل الانفتاح ووجود شبكة مثل «نتفلكس» فرض موضوعات عليها، فأنا كمواطن وليس كمبدع فقط أرفض أن يفرض أحد أى شىء على ذوقى.
من ناحية أخرى رفض بعض صناع الدراما من الكُتاب دور لجنة الدراما، ومن بينهم الكاتب الكبير بشير الديك الذى أعرب عن اندهاشه الشديد من ظهور هذه اللجنة ورئاسة مخرج كبير مثل محمد فاضل لها، فى إشارة واضحة لموافقته على توجيه المبدعين ووضع محاذير تعيق العمل الدرامى وليس النهوض به، مشيرا إلى أننا بذلك أصبحنا فى تراجع وهناك طرق عديدة للحفاظ على هوية الدراما ورجوعها لعهدها السابق بدلا من فرض الوصاية وإصدار قائمة تعليمات يتحرك على أساسها المبدعون، فمَن إذن سيأتى الإبداع؟
وتابع: لجنة الدراما حجة واهية، وعليها أن تقوم من جديد بإنعاش القطاعات الإنتاجية الحكومية وإنتاج العديد من المسلسلات وليس وضع لجنة لإعاقة الإبداع والمبدعين، فلا ننكر أن هناك أعمالا دون المستوى حاليا ولكن فى المقابل هناك أيضا أعمال جيدة.
أما المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، فقد رفض وضع وصاية ومعايير للدراما المصرية وإملاءات على المبدعين، مستنكرا وضع قائمة بالموضوعات الفنية التى ستقدم.
وتابع عبدالمالك: كيف إذن ستتحقق الريادة؟ وكيف سيتحقق الإبداع؟ مؤكدا أنه لا يتفهم أن يكون دور هذه اللجنة فى صالح العمل الفنى بل هى تقييد للحريات.
وأشار الكاتب محمد رشاد العربى إلى أنه قبل أن أقوم بعمل لجان من الأفضل تقديم إنتاج أنافس به وأعيد هيكلة القطاعات الحكومية والإنتاجية، وأعيد تفعيل قطاعات مثل ماسبيرو، أو صوت القاهرة.