"المرجيحة".. من عقاب إله الخمر إلى مصدر لسعادة الأطفال
الجمعة، 16 فبراير 2018 10:00 صإسراء الشرباصى
"المرجيحة"..قطع خشبية تترابط فيما بينها لتصنع السعادة لراكبها ليرى الأشياء ترتفع وتنخفض من حوله، وعلى الرغم أن أكثر المقبلين عليها هم الأطفال إلا أنها لا تزال فى أذهان الكبار مصدر للفرح والبهجة وكأنها تخلق جو ممتع لراكبها.
وعندما بحثنا عن أول ظهور للأرجيحة فوجئنا أنها كانت عقاب فى بداية ظهورها وليس للعب واللهو كما يتم استخدامها الآن، فهناك أسطورة تحكى عن "باكشيس" المعبود الرومانى الذي كان معروف بإله الخمر والنبيذ أنه غضب على مزارعى العنب بسبب تقصيرهم لإنتاج العنب فى ذلك العام فأمرهم "باكشيس"، بأن يقوموا بأعمال بهلوانية صعبة من الممكن أن تعرض حياتهم للخطر وذلك تكفيرًا عما ارتكبوه ليرضى عليهم "باكشيس" ويرزقهم بالمحصول مرة أخرى.
وكانت من هذه اللعب البهلوانية الخطرة أنهم وضعوا حبل معلق مربوط بين شجرتين يتأرجحون عليه، وبعد انتهاء العقاب المقرر تداول الأهالى هذه الأرجيحة ولكن كوسيلة من وسائل الترفيه وليس العقاب وأخذت حينذاك رمزا روحانيا ودينيا مقدسا وتقام بالأعياد والمناسبات.
ومع الوقت انتشرت الأرجوحة فى دول أوروبا ومنها إلى جميع دول العالم لتصبح مصدر سعادة لراكبها وخاصة الأطفال الذين جذبتهم المرجيحة والحركات البهلوانية وتحركهم من أسفل إلى أعلى وأصبحت تتواجد الأرجوحة فى كل مكان، ففى القرى والأرياف لم يغلبوا فى تطور صورة المرجيحة رغم بساطة الحال فاستخدموا مجموعة من الأخشاب لتصنيع الأرجوحة بأشكال مختلفة.
وانتشرت المرجيحة أيضا فى الموالد فكانت ضمن مجموعة من الألعاب المتواجدة في هذا الاحتفال، ومع مرور الزمن طور العاملين على صناعة لعب الأطفال والملاهى الخاصة بهم الأرجوحة إلى أن أصبح التنافس يدور حول أحدث أرجوحة ولو بأسماء مختلفة ولكن الفكرة واحدة لنجدها تتحول إلى الصاروخ فى عدد من الملاهى.
وعلى الرغم من الصعوبة المتزايدة للأرجوحة مع تطور أشكالها إلا أنها ظلت مصدر سعادة الأطفال والكبار أيضا وهى اللعبة التى لم تفرق بين غنى وفقير فتتواجد بأشكال مختلفة حسب إمكانية الأهالى والأسر بل وأصبح البعض يحبذون وجودها بالمنزل أو الحديقة الخاصة بهم للاستمتاع بها لأطول وقت ممكن.