"راقية من يومها".. حكاية حي المعادي وأول محطة للطاقة الشمسية بالعالم
الخميس، 15 فبراير 2018 01:00 مإسراء الشرباصى
يشتهر حى المعادى بالمبانى الراقية والمطاعم والفنادق والمراكز التجارية الكبرى وإذا تجولت فى شوارعها تجد الفيلل والقصور فى أنحاء متفرقة فيها، وعندما بحثنا عن أصل هذا المكان ومتى تم اكتشافه محاولة منا أن نرى الصورة بعيون الأبيض والأسود وجدنا أنها راقية "من يومها"
فهذا الحى الراقى أنشأه الخديوى إسماعيل بعدما قرر فى نهاية القرن التاسع عشر استثمار منطقة حلوان بإقامة منتجع سياحى استشفائى وفى عام 1868 م أرسل الخديوى مجموعة من الخبراء إلى حلوان والذين أكدوا له الخصائص الطبية الهامة الموجودة فى آبار حلوان وهو ما جعله يقرر بناء قصر بها عام 1877 م ووهبه لأمه وأطلق عليه قصر الوالدة ومع انتشار القصور الفخمة فى المنطقة قرر الخديوى ربط حلوان بالقاهرة بخط سكة حديدى لتسهيل الوصول إليها وأخذت أعين المستثمرين تلتفت حول الأراضى المنتشرة بجوار الطريق والتى كانت عبارة عن قرية صغيرة مبانيها من الطوب اللبن ومنتشر فيها حياض زراعية مثل حوض البكباشى وحوض الكنيسة وغيرهم فكان أول من من تملك مساحة كبيرة فى المعادى كان البكباشى سليم أحد الجنود الأتراك والذى كان فى خدمة الخديوى توفيق وبعد خدماته للخديوى منحه أراضى فى المعادى والتى كانت منطقة مهجورة لا يوجد بها أحد، فزرعها وغرس فيها أشجار الفاكهة والكروم ، وبعد وفاته باع الورثة الأراضى لرجل الأعمال الشهير الموصيرى اليهودى وهو أحد زعماء الجالية اليهودية فى ذلك الوقت واستطاع تقسيم أراضى المعادى ليحصل هو النصيب الأكبر والباقى تم تقسيمه بين سوارس وبيتون ومستر آدمز ومدوا خط السكة الحديدية من حلوان لوسط البلد مرورا بالمعادى
وأثناء زيارة مستر آدمز "مدير شركة أراضى الدلتا " للمعادى للتفتيش على ثمار الكروم المغروسة فى المنطقة، وجد أجود أنواع العنب، فإستقر فى المعادى بعد بناء بيت ريفى صغير بالقرب من محطة السكة الحالية " محطة مترو المعادى الآن "، فكان البيت الريفى النواة الأولى للمبانى الجميلة المقامة فى المعادى ، وهو ما شجع موظفو الشركة وأصدقاؤهم على بناء مساكن خاصة بالقرب من مسكن مستر آدمز فظهرت منطقة منطقة معادى السريات.
وكان فضل تجميل المعادى وزرعها بعدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة يرجع للخواجة " ماير بيتون " ، وزرع فيها أشجار المانجو والجميز والجاكرندة والنخيل والبسيانس والكافور وغيره.
وفى عام 1912 م بنى فرانك شومان أول محطة للطاقة الحرارية الشمسية فى العالم فى ضواحى المعادى لضخ ماء نهر النيل إلى حقول القطن المجاورة وقام "آدامز" بالتخطيط لإنشاء المدينة كحي سكني ذي نسق واحد على الطراز البريطاني الاستعماري من خلال الشوارع المستقيمة وبناء الفيلات ذات الطابقين والحديقة الأمامية المليئة بأشجار الزينة النادرة.
ومن محطة قطار المعادي، كانت تتفرع شوارع المنطقة بشكل مستقيم نحو الميادين الرئيسية في نواحي الحي المختلفة، وحمل الشارعان الرئيسيان اسمي ملوك مصر آنذاك، فؤاد الأول والأمير فاروق، بينما سميت الشوارع الأخرى بأسماء مؤسسيها من اليهود والبريطانيين، فكانت تسمى قطاوي وموصيري وآدامز ووليامسون، إلا أنها تغيرت في الأعوام الأخيرة لتحل محلها الأرقام مثل شارع 9 الرئيسي والموازي لخط المترو وشارع 105 وغيرها.
وعلى الرغم من مرور الزمن على هذه المنطقة إلا أنها مازالت تحتفظ برونقها ورقيها وظلت جاذبة للأجانب للإقامة فيها بخلاف إقامة العديد من الدول الأجنبية مقر سفاراتهم فى مصر بالمعادى.