تطوير خطوط الإنتاج القديمة والتوسع في زراعة البنجر.. كيف نصل للإكتفاء الذاتي من السكر؟
الأربعاء، 14 فبراير 2018 09:00 ممدحت عادل
دخلت صناعة السكر على رادار الحكومة مرة أخرى، بعد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير هذه الصناعة التي يمثل الفاقد فيها نسبة تصل إلى 20%، حيث اجتمع الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية والدكتور خالد بدوي وزير قطاع الأعمال، لبحث الفرص المتاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الاستراتيجي، خاصة وأن منظومة صناعة السكر تواجه عدة تحديات، وتنقسم إلى جزأين، الأول يتعلق بالمحصول والآخر يتعلق بالإنتاج.
وفي هذا الإطار يوضح الدكتور حمدى الصوالحى، أستاذ الاقتصاد الزراعي في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن مصانع إنتاج السكر في حاجة إلى تجديد خطوط الإنتاج وخاصة مصانع إنتاج السكر من محصول القصب، لأنها مازالت على وضعها القائم منذ نشأتها وتأسيسها وحتى الآن، بعكس مصانع البنجر والتى تعتبر حديثه نسبيا.
وبرر الصوالحي الأزمة الحالية في إنتاج السكر، بأن المصانع القائمة لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية نظرا لاحتياجها الشديد إلى خطوط إنتاج تساير التطور التكنولوجي القائم في الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن نسبة الكتفاء الذاتى من السكر حاليا تصل إلى 70% فقط، حيث تستهلك السوق المحلية في متوسط 3 ملايين طن سنويا، ننتج منهم حوالى 2.2 مليون طن ونستورد في متوسط 900 ألف طن.
وبالنسبة للعنصر الآخر في منظومة صناعة السكر وهو المحصول، فإن نظام الزراعة التعاقدية القائم لشراء محصول القصب وبنجر السكر من المزارعين في حاجة إلى مراجعة بحيث يصل إلى كفاءة تعود بالنفع على الاقتصاد والوصول إلى الاكتفاء الذاتى من السكر، ومن بين النقاط المهمة في هذا الإطار، ضرورة العمل على استيراد أصناف جيدة من قصب السكر أسوة بالدول الأخرى المنافسة من أجل زيادة انتاجية محصول القصب، والتى تصل حاليا إلى 50 طن، ولكن هذا المحصول من الممكن أن يحقق انتاجية تصل إلى 60 طن في الفدان الواحد، وهذه الزيادة كفيلة بتحقيق نقلة نوعية في الإنتاج، أما بالنسبة لمحصول بنجر السكر، فإن إنتاج الفدان حاليا يصل إلى 20 طن، وهي قابلة للزيادة في حالة استيراد أصناف ذات جودة عالية، ومن الأفضل التوسع في البنجر على حساب قصب السكر لتوفير المياه، لأن استهلاك فدان قصب السكر يعادل نحو 3 أضعاف استهلاك فدان البنجر.
ويري أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن وزارة الزراعة والأجهزة المعنية الأخرى مثل معهد المحاصيل السكرية هي المعنية بأن تلعب هذا الدور في الفترة المقبلة، باعتبارها هي المنوطة باستيراد الأصناف عالية الجودة والإشراف عليها، لافتا إلى أن زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة خطوط الإنتاج كفيلة بتغطية احتياجات السوق المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتى من السكر.
وطالب الصوالحى، بضرورة مراعاة تخفيف الأعباء على المزارعين، لتشجيعهم على بيع الإنتاج لمصانع السكر، وذلك من خلال دراسة تحمل المصانع تكلفة النقل من الأراضى الزراعية إلى المصانع، علما بأنه من الممكن إعادة الاستفادة من خطوط السكك الحديدية التي مازالت موجودة بين زراعات القصب في صعيد مصر على سبيل المثال، وذلك يخفف من الأعباء المالية التي يتحملها المزارع في النهاية.
ويصل إجمالى المساحات المنزرعة بمحصول قصب السكر إلى نحو 280 ألف فدان، وتنتشر في أراضى محافظات صعيد مصر من محافظة المنيا وحتى أسوان، مقابل 1100 فدان لمحصول بنجر السكر، وتنتشر أغلبها في محافظات الوجه البحرى والأراضى الجديدة في كفر الشيخ والفيوم وبعض محافظات الصعيد.