محام شهير هارب أدمن خيانة زوجته الجميلة
الأربعاء، 14 فبراير 2018 03:00 مكتبت - دينا الحسينى
بكرش يعلو فوق المكتب، ونظارة يبدو أنها من أغلى الماركات، ومعطر ملأ الحجرة المضاء نصفها حتى اختنق الداخلون للتو، جلس يترقب الفتاة التى سمع عن مواصفاتها من الوسيط الرخيص، أذن لهم بالجلوس، ثم حاسب السمسار، وأجلس الفتاة على الكنبة المجاورة للمكتب. لم تكن الفتاة خائفة، ولا مرتابة، هى تعلم تماما - وفقا لما تحكى بنفسها- ما هى مقدمة عليه، محامٍ رخيص له علاقات داخلية وخارجية - فى هذا التوقيت- سيغنيها مقابل امتاعه سرا لفترة لا يعلمها إلا هو، لم تسمع عنه قبل دخولها المكتب، وبعد انهاء الاتفاق طلب الوسيط الانصراف، قائلا: «استأذن أنا يا بيه».
جلس المحامى بجوار فتاته، مرر يديه على شعرها المنساب، لا تشبه من قريب أو من بعيد زوجته الجميلة لكنها أصغر كثيرا، أنوثتها - حقا- طاغية، تتحدث الفرنسية، ومن العربية لا تنطق إلا «المكسر»، نظر إلى جسدها كثيرا قبل أن يأخذها إلى مكان الرذيلة الخاص به، حجرة بالمكتب ملحق بها حمام خاص، حجرة لا ينقصها شيء قد يحتاجه المزاج.
باتت الفتاة ليلتها الأولى بالحجرة السرية، وفى الصباح كان هو أول الحاضرين على غير العادة، أجلسها على مكتب أخلاه موظف منذ ما يقرب من عشرة أيام، دخل الموظفون تباعا، يلقون التحية فى استغراب واندهاش مَن هذا الوافد الجديد، الذى سبقهم فى الحضور إلى المكتب، تهامسوا فيما بينهم: «هو إيه اللى جايب الأستاذ بدرى.. ومين دى»، بعدما احتل كل موقعه واطمأن صاحب المكتب على حضور معظم الموظفين، خرج ونادى على مساعده الأقرب لقلبه، أبلغه بقرار تعيين «ح.ت» سكرتيرة خاصة له، لا تكلف بأى أعمال غير أمور مكتبه، أما عمل المكتب وشئون باقى الزملاء فهى أمور لا علاقة لها بها، مكملا بصوته المبحوح: «الزميلة الجديدة من بلد قريبة لقلبى وقلب المصريين.. زميلتكم من المغرب الشقيق.. أرجو أن تساعدوها فى التعرف أكثر على الأجواء فى مصر وتعلم اللغة العربية.. تقدروا ترجعوا لشغلكم.. تعالى يا (ح)».
مرت الشهور، ووضع الفتاة المغربية لا يتغير، تتعلل بأنها تنتظر الأستاذ ليرحل، وعندما يخلو المكان، يدخلان غرفتها السرية، يحدث ما يحدث، وفى الصباح أول الجالسين على مكاتبهم، استغرب الموظفون الأمر، هل تبيت هنا، هل ما يدور فى بالهم صحيح، قليل منهم كان قادرا على الاستفسار علنا من الأمر، واحد منهم محامٍ شهير أيضا يدعى «ا.خ» أباح له المحامى المشهور بأمرهما على أن يساعده فى أن يظل الأمر حبيسهما، وأن يردع من الموظفين مَن يتحدث فى الأمر وخاصة أمام الزوجة الجميلة.
عندما تهبط الزوجة على المكتب، كانت تسرع الفتاة إلى غرفة من غرف المحامين، لا تجلس على مكتبها، ولا تبوح بأمر تعيينها كسكرتيرة للمحامى الشهير، تتخفى كما تتخفى الفئران، حتى لا يفضح الأمر، ولأن الأمر بات على المشاع لم تستمر الكذبة طويلا، «أفشى» أحد العاملين بالمكتب سر الأمر للزوجة الجميلة العاملة بمجال الإعلام، فطارت إلى المكتب ولحسن الحظ كان خلاف وقع بين الفتاة والمحامى، دفعه إلى أن يعطيها مفتاح إحدى شققه لتنتظره هناك.
عندما وصلت الزوجة الإعلامية إلى مقر المكتب، لم تجد الفتاة، ولا أى مما وصلها، ورغم ذلك لم ينف المحامى الشهير «ن» وجود الفتاة من الأساس، بل أخبرها أنها فتاة لها صلة قرابة بأحد أصدقائه توسط له فعينها بالمكتب، ولم تنجح فطردها.
اختفت الفتاة لعدة شهور، حبسها المحامى الشهير فى شقته، حتى ظهرت فجأة بالمكتب، وفضحت أمره كله، قالت إنه ابتزها لدخولها مصر بلا أوراق أو مستندات قانونية، وهددها بالحبس إن لم ترضخ لطلباته وأوامره، مشيرة إلى أنها رضيت بذلك لأنها لم يكن أمامها طريق آخر، وكان عزاؤها فى ذلك أنها تقضى وقتا طويلا بالمكتب ترى وتشاهد وتسمع وتتحدث وتخرج وتأتى، حياة غير الحياة التى وجدتها بشقته، فحبسها بين أربعة جدران لا تذهب ولا تتحرك، ولا يترك لها أموالا، ولا يأتى لها إلا فى آخر الليل مرة أو مرتين فى الأسبوع.