سيناء 2018.. صوت بلادي
الإثنين، 12 فبراير 2018 11:45 م
مر ما يقرب من ثلاثة أشهر على إصدارالرئيس عبد الفتاح السيسي تكليفاته لرئيس أركان الجيش بتطهير سيناء من الإرهاب باستخدام القوى الغاشمة في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
ويبدو أنها هي الفترة التي تم الترتيب والتسيق والاعداد فيها لبدء للعملية الشاملة سيناء2018 وهي الأكبر من نوعها بعد حرب 1973 والتي يشارك فيها كل أفرع القوات المسلحة والشرطة في ان واحد وجاءت لتؤكد أن القوات المسلحة المصرية قادرة على ردع كل من يسعى الى محاولة إثارة الفوضى او المساس بالأمن القومى المصرى داخليا أو خارجيا أيا كان.
وتأتي العملية الحالية تتويجاً للعمليات السابقة نسر 1و2 وحق الشهيد بمراحلها الاربعة التي نفذها الجيش في سيناء والمناطق الحدودية خلال السنوات الماضية تمرس واكتسب فيها خبرات عديدة على مواجهة التنظيمات الإرهابية علي مساحات صغيرة تختلف عن مهمات الاصيلة الجيوش العسكرية.
وجاءت العمليات العسكرية سيناء 2018لتكشف عن امتلاك مصر أحدث التقنيات العسكرية اولا بما يدعو للفخر وثانيا لتؤكد علي تعاطي مختلف في تطبيق استراتيجيات مختلفة على عدة محاور داخلية وخارجية منها الهجومية والدفاعية لتحقيق هدف واحد وهو تطهير كامل الأراضي المصرية من العناصر الإرهابية واقتلاع جذوره.
وجاءت سيناء2018 تحمل بين طياتها عدة رسائل للداخل والخارج خاصة بعد التطورات الاخيرة علي المحيط الاقلمي ولعل اهمها الادعاءات التركية بشان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص في شرق المتوسط وسعيها للتنقيب على البترول والغاز في تلك المنطقة بما يخالف قواعد القانون الدولي بعد تدشين مصر تشغيل حقل ظهر للغاز الطبيعي فكان لابد من التأكيد علي قدرة مصر على حماية حدودها ومصالحها البحرية.
كما جاء توقيت العملية العسكرية ردا بان مصر تفرض سيطرتها وهيمنتها على كل ربوع شبه جزيرة سيناء في اعقاب ماتداولته بعض وسائل الاعلام الاجنبية نقلا عن النيويورك تايمز من قيام مروحيات إسرائيلية بعمليات في سيناء ضد الجهادين.
واعتقد أن هناك ارتباطا وتنسيقا بين توقيتات العمليات التي يشنها الجيش الليبي في إقليم درنة لتطهيره من العناصر الإرهابية وبين العمليات الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية فالاوضاع الامنية علي الاراضي الليبية لها انعكاسات مباشرةعلى الأراضي المصرية وهناك ارتباط بين الجماعات والتنظيمات الارهابية في ليبيا ومصر والتي تسعى بين الحين والآخر للتسلل إلى العمق المصرى لتهريب السلاح وتنفيذ عمليات اجرامية لتخفيف الضغط عن افرعهم فى سيناء ونقل المعارك الى المنطقة الغربيةعلى الحدود فكان لابد من عملية مواجهة شاملة.
فالمكاسب السياسية والاقتصادية والأمنية التي تحققت في الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية والتفاعل الإقليمي والدولي لسياساتها كان سبابا كافيا لدفع قوى التامر الخارجية باذراعها الارهابية التي تستخدمها لشن ضربات ارتدادية تستهدف إجهاض عودة الدولة واستعادة الامن ومشروع مصر المستقبل للرجوع مرة اخري الي مربع الصفر فكان لابد من حماية هذة المكتسبات وتأكيد هيمنة وسيطرة الدولة على كامل أراضيها ومقدراتها.
من أجل كل هذا كان لابد من المواجهة متعددة الجبهات والكشف عن قدرات الردع بحقائق القوة علي الارض للمتربصين في الداخل والخارج.
وكانت هناك رسالة اخري من الشعب المصري الذي يقف علي قدر المواجهة بالاصطفاف والدعم والمساندة لجيشه ومؤسساته ليؤكد ان الجميع في جبهة واحدة.