بعدما أكدها عاصم عبد الماجد.. "صوت الأمة" تكشف التفاصيل الكاملة للخلافات الداخلية للإخوان
الإثنين، 12 فبراير 2018 10:08 م
كواليس كثيرة سعت جماعة الإخوان لإخفاءها عن شبابها وقواعدها بشأن الخلافات الداخلية التي ضربت الجماعة مطلع 2015، وبالتحديد في فبراير 2015، فدائما ما تخرج القياديات التاريخية لجماعة الإخوان، لتزعم أنه لا يوجد خلافات داخلية داخل الجماعة، وأن قواعد التنظيم تتسم بالتماسك، خاصة بعدما خرج شباب الجماعة خلال الشهور الماضية، يكشفون فيه عن حملات للإطاحة بعواجيز الإخوان، إلا أن عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أكد حقيقة الخلافات الداخلية للجماعة، والمساعي التي بدأها قيادات إخوانية للإطاحة بعدد من كبار قيادات التنظيم.
"صوت الأمة"، تكشف القصة الكاملة حول تلك الخلافات التي قادها عدد كبير من قيادات الإخوان، سواء من مجموعة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، أو الجناح المقابل والذي مثله في فترة من الفترات محمد كمال عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان الذي أعلنت وزارة الداخلية قتله في أكتوبر 2016.
الخلافات التي سعت قيادات الإخوان لكتمانها لفترة طويلة، بدأت عندما أقدمت مجموعة من قيادات إخوان اسطنبول بقيادة أحمد عبد الرحمن، القيادي الإخواني بتدشين ما اسموه "مكتب جماعة الإخوان في الخارج"، يكون مسؤول عن أعضاء الإخوان هناك، والذي جاء بالتزامن مع إنشاء محمد كمال عضو مكتب إرشاد الإخوان اللجنة الإدارية العليا للإخوان داخل مصر، وكان الهدف من هذين الكيانين هو سحب ملف أموال الجماعة من أيدي محمود عزت الذي تم تنصيبه قائما بأعمال مرشد الإخوان بعد وفاة جمعة أمين نائب المرشد في لندن خلال يناير 2015.
مجموعة محمد كمال، بدأت في تشكيل مجموعات عديدة اسمتها "اللجان النوعية"، خاصة أن عضو مكتب الإرشاد المقتول كان يؤمن بما يسموه "العمل المسلح"، لذلك أقدم على تدشين لجان نوعية تحت مسميات "مجهولون والمقاومة الشعبية وحسم ولواء الثوار"، وغيرها، وهو ما اعتبره محمود عزت حينها أن "كمال" يسعى لسحب البساط من القائم بأعمال المرشد، خاصة أن كمال كان يدعو حينها لتعديل اللائحة الداخلية للإخوان، بحيث يتم تدشين مكتب إرشاد جديد للإخوان يطيح بقيادات السجون مع الإبقاء على محمد بديع مرشدا رمزيا للإخوان.
اشتعلت الأزمة أكثر بعدما ألقي القبض على كل من محمود غزلان وعبد الرحمن البر، عضوي مكتب الإرشاد، ثم اتبعهم محمد وهدان وعبد العظيم الشرقاوي، ليتأزم موقف محمود عزت أكثر، خاصة أن غزلان والبر كانا من رجال مجموعة "عواجيز الإخوان"، وفي محاولة منه لضرب جناح محمد كمال، أقدم محمود عزت على تجميد عضوية كل من محمد كمال ومحمد منتصر المتحدث الإعلامي للإخوان، وتعيين متحدث جديد وهو طلعت فهمي، المقيم في تركيا، وتصعيد إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، في منصب نائب مرشد الجماعة، بينما يظل محمود عزت قائما بأعمال مرشد الإخوان.
وفيم حاولة منه أيضا للإطاحة بمحمد كمال من الإخوان، أقدم محمود عزت على تشكيل لجنة إدارية عليا جديدة برئاسة محمد عبد الرحمن عضو مكتب إرشاد الإخوان – والذي ألقي القبض عليه - ، وهو ما دعا محمد كمال بعدها لإعلان تجميد منصبه داخل الإخوان، لتشتعل الأزمة أكثر، خاصة بعدما حل محمود عزت أيضا المكتب الإداري للجماعة في اسطنبول وإقالة أحمد عبد الرحمن، وكذلك تجميد عضوية كل من عمرو دراج رئيس المكتب الإداري للإخوان، ويحيى حامد، مسؤول العلاقات الخارجية بالإخوان، ورمضان بطيخ، عضو مجلس شورى الإخوان والذي هرب لاسطنبول، وأحمد عبد الرحمن ورضا فهمي القياديان بالإخوان ، لترد عليه مجموعة شباب الإخوان بتجميد عضوية إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، والهارب في اسطنبول، ويخرج بعدها محمود حسين على فضائية الجزيرة القطرية لأول مرة منذ هروبه في الخارج، ويزعم أن الإخوان سيطرت على خلافاتها الداخلية بينما كانت في الحقيقة الأزمة تشتعل داخل أروقة الجماعة.
ودخلت الأزمة الداخلية للإخوان مرحلة جديدة، بعدما أقدمت المجموعة الخاصة بشباب الإخوان، في مرحلة تعديل اللائحة الداخلية للإخوان، بينما يمكنها من الإطاحة بكل القيادات الخاصة بمكتب إرشاد الإخوان، وبالفعل طرحت تلك المجموعة تصور لتعديل اللائحة الداخلية للجماعة، إلا أن مجموعة محمود عزت أحبطتها.
ثم بدأ ملف اشتراكات العضوية، وأموال الإخوان يشتعل مرة أخرى، خاصة بعدما جعل محمود عزت ملف مال الإخوان تحت سيطرة مكتب إخوان لندن، الذي أصبح يدير الجماعة بشكل فعلي، ويصدر بيانات التنظيم، لتخرج مجموعة شباب الإخوان وتكشف عمليات اختلاف في أموال اشتراكات عضوية فروع الإخوان، وصلت حجم الاختلاسات فيها إلى 150 مليون دولار، بجانب عمليات نصب داخل قنوات الإخوان، تخللت عملية إنشاء قناة وطن الإخوانية، لتستمر تلك الأزمة الخاصة بقنوات الإخوان حتى الآن.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن محمود عزت أقدم خلال الفترة الأخيرة على تجميد عضوية مئات الشباب في اسطنبول أو شباب الإخوان المقيمين في السودان، كي يطوى صفحة الاختلاسات وتتوقف مرحلة فضح الإخوان في ظل استمرار انقسام الإخوان بين مجموعة محمود عزت المسماه بـ"عواجيز الإخوان"، ومجموعة شباب الإخوان.
وكان عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، اتهم في تصريحات له عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، القيادات الكبرى بالإخوان، بارتكابها نكسة كبيرة ضد شباب الجماعة، وقيادة التيار الإسلامي نحو مزيد من الهزائم والخسائر.
وأكد عاصم عبد الماجد، أن محمد كمال – عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان والذي اعلنت وزارة الداخلية قتله – سعى لتغيير قيادة الإخوان والإطاحة بالقيادات الكبرى للتنظيم، إلا أن التنظيم بدأ يشن هجوم عنيف عليه واتهامه بالعديد من التهم.