وثيقة نادرة يكشفها كتاب "26 يناير".. مصر قطعت العلاقات مع بريطانيا أثناء حريق القاهرة
الإثنين، 12 فبراير 2018 03:11 م
كشف الكاتب الصحفى شريف عارف عن وثيقة نادرة، تنشر لأول مرة، فى كتابه الجديد " 26 يناير. حريق القاهرة مديرون ومنفذون ".
أكد "عارف" أن الحكومة المصرية برئاسة مصطفى النحاس باشا اتخذت قرارا يوم 26 ينايرعام 1952 وأثناء وقوع حريق القاهرة قامت بقطع العلاقات مع بريطانيا، احتجاجا على مذبحة الاسماعيلية فى اليوم السابق للحادث "25 يناير".
وقال عارف: مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت مصر مسرحا لتحركات ونشاط أجهزة المخابرات الغربية من الامريكية التى تسعى للعب دور البديل الى البريطانية "المحتل". وبعض النشاط الروسى! . فى كل مكان "رجل" يرسل بالتعليمات. ويتلقى تعليمات أخرى للتنفيذ من الجهة التى يعمل لحسابها.
وأضاف عارف: " من بين الوثائق المهمة، التى عثرت عليها ضمن " أوراق مهملة" عدة اشارات لاسلكية، استطاع البوليس السياسي المصري أن يرصدها – برغم حالة الفوضى- خلال الساعات التى سبقت معركة الاسماعيلية "25 يناير" وأثناءها وحتى اشتعال " حريق القاهرة" فى اليوم التالى. وهو دليل على "يقظة" هذا الجهاز وحيويته. برغم الانسحاب الأمنى الناتج عن الفوضى"!
ويقول نص الاشارة الموقعة من السفيرالبريطاني "رالف ستيفنسون" ومرسلة إلى جهة مجهولة: " اشارة من IM9، cairo الى QSP 703 – 357 QSF AMG تتضمن أنه فى الساعة الخامسة من مساء أمس، أجتمع مجلس الوزراء للنظر فى الحوادث التي وقعت فى الاسماعيلية ولم يصدر قرار رسمى فى هذا الشأن، الا أنه تقرر استئناف اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد 27 يناير سنة 1952 لاصدار قرار نهائى فى هذا الموضوع.
و تقرر بالاجماع قطع العلاقات السياسية مع المملكة المتحدة، وأن على كل وزير أن ينظر فى هذا الموضوع ويقرر الاجراءات المتعلقة به. وأن القرار سيصدر يوم الاحد لتنفيذه فورا. كما نشرت الجريدة المذكورة أن لجنة وزارية شكلت من رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والخارجية والشئون الاجتماعية لوضع الصيغة النهائية للقرارات الخاصة بقطع العلاقات السياسية وابعاد الرعايا البريطانيين. إمضاء " Stevenson".
كان الكاتب الصحفى شريف عارف قد احتفل الأسبوع الماضى بصدور الطبعة الأولى من كتابه الجديد " 26 يناير. حريق القاهرة مدبرون ومنفذون " فى احتفال أقيم بمكتبة القاهرة الكبرى فى الزمالك بحضور رموز الفن والفكر والسياسة والاعلام وأدارت نقاشه الاعلامية سوزان حرفى.
وأهدى مؤلف الكتاب شريف عارف كتابه الجديد الى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية قائلا: (الى الذى حمى مصر من سيناريو " الفوضى الممنهجة". الى المواطن عبد الفتاح السيسي. الرئيس والانسان. أهدى هذا العمل).
وقال المفكر السياسى الكبير د.مصطفى الفقى: " ان الكتاب كاشف ويحرض على البحث فى قضية تاريخية لا زالت محل بحث ودراسة".
وأكد السياسى الكبير محمود اباظة أن الحادث كان محورا لتلاقى مصالح المنفذين والمدبرين معا، وأن هدفه الاساسى كان اقصاء حكومة الوفد عن الحكم.
وقال الوزير السابق منير فخرى عبد النور ان الولايات المتحدة سعت للعب دور البديل للاحتلال البريطاني، وهو ما دفعها الى فتح علاقات مباشرة مع عدة جهات داخل وخارج مصر ومن بينها الضباط الاحرار.
وقال الكاتب محمد أمين أنه: " لا يمكن مقارنة ما حدث فى حريق القاهرة بما حدث فى جمعة الغضب فى 28 يناير 2011. لان الظروف غير الظروف وما قام به الحزب الوطني لا يمكن مقارنته بما قام به حزب الوفد الذي يمثل الاغلبية الجماهيرية فى هذا التوقيت".
وقال الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الاسبق ان الكاتب شريف عارف يقدم رؤية توثيقية جديدة للحادث المثير للجدل، وأن ذاكرة الامة تحتاج الى مزيد من الكشف عن ملابسات هذه الحوادث.
صورة ضوئية من الوثيقة تشير الى قرار الحكومة المصرية بقطع العلاقات مع بريطانيا