وداعا للألتراس.. نهاية عصر روابط التشجيع الكروي بعد 22 عامًا من تأسيسها (صور)

كشف مجدى عبد الغنى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، عن اتفاق أندية الدورى الممتاز مع مجلس الجبلاية على إلغاء روابط المشجعين الحالية وعدم الاعتراف بأى منها.

وقال البلدوزر، إن قانون الرياضة الجديد يتضمن إنشاء روابط الجماهير عن طريق وزارة التضامن بالشروط الموجودة فى قانون الرياضة الجديد.

ويعرض صوت الأمة تاريخ نشأة روابط الأندية في السطور التالية.

كانت مدرجات الملاعب المصرية، تعاني من عدم التنظيم، حتى ظهر بعض الأشخاص يقودون الهتاف بشكل عفوي، مستمدين الإلهام من الهتافات الشعبية والألحان القديمة للأغاني، كأغاني أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وهناك أسماء لمعت في سماء التشجيع منذ أواخر الثمانينات، في الأهلي كان «عم حسين»،ومنافسه «على قوطة» في الزمالك، تبعه بعد ذلك «الخواجة»، لكن خفتت هذه الأسماء، ومنذ أوائل الألفية الثالثة ظهر شباب في المدرجات، ومع دخول الإنترنت تبروزت فكرة روابط الأندية .

أول رابطة في مصر

 ظهرت أول رابطة معروفة في مصر، وحملت حروف «ALU»، اختصارًا لاسم «اتحاد محبي الأهلي»، والتي تكونت من خلال مجموعة من المشجعين الأهلاوية المغتربين، وأسسوا موقعًا إلكترونيًا عام 1996، حمل اسم النادي الأهلي، يتواصل فيه أعضاء الرابطة، ونظموا «دخلة بسيطة» في مباراة الأهلي وريال مدريد عام 2001.

 

ثم ظهر موقع آخر في 2005 تكونت على إثره رابطة «AFC»، ثم بدأت محاولات من بعض المنشقين عن الرابطة ومجموعة جديدة انضمت إليهم، تتردد على تونس بانتظام في مباريات الأهلي هناك، واحتكوا بمجموعات ألتراس عربية كثيرة، وبدأ التفكير في إنشاء مجموعة جديدة، وسموها «ألتراس أهلاوي»، وحاول أعضاؤها نشر فكرة تكوينها على أوسع نطاق على الإنترنت، وحملت لافتات في المباريات، أبرزها لافتة «الرعاة فوق الجميع» في مباراة الأهلي وبرشلونة الإسباني عام 2007، وبعد ذلك ظهرت رابطة محبي الزمالك «وايت نايتس» في مباراة القادسية الكويتي مطلع 2007، حملت شعارات النادي، وكانت أول أعلامها التي رفعتها مكتوب عليها «ألتراس وايت نايتس» في مباراة الزمالك والهلال السوداني 2007.

 

شعار الألتراس

وتستمد مجموعات الألتراس خاصة مجموعتي الأهلي والزمالك، مفرداتها من أنديتها، فـ«ألتراس وايت نايتس» تجده مطبوع بشخصية مشجعي نادي الزمالك القائمة على إبراز الوفاء للنادي حتى مع تكرار الهزائم، وعدم تحقيق بطولات لفترة زمنية طويلة رافعين شعارات مثل «سنظل أوفياء»، و«معكم للأبد»، و«ألتراس أهلاوي» يرفع شعارات مثل «الأهلي فوق الجميع»، و«أعظم نادي في الكون».

أدوات التشجيع

تتفنن مجموعات الألتراس في استخدام أدوات مساعدة على التشجيع، ومعها تحولت المدرجات إلى «كرنفال»، حيث الأغاني والهتافات والدخلات والأعلام.

من ضمن الأدوات التي تستخدمها مجموعات الألتراس، «الطبول» على اختلاف أنواعها وأحجامها، لمصاحبة الغناء والهتاف، وهي تساعد على المحافظة على وحدة الزمن لدى المشجعين أثناء الهتاف، كما تعمل على إضفاء أجواء احتفالية مبهرة للتشجيع، بجانب الميكرفون، حيث تستخدم مكبرات الصوات فقط لقادة التشجيع، المعروفة بين المجموعة بـ«الكابو»، وعادة ما يُخصص أماكن معينة له، وهناك أيضًا الأعلام ذات العصاتين، وهي عبارة عن أعلام يتم شد كل منها على عصايتين يرفعها شخص واحد، غالبًا ما تحمل رسائل قصيرة أو رسوم ساخرة من المنافس، وقد يتم تنظيم دخلة كاملة بهذه الأعلام بعد توحيد فكرتها، أو توجيه عدة رسائل تصنع لوحة كاملة.

 

مصادر التمويل

تمويل الألتراس لغز يقف عنده مُتابع هذه الظاهرة، فالتكلفة التي تتحملها مجموعات الألتراس من أدوات تشجيع إلى الدخلات، أو اللوحات الفنية التي يقدمونها في بداية المباريات كبيرة، بجانب تكلفة السفر والتنقل خلف الفريق في مبارياته الداخلية أو الخارجية.

 

مستقلين في التمويل.. مستقلين في القرار

مجموعات الألتراس تعتمد على التمويل الذاتي، ولا تتلقى تمويلًا من الأندية، أو أي جهة رياضية، فقط من خلال أفرادها الذين يشتركون في دفع تكاليف الأعلام، واللوحات الفنية قبل المباريات، ويساعدهم في لك إنتاج بعض المنتجات المفيدة للمشجعين كالفانلات والكوفيات والجواكت، بجانب الأسطوانات التي تحتوي على أغاني المجموعة

مجموعات الألتراس اختارت منذ بدايتها أن تكون مستقلة في تمويلها، لتصبح مستقلة في قراراتها، بعيدة كل البعد عن توازنات القوى والمصالح الخاصة بمجالس إدارة الأندية، والهيئات الرياضية، رافعين شعار «لسنا للبيع، وننتمي لنادينا فقط»، معتبرين تقديم الأموال أحد أساليب التعبير عن الحب والمساندة لناديهم، بالإضافة إلى أن التمويل الذاتي يعتبر من جوهر نشأة الألتراس القائمة بالأساس على التضحية والفداء.