"الأزهر" يطارد الدجالين.. العمائم تحاكم أم خديجة المغربية

الأحد، 11 فبراير 2018 09:00 م
"الأزهر" يطارد الدجالين.. العمائم تحاكم أم خديجة المغربية
دجالون - أرشيفية
كتب:حسن الخطيب

لا يكاد جيل التسعينيات أن ينسى الشيخ الراحل الدكتور عبدالله شحاته أبرز علماء الأزهر الشريف في تلك الفترة، عندما كان يقدم برنامجه عبر شاشة التلفزيون، وتقدمت إحدى السيدات تسأله بأنها زارت الحرم الشريف وأدت مناسك الحج، ولم ترى الكعبة، فسألها عن عملها فقالت أنها تقوم بوضع أعمال "السحر" في القبور، فارتجف وأخذ يستغيث وقطع بث البرنامج.
 
تلك الواقعة التي برهنت عمليا على عظم الجريمة التي يرتكبها المشعوذين والدجالين، والتي إنهالت إعلاناتهم خلال الفترة الحالية عبر الفضائيات، يدعون فيها بأنهم قادرون على جلب الحبيب، وفك المربوط، ورد السحر، وقراءة الطالع، ورد الغائب إلى أهله، وشفاء المرضى، وننتظر في المستقبل أن يعلنوا عن إحياء الميت.
 
فيما يطلق هؤلاء الدجالون والمشعوذون على أنفسهم ألقابا تحمل في ظاهرها بأنهم من كبار علماء الدين، كالعالم الجليل ، والخبير في العلوم الروحانية ، والعالم الفقيه، واستشارى فك الأعمال الحاصل على شهادة الجمعية الروحانية من فرنسا، وغيرها من الألقاب الزائفة.
 
وفي ظل إنحسار الدور الرقابي على هؤلاء المشعوذين والدجالين، وعبر تلك الفضائيات، درج أصحاب تلك الإعلانات على النصب باسم "الأزهر" واستخدامه في إعلاناتهم لإضفاء المصداقية على أعمال السحر والشعوذة الخاصة بهم، بينما لم  تعلن مشيخة الأزهر الشريف موقفها من تلك الإعلانات، أو مشاركة أحد المنتسبين لها مع مثل هؤلاء الدجالين، والتي تتصادم مع دعوات الأزهر المناهضة للدجل.
 
وبحسب دراسة صادرة من المركز القومى للبحوث، فإن المصريين من مختلف الطبقات يصرفون مايقدر بنحو 10 مليار جنيه سنويا على تلك الأعمال، وقد تخطى هذا الوضع الطبقة الفقيرة، وتهافت عليها أبناء الطبقة الراقية والمثقفة والمتفتحة، لحل مشكلاتهم، أو تحصينا من حسد وحقد المنافسين، أو الحوف على أموالهم، أو الطمعا فى زيادتها.
 
والسؤال الذي يثور الآن أين الأزهر من تلك الإعلانات، وأين الدور الرقابي حوله، ولماذا لايقوم الأزهر بحملات توعية للمجتمع المصري وبخاصة الأرياف بحقيقة الدجالين والمشعوذين؟.
 
يؤكد الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بأن الأزهر بريء من تلك الأعمال التي تدعوا إلى الدجل والشعوذه، ويربوا بأن يكون أحد أبناءه مشاركا في تلك الأعمال.
 
وقال أمين البحوث الإسلامية، أن هؤلاء المشعوذين درجوا على خداع الناس والمجتمع بادعائاتهم وخرافاتهم، ودرجوا النصب على الناس باسم الأزهر، وليس للأزهر دخل في هذه الأعمال، فكل تلك الأعمال لاصلة للدين والقرآن بها، نافيا أن يكون هناك من يستطيع أن يصدق القول فيما يدعيه من هؤلاء الدجالون.
 
وطالب عفيفي من المجتمع المصري بعدم الإنصياع وراء هؤلاء، وعدم تصديقهم، فالدجل والشعوذة من اقبح أنواع النصب، لأنه إدعاء باسم الدين، ولو تمعن الناس لعرف أن هؤلاء الذين يدعون بقدرتهم على جلب الحبيب ورد الغائب وزيادة الأموال لكانوا افادوا أنفسهم، واستغنوا عن هذه الأعمال.
 
وقال أمين البحوث الإسلامية، بأن الأزهر سيتخذ حيال من يثبت استخدامه إسم الأزهر الشريف، والزج به في تلك الأعمال، الإجراءات القانونية، مبينا أن الأزهر خلال القوافل الدينية التي يسيرها للمحافظات والمناطق النائية والأرياف تعمل على توعية المجتمع على تلك الأمراض الاجتماعية التي يتعرض لها، كاشفا بأن معظم الأسئل التي ترد للقوافل في الأرياف والقرى حول صدق تلك الأعمال، منوها أن الأزهر سيقوم بعمل حملات توعية من خلال علماءه وقوافلة التوعوية لكشف حقيقة هؤلاء الدجالين.
 
ومن ناحيته قال الشيخ عبد الحميد الأطرش عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن الدجل والشعوذة وأعمال السحر، كلها من البدع التي لاوجود لها في الدين، ولايقرها عقل ويقبلها قلب، مشيرا إلى أن تلك الإعلانات التى انتشرت مؤخرا على الفضائيات ماهى إلا ضلال.
 
واعترف عضو لجنة الفتوى بالأزهر، بوجود الرقية الشرعية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية, فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: " اعرضوا علي رقاكم , لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " وحديث أ نس بن مالك رضي الله عنه قال: "رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة  والنملة" والعين يقصد بها الحسد، والحمة أي المرض، والنملة أي الحشرات التي تلسع.
 
فيما يبين الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لايصح إتيان الدجالين والمشعوذين لحل المشاكل ومايدعون من قدرتهم على الأفعال، مبينا أن اللجوء إليهم غير جائز شرعا، ولا أصل له من الدين، مؤكدا بأن السحر يزول باالذكر وتلاوة القرآن، معترفا بأن السحر والحسد أمران موجودان، لما ذكر في القرآن الكريم من قوله تعالى ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾، وقد روي أن أحد مشركي مكه قد صنع للنبي صلى الله عليه وسلم سحرا.
 
ونبه أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن القول بوجود سحر لايعني أن يكون له تأثير ممتد ويقع في كل الأمور، ولكن السحر في ذاته ليس له تأثير حقيقي في قلب الأمور وتسخير الجان وغير ذلك من الإدعاءات، ويزول بمجرد قراءة المعوذتين، وكون المسلم على طهارة.
 
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الإسلام يحرم أن يأتي المسلم لتعلم السحر، أو الشعوذة، كما يحرم على المسلم بأن يعتقد أن الدجال أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق