الهرم المقلوب في منظومة الصحة
السبت، 10 فبراير 2018 01:10 م
الدور الاساسي للمستشفيات الجامعية هو تعليم طلاب الطب والدراسات العليا ، والبحث العلمي ، والمساهمة في تقديم الخدمة الطبية للحالات التي تحتاج الي رعاية ثلاثية ذات مهارة خاصة.
عدد المستشفيات الجامعية في مصر حسب احدث تعداد هو ١٠٦ مستشفي جامعي.
نسبة ماتقدمه هذه المستشفيات من الخدمة العلاجية يتراوح بين ٦٥ الي ٧٥٪ من مجموع الخدمة الطبية لكل المصريين.
ونسبة الاشغال في اسِرتها يزيد عن ١٠٠٪.
المعدل العالمي لما تقدمه المستشفيات الجامعية من خدمة علاجية يتراوح بين ١٥ و٢٠٪ وهي النسبة العالمية لعدد الحالات التي تحتاج رعاية ثلاثية ذات مهارة خاصة.
اما المعدل العالمي لما تقدمه مستشفيات وزارة الصحة فهو ٧٥ الي ٨٥٪ من الرعاية الطبية والتي تشمل جميع حالات الرعاية الطبية الاولية والثنائية.
إذن ٥٠٪ مما تقدمه المستشفيات الجامعية يجب ان تؤديه مستشفيات وزارة الصحة المنتشرة في كل ربوع مصر.
التساؤل المطروح الان هو ؛ ماهي الاسباب التي ادت الي ذلك وماهي النتائج المترتبة علي ذلك وماهي طرق الاصلاح؟؟؟
الاسباب التي ادت الي حدوث هذا الخلل وهو مايسمي بالهرم المقلوب بين ماتقوم به المستشفيات الجامعية وماتقوم به مستشفيات وزارة الصحة؟؟
اولا: اهمال مستشفيات وزارة الصحة علي مدي نصف قرن من الزمان ونقص التجهيزات وضعف اجور الاطباء مما ادي الي هجرة الاطباء للعمل الخاص او السفر الي الخارج .
ثانيا: تواجد اساتذة الجامعات داخل اسوار الحرم الجامعي فقط والاهتمام بتدريبهم في الداخل والخارج وتوفير الاجهزة والمعدات ، مما ادي الي وجود فجوة كبيرة بين مستوي الخدمة المقدمة بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة.
ثالثا: قطاع خاص يقدم خدمة جيدة ولكن باسعار مرتفعة لا يتحملها غالبية المصريين،
كانت النتيجة الطبيعية هي لجوء المواطن المصري الي المستشفيات الجامعية للحصول علي الرعاية الطبية الجيدة التي لاتتوفر له في اي مكان اخر،
ماهي النتائج المترتبة علي هذا الهرم المقلوب (مستشفيات جامعية قليلة تقدم خدمة لاعداد كبيرة ومستشفيات كثيرة تابعة لوزارة الصحة تقدم خدمة لاعداد اقل)؟؟؟
النتائج كارثية علي كل من المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة علي السواء؛
اولا: علي مستشفيات الجامعة؛
١- حدوث تكدس شديد علي العيادات الخارجية والاقسام الداخلية مما ادي الي قلة جودة الخدمة وعدم اتباع متطلبات مكافحة العدوي والجودة الشاملة.
٢- الضغط الشديد علي الموارد المتاحة(وهي قليلة) من الادوية والمستلزمات مصحوبا بزيادة اسعار الخدمات مما نتج عنه اضطرار المرضي الي شراء الادوية والمستلزمات من خارج المستشفي
٣-استحواذ الخدمة الصحية علي وقت وجهد اساتذة الجامعات مما ادي الي اهمال البحث العلمي والتدريس والاشراف علي تدريب الاطباء
ثانيا: علي مستشفيات وزارة الصحة؛
١-شعور معظم الاطباء(وهم يمثلون ٩٠٪ من جموع الاطباء) بالظلم من عدم الاهتمام بالمستشفيات العامة وقلة الاجهزة والادوية وعدم الاهتمام بتدريبهم ومساعدتهم علي استكمال دراستهم العليا .
٢- شعور معظم المرضي بعدم جدوي الذهاب الي مستشفيات وزارة الصحة الا في حالات الضرورة وتركها عندما تتواجد البدائل.
ثالثا: انتعاش للقطاع الخاص حيث استغل الفجوة وحقق ارباح خيالية من ضعف الخدمة الجيدة في كل من الجامعة والصحة.