"فتاة الحواوشي": الشغل مش عيب (القصة الكاملة)
الأربعاء، 07 فبراير 2018 07:09 م
«الشغل مش عيب» شعار يرفعه الشباب في مصر، بعد تمردهم على الاعادات الاجتماعية السلبية التي تربى عليها الأباء والأجداد، الذين أفنوا زهرة شبابهم يعتقدون في المثل القائل «إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه»، وهو المثل الذي كان يؤصل في نفوس الأباء والأجدا أن العمل في أي وظيفة حكومية مهما كان راتبها ضعيف، أو أي كانت تلك الوظيفة حتى وإن لم تكن تتناسب مع شهادة المؤهل التي حصلوا عليها، هي بالنسبة لهم «الضهر» والسند.
وبعد تغيير مفاهيم الشباب، واطلاعهم على الثقافات الأجنبية، اكتشفوا أن الشباب في الخارج لا ينظرون إلى العمل أي عمل بنظرة دونية، فلا يستحون من العمل في النظافة أو البيع أو حتى غسيل الصحون، كما أنهم لا يلتفتون لأهمية المؤهل الذين حصلوا عليه بقدر ما يهتمون بأهمية ما يعمل لكسب المال من العمل الحلال الذي يضمن لهم دخل مناسب يوفي احتياجاتهم.
واحتلت الفتايات المرتبة الأولي في تغيير مفاهيم أسرهم، من أجل كسب المال من عمل يضمن لهم حياة كريمة، ولم ينتظرن الميري وتمردوا على ترابه، ومنهم «هدير جمال» التي قامت بتصميم عربة للمأكولات الشرقية السريعة «عربية كبدة وسجق وحواوشي».
«هدير جمال» فتاة لم تخجل من وقوفها في الشارع، ولم تهتم بنظرة المجتمع للبنت، بل صممت على كسب قوتها من مهنة شريفة تدقنها، فأصبح لها «زبون» دائم يقدر مذاق أكلها الذي تميزت فية بحرفية شديدة، ويأتي لها خصيصا لتناول سندوتشات الكبدة والسجق المشطشط، كما أنها تقدم لزبائنها سندوتشات المربى بالقشطة «سكلانس» للتحلية.
هدير جمال، أو «فتاة الشطة» كما يطلق عليها زبائنها، تقف يوميا من الساعة 5 مساء إلى الساعة 12 ليلا، في المقطم، لتقدم لروادها طعام ساخن ونظيف، وعيناها تقول: «أعمل الحاجة اللي أنت بتحبها وحاسس إن ربنا هيكرمك فيها».