من طاولة متر في متر.. رسائل "أبو ظبي" للعالم
الخميس، 08 فبراير 2018 09:00 ص
على طاولة أنيقة بُنية اللون صغيرة الحجم لا تتعدي مساحتها متر فى متر، لم يحمل سطحها سوى يدين الرئيسين المتقابلين، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وفى مواجهته على أريكة "انترية" اسود القاعدة بُني الظهر جلس الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، فى وضعية بدت للرى العام أقرب للوديه منها إلى الجلسات الرسمية، الأمر الذى جعلها حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" على مدار يومين متتاليين، لكن السؤال الأهم هنا بعيدًا عن البروتوكولات هل قصدت أبو ظبي تصدير رسائل من خلال تلك الصور؟
الرسالة الأولى التى تستشفها للوهلة الأولى من متابعتك للزيارة، هو أن الصورة الأمنية لأبو ظبي جيدة للغاية لدرجة أن التأمينات الرسمية التى تصطحب أى زيارة مهمة، لم تظهر بصورة واضحه فى الكدر رغم وجودها بطبيعة الحال بشكل لا مرئى إلا أنها لم تصور.
الرسالة الثانية تشجيع العالم على السياحة فالرؤساء يجلسون وسط المواطنين فى الأماكن العامة دون حماية خاصة فى أحد المطاعم على الطريقة الأوربية أقرب منها للعربية، الأمر الذى يحمل بين طياته أن أبو ظبي قريبة ثقافيًا من أوروبا من ناحية البساطة والرقي، فهى ذات الصور التى يحرص المسئولون الأجانب على التقاطها كركوب المترو وسط المواطنين، أو تناول الطعام فى الاماكن العامة وشراء الطعام كالمواطنين العاديين.
الرسالة الثالثة أن السلطة قريبة للغاية من الشعب وتلتقي بهم فى الأماكن العامة دون حراسه، أو كما أشارنا من قبل أن الحراسة لا مرئية في الكادر الذى التقطته الصور وعدسات المصوريين، الأمر الذى تجلي بشكل واضح فى استوقاف مواطن الشيخ محمد بن زايد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لمصافحتهما، خلال جولتهما بأحد المولات التجارية بالعاصمة الإماراتية، عقب محادثاتهما السياسية، وتحدث بود وحميمية مع الرئيس المصري قائلا له: "والله بادعي لك الله يحفظ مصر وشعبها وجزاك الله كل خير".
الرسالة الرابعة:حميمية العلاقات بين البلدين، فالجلسة بدت للرأى العام ودية للغاية، صداقة أقربها منها للسياسية، وتجلى ذلك الأمر من نشر الرئيس عبد الفتاح السيسى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" صور اللقاء التى حملت تعليقات المواطنين المصريين التى وصفت العلاقة بالاخوية وقد كتب محمد المحلاوي " ما شاء الله ربنا يجمع دائما بين الاخوه العرب حكاما ومحكومين قلبا وقالبا .. وربنا يكرم حكام دوله الامارات العربيه المتحده خير من وقف، مع مصر و شعبها وقيادتها وجيشها بارا بوصيه الشيخ زايد رحمه الله أبيهم وصونا لكيان الامتين العربيه و الاسلاميه.. ومشرف مصر يافارس مصر النبيل وأبنها البار سياده الرئيس عبد الفتاح السيسي وموفق إن شاء الله لما فيه الخير والرخاء والتقدم ووحده المصير لامتنا المصرية و العربية".
كما كتب عاطف ثابت مكي تعليقًا اخر " كانت ولا زالت وستظل قلب العروبة النابض وعمود الخيمة وأمل الأمة فى البقاء والنماء والتقدم والإزدهار وسيظل دوما ودائما صوت العرب من القاهرة، وبارك الله فى الشقيقة الإمارات وشعبها الكريم الخلوق المحب والعاشق لمصر والمصريون وبارك الله فى أولاد وأحفاد زايد الخير رحمه الله رحمة واسعة ورحم الله زوجته وأسكنهما فسيح جناته اللهم آمين".