يارتني كنت معاهم.. سجين "جوانتانامو" يتكلف نصف مليون جنيه في اليوم.. والباحث المصري 30 قرشًا
الأربعاء، 07 فبراير 2018 01:37 م
من داخل معتقل جوانتانامو
هشام السروجي
مفارقة غريبة حملتها صفحات جريدة أخبار اليوم، حيث نشرت في سلسلة "يوميات محتجز داخل أشهر معتقل في التاريخ" التي زارت فيه معتقل "جوانتانامو" أن تكلفة السجين السنوية تصل إلى 10 ملايين دولار، وفي نفس العدد كان حوارا مع الدكتور سعيد السيد العالم المصري، قال فيه إن ميزانية الباحث المصري 30 قرشًا في اليوم.
المعلومتان تستحقان الوقوف أمامها كثيرًا، وتأمل الفروق الجوهرية في التعامل مع العنصر البشري، فبحسب ما كتبه الزميل عاطف عبد اللطيف، فإن تكلفة احتجاز الإرهابي في المعتقل الأمريكي، ما يقرب من 500 ألف جنية مصري في اليوم الواحد، فاتورة تجهيز الزنزانة بمكيفات الهواء، وأدوات النظافة الشخصية من صابون وفرشاة أسنان و"شامبو" وسجادة صلاة وسبحة، إضافة إلى تليفزيون ودش، ووسائل تواصل مرئية ومسموعة مع الممثليين القانونيين لهم وكذلك أسرهم، ويتوفير للمعتقل رعاية طبية على أعلى مستوى بغض النظر عن موقفه القانوني وسبب اعتقاله، حيث يتوفر أسره طبية مجهزة ومناطق للعلاج النفسي، وصيدلية وقسم خاص للأشعة وأجنحة لعلاج الأسنان، ومنطقة تعقيم فضلًا عن غرفة عمليات، بخلاف نظام غذائي مخصص ومكتبة تحوي 33 ألف محتوى بتسع لغات، وبرامج تعليم اللغات للمعتقلين، وألعاب الفيديو جيم.
على الجانب الآخر، نجد الدكتور سعيد السيد يجيب على تساؤل الزميل حازم بدر، عن إمكانية أن يحصل على موافقة لإنتاج أبحاثة في إحدى الجامعات المصرية على جائزة نوبل "للأسف من المستحيل حدوث ذلك في العلوم والطب، لأن عندهم – يقصد الدول المتقدمة – إمكانيات تساعد الباحث، فهذه الجائزة الرفيعة تحتاج لإنجاز أبحاث تستخدم فيها أجهزة بعشرات الملايين من الدولارات، بينما تبلغ ميزانية لبحث العلمي في كلية مثل كليتنا 40 ألف جنية في العام، وهو مبلغ لو وزعته على الباحثين البالغ عددهم 700 عضو هيئة تدريس، يصبح نصيب الفرد 30 قرشًا في اليوم.
