من دار قابوس إلى دار زايد الخير.. نورت ياريس
الثلاثاء، 06 فبراير 2018 07:16 م
من على ساحل الخليج العربى جاءت الترحيب بالرئيس السيسى غير عادي، وانطلقت العبارات العربية الخليجية الودودة تعلن بكل المحبة والمودة استقبال رئيس مصر العربية الشقيقة فى مسقط وأبوظبى، فى الزيارة الأولى لسلطنة عمان جاء الاستقبال والاحتفاء الأسطوري بزعيم مصر والذى شاهده العالم عبر شاشات الفضائيات ليعكس قوة وعمق العلاقات التاريخية والثنائية بين البلدين الشقيقين وبين الزعيمين الكبيرين قابوس والسيسى.
فهذه هى الزيارة الأولى لبلد ضاربا بحضارته فى عمق التاريخ القديم وله علاقات راسخة مع الحضارة الفرعونية القديمة وحضارة ظفار.. ولا ينسى للساحل العمانى وسلاطنته المواقف الوطنية الشجاعة مع مصر أيام الغزو الفرنسى، وتعمقت العلاقات أيام محمد على واستمرت مواقف سلطنة عمان التى لاتنسى مع مصر أيام العدوان الثلاثى على مصر وفي حرب أكتوبر المجيدة، عندما أطلق السلطان قابوس مبادرته التاريخية وأصدر مرسوما بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر فى معركة التحرير مع إرسال بعثات طبية عمانية.
ثلاثة أيام تباحث خلالها الزعيمان فى تقوية وتنمية العلاقات الثنائية وتسيق المواقف السياسية المشتركة و زيادة التعاون الاقتصادى الذى لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية الذى لا يمكن أن يعكر صفوها بعض الجهلاء.
وفي أبو ظبي اليوم وفى دار زايد الخير كان الاستقبال الحار من قادة الدولة الشقيقة التى لم تتخلى أبدا عن مصر في أزماتها منذ عهد حكم الشيخ زايد صاحب المقولات الشهيرة فى حق مصر ، ففي حرب أكتوبر قال "إن البترول العربى ليس بأغلى من الدم العربى"، وقرر قطع امداد البترول عن الدول المؤيدة للكيان الصهيونى، وأثناء المقاطعة العربية لمصر أطلق مقولته الشهيرة في قمة عمان" إذا لم تأت إلينا مصر فسوف نذهب إليها" وانتهت المقاطعة بكلمة حكيم العرب الذى أوصى أبناءه خيرا بمصر الشقيقة الكبرى ووتد الخيمة العربية لأن قوتها هى قوة للعرب.
فالإمارات وفى لحظة تاريخية سوداء فى تاريخ مصر بعد زوال الإخوان لم تقف مكتوفة الأيدى وكان وزيرها الشيخ عبد الله بن زايد هو وزير خارجية مصر وليس الامارات فقط لدى دول اوروبا والعالم الخارجى لمنع اية خطوات تصعيدية ضد الشقيقة الكبرى وفى أكتوبر 2013 تم توقيع اتفاقية إطار التعاون "الإماراتي ــ المصري"، وهي أول اتفاقية (مصرية– عربية) منذ ثورة 30 يونيو، تتضمن تقديم الإمارات حزمة منح تمويلية ومساعدات اقتصادية بقيمة 4،9 مليار دولار، منها مليار دولار تم إيداعه لدى البنك المركزي المصري، وكذلك بناء الإمارات 25 صومعة قمح بسعة تخزين 60 ألف طن للصومعة، بطاقة تخزين إجمالية ستبلغ 1.5 مليون طن فور استكمال بناء هذه الصوامع، بالإضافة إلى العديد من المشروعات التنموية الكبرى التى تضمنتها الاتفاقية.
وفي أبريل 2016 قدمت الإمارات 4 مليارات دولار، منها ملياران يُوجهان للاستثمار في عدد من المجالات التنموية، وملياران آخران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري، من هنا فإن زيارة الرئيس السيسى إلى مسقط وأبوظبى هى زيارة أخوة وأشقاء لتمتين العلاقات العربية العربية وتأكيد بأن أمن مصر وقوتها من أمن عروبة الخليج وقوته.
وهذه الزيارات دائما ما يكون لها صدى إيجابى وطيب لدى شعوب المنطقة وليست لدى الشعب العربى فى مصر والإمارات وسلطنة عمان فقط، فأي تقارب عربى هو مصدر للتفاؤل في المستقبل فى مواجهة التحديات الصعبة التى يواجهها عالمنا العربى. لكن الأشقاء العرب يثقون فى قدرة مصر على لم الشمل مرة أخرى والإمساك بدفة الأمور فى القضايا العربية... من هنا تأتى كلمات الأشقاء في الإمارات على مواقع التواصل الاجتماعى " نورت ياريس بلدك وأهلك في الإمارات".