"شهيد الروب الأسود".. محام يلفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تأدية عمله
الإثنين، 05 فبراير 2018 03:41 م
«قاعة 3».. مكان لن ينساه أسرة مصطفى عيسى عبد السلام المحامى، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، بمحكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية، في محكمة القاهرة الجديدة، أثناء تأدية واجبه لأخر لحظة في عمره، فأطلق عليه المحاميين فى تلك اللحظة «شهيد الروب الأسود».
لقمة العيش
استيقظ المحامى مصطفى عيسى عبد السلام، صباح اليوم، وانتقل من مسكنه بمدينة الصحفيين، فى العجوزة، إلى محكمة القاهرة الجديدة، لحضور أحد الجلسات الخاصة بقضايا الأسرة، ممسكاَ فى يده حقيبته التى تضمن الملفات والمستندات التى اعدها لتقديمها لقاضى الجلسة، بغرض الحصول على حكم لصالح موكله أو موكلته-حسب رواية زميله المحامى محمد أحمد أبو هشام.
وفور وصول المحامى مصطفى عيسى، إلى مقر المحكمة صعد للطابق الثاني بمحكمة القاهرة الجديدة، حيث مقر «القاعة 3»، وارتدى الروب الأسود الذي يمثل الزي الرسمى لمهنة المحاماه، واتجه إلى «القاعة 3» عقب بدء الجلسات حتى يتثنى له الحضور أمام القاضي، إلا أن قدر الله قد حان، من خلال سقوط المحامي ممسكاَ في يده سلاح المستندات، مرتدياَ روب الوقار.
فوجئ عشرات المحامين بسقوط زميلهم أمام المحامى، وتجمعوا حوله فى محاولة لإنقاذه بعدما ظنوا أن الرجل مغشياَ عليه، وحاول البعض ممارسة مهام الطبيب فى ظل عدم وجود طبيب فى المحكمة أو غيرها من المحاكم، وقاموا بفتح أزرار قميصه والمسح على صدره، إلا أنهم أيقنوا أن روحه قد فاضت.
وفاة المحامي
أجهش المحامون والمحاميات بالبكاء على زميلهم الذي لفظ أنفاسه الأخيرة داخل أروقة المحاكم بعيداَ عن أي شخص من الممكن أن يتعرف عليه، وأخذ يردد المحامين مقولة: «ده شهيد الروب الأسود»، وأطلع المحامين على بطاقته للتعرف على هويته ومكان سكنه، وتواصلوا مع أهليته حيث وصلت زوجته وبرفقتها 2 من بنات المحامي وشابين آخرين، حيث وقفوا أمام «القاعة 3» فى حالة من الذهول والبكاء، وهم يُرددون: «لأ ممتش..لأ ممتش»، وفي تلك الأثناء حاول جموع المحامين تهدئتهم إلا أن الموضوع قد استغرق وقتاَ طويلاَ حتى صدقوا مسألة وفاة أبيهم من هول الصدمة.
من ناحيته، قال المحامى محمد أحمد أبو هشام، أحد شهود العيان، لـ «صوت الأمة»، إن هذه الواقعة ليست الواقعة الأولى داخل أروقة المحاكم، حيث سبق وأن توفى أحد المحامين داخل محكمة القاهرة الجديدة نتيجة عدم وجود طبيب ممارس داخل المحكمة قد يكون سبباَ في إنقاذ أي شخص من الموت.
وأضاف «أبو هشام»، أن جموع المحامين سبق لهم وأن خاطبوا النقابة العامة ووزارة العدل بضرورة وجود طبيب على الأقل يكون ممارساَ وليس متخصصاَ داخل كل محكمة، لأن المواطنين أنفسهم قد يتعرضوا لهذا الأمر نتيجة صدور أحكام على أبنائهم، ما يؤدى إلى سقوطهم، وردد قائلاَ: «لكن للأسف لا حياة لمن تنادي».