معركة الهوية.. الاحتلال يهدم المدارس الفلسطينية في القدس ويغير المناهج
الأحد، 04 فبراير 2018 12:14 م
ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يحارب الشعب الفلسطيني بكافة أشكال الإرهاب والقمع والتخريب، تارة يحاربهم في أرزاقهم فيسرق أقواتهم، وتارة يهدم بيوتهم ويصادر أراضيهم ويضيق أمنيا عليهم، لكنه أيضا يحارب المؤسسات التعليمية الفلسطينية حتى لا يخرج جيل جديد يحمل قضية بلاده.
أقدمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على هدم فصلين دراسيين في تجمع أبو نوار التعليمي في القدس المحتلة، واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية أن هذا العمل "استمرارا لسياسة التطهير العرقي، وإمعانا فى استهداف مؤسساتنا التعليمية، وامتدادا لمخططات أسرلة مناهجنا فى زهرة المدائن".
يذكر أن الإرهاب الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة وكافة المحافظات الفلسطيني قد تزايد بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت وزارة الإعلام الفلسطينية منظمة "اليونسكو"، وكافة المنظمات الدولية المدافعة عن حق التعليم بحماية الطلبة والمدارس الفلسطينية من إرهاب الاحتلال.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعمد البرلمان الإسرائيلي إلى إقامة الجامعات والمدارس في المستوطنات التي تم اغتصاب أراضيها في الفلسطينيين، كما يحدث في "أرئيل" التي تقام على أراضي سلفيت في شمال الضفة الغربية.
التهجير القسري
ومن جانبه قال ممثل تجمع "أبو النوار" داوود جهالين، إن وحدات من شرطة الاحتلال وما تسمى "الإدارة المدنية" اقتحمت التجمع وأغلقت المنطقة، ثم شرعت بهدم غرفتى الصفين الثالث والرابع، فى المدرسة وهى الوحيدة التى تخدم طلبة هذه العائلات وتم إقامتها بدعم أوروربي.
وأضاف أن ملف ترخيص المدرسة موجود لدى محكمة الاحتلال العليا، ولم يصدر عنها أى قرار بالهدم بعد، وأوضح أن سلطات الاحتلال تسعى إلى ترحيلنا من منازلنا وخيامنا لصالح المشاريع الاستيطانية، وتهجيرنا قسرا وإرغامنا على الرحيل، إلا أننا سنبقى صامدين فى أرضنا.
وكانت منظمات حقوقية دولية حذرت الاحتلال، قبل أيام، من إقدامها على هدم المدرسة المذكورة.
أسرلة المناهج
وزارة الإعلام الفلسطينية أشارت في ردها إلى أن الاحتلال يعمد إلى "أسرلة المناهج"، فما معنى ذلك؟
ترجع الأزمة إلى مايو الماضي، عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي عن رفضها لمحاولة إسرائيل فرض مشروع يستهدف تهويد المناهج التعليمية في القدس، خاصة بعد الإعلان عن تمويل خطة خماسية حكومية إسرائيلية بحجة تحسين نوعية التعليم في شرق القدس المحتلة، الأمر الذي يكشف عن مخططات الأسرلة والمحاولات الرامية إلى ضرب مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية.
وحذرت الوزارة من تداعيات ومخاطر هذه الخطط، التي 'تبرهن مجددا على عقلية الاحتلال وسياساته القمعية والعنصرية المخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية وعلى رأسها تلك المرتبطة بالتعليم'، مؤكدةً أنها ستوظف 'كافة الإمكانات لمواجهة هذه الخطط وستكون إرادة الشعب ومؤسساته بالمرصاد؛ حفاظًا على الهوية الوطنية للتعليم في القدس'.
وأكد الوزارة أن "لطلبة وأطفال القدس الحق في التمسك بهويتهم الوطنية عبر تلقي تعليم وطني نوعي، وفق ما كفلته المواثيق والقوانين الدولية'، معتبرةً أنَّ 'ما يحصل من سياسات تهويدية بحق المدينة المقدسة والتعليم فيها على وجه الخصوص جريمة بشعة'.