الوضع كما هو عليه في جزيرة الوراق.. ووعود ببناء ناطحات السحاب.. والأهالي يطالبون بـ500 فدان فقط
الأحد، 04 فبراير 2018 03:00 م ريم محمود تصوير - صلاح الرشيدى
إلغاء الثانوية العامة بالجزيرة.. وعجز صارخ بالمعلمين
الصرف الصحى خارج الخدمة.. ومستشفى واحد «يضر بالصحة ويسبب الوفاة»
لم تشهد جزيرة الوراق حتى الآن سوى بناء مدرسة جديدة تبرع الأهالي بها بمساحة 700 متر، وقد أكدت لهم هيئة الأبنية التعليمية بأنهم سوف يتسلمون المدرسة مع بداية العام الدراسى الجديد.
أهالى الجزيرة قالوا لـ«صوت الأمة»، إن مطلبهم الوحيد من الدولة الآن هو الشفافية بعدما غابت الوعود وأصبح مستقبلهم ومستقبل أولادهم مجهولا، مؤكدين أنهم يريدون الاستثمار والتطوير للدولة والتأييد الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى ولكن يريدون حقوقهم كاملة.
«صوت الأمة» في جولة داخل جزيرة الوراق، استمرت لمدة 5 ساعات متواصلة، رصدت العيش داخل الجزيرة؛ فالأهالى يتمسكون بأراضيهم ولا يريدون أن يخرجوا منها مثل السمك إذا خرج من الماء، ولكنهم يريدون أن يكونوا فى حسابات الدولة وأخذ حقوقهم الطبيعية، فأقل حقوقهم تتمثل فى وجود مدارس لتعليم أبنائهم ومستشفيات لعلاجهم.
إلغاء الثانوية العامة
يوجد فى الجزيرة أكثر من 100 ألف شخص، وكم هائل من الطلاب بهذه الجزيرة إلا أنهم لا يملكون سوى مدرستين، هما مدرسة هانى أباظة ومدرسة وراق الحضر، وتعملان على فترتين صباحية ومسائية، للمرحلتين الابتدائية والإعدادية فقط ولا وجود لمرحلة الثانوية العامة، فمن يريد منهم أن يلتحق بالثانوية العامة ثم بالجامعات فعليه أن يخرج خارج الجزيرة.
الوعد الأول ولا يوجد غيره حتى الآن، وعدت الدولة أهالى جزيرة الوراق ببناء مدرسة جديدة بعد هدم وإخلاء مدرسة وراق الحضر، والتى لا يتوافر فيها أقل حقوق الطلاب من مقاعد أو أجهزة كمبيوتر فى ظل اتجاه الدولة ووزارة التربية والتعليم لتحويل منظومة التعليم إلى منظومة إلكترونية، تبرع أحد كبار الجزيرة بقطعة أرض 700 متر لبناء مدرسة عليها ولكن حتى الآن لم يتم بدء العمل فى المدرسة، رغم وعد الجهات المعنية بذلك أن يتم تسليم المدرسة مع بداية العام الدراسى الجديد، وقد أكد أحد المسئولين فى المدرسة لـ«صوت الأمة» أنه قد تم نقل 1000 تلميذ من وراق الحضر لمدرسة هانى أباظة لكى يقضوا الفصل الدراسى الثانى بها حتى يتم الانتهاء من بناء المدرسة الجديدة، وأشار المسئولون عن المدرسة إلى أنه يوجد عجز صارخ لديهم فى المعلمين، لأن عندما تقوم الوزارة بانتداب أى معلمين من خارج الجزيرة يستصعبون الأمر، ما نتج عنه عجز صارخ فى معلمى المواد، خاصة المواد الرئيسية مثل اللغة العربية والإنجليزية، متمنين من وزارة التربية والتعليم والجهات المسئولة عن ذلك أن يتم تسليم المدرسة بالفعل مع بداية العام الدراسى الجديد ولا يحدث أى تأخير بها.
المستشفى القروى بجزيرة الوراق هو الوحيد الذى يخدم أكثر من 100 ألف شخص بداخله، ورغم وجود لافتة كبيرة مكتوب عليها أن المستشفى يعمل لمدة 24 ساعة، إلا أن الحقيقة غير ذلك، كانت الساعة الثانية عشرة ظهرا عندما وصلت «صوت الأمة» إلى المستشفى، وعند دخولنا على «شباك التذاكر»، كان القول الواحد المتصدر للجميع «خلاص شطبنا».وتساءل أهالى القرية: «هل فكّر وزير الصحة أن يأتى إلى ذلك المستشفى ولو مرة واحدة.. يرى الوضع على الحقيقة»، مؤكدين أن المستشفى يُغلق أبوابه فى تمام الساعة الثانية ظهرا، وبعد ذلك يتم غلق الباب ولا يتم استقبال أى حالات حتى وإن كانت تصارع الموت.
أحمد محمد محمود، أحد الأهالى، وفى البيت المجاور للمستشفى، قال: «دى مستشفى معدومة.. لا علاج ولا جراحات ولا عمليات.. وكل يومين والتانى واحدة تولد فى المعدية وشباب أخرى تموت حتى نصل إلى المعدية.. حتى أطلقوا عليها معدية الموت».
وأضاف محمود لـ«صوت الأمة»، أن الكشف فى هذا المستشفى يبدأ فى الساعة العاشرة صباحا وينتهى الساعة الحادية عشرة صباحا، ويكون الكشف بجنيه واحد، وبعد الساعة 2 ظهرا يكون الكشف بـ 10 جنيهات ولكن دون علاج.
وفى ذات السياق، أشار عدد من المرضى إلى أنه لا يوجد أطباء من الأساس داخل المستشفى، سوى المدير ونائبه، ولا يوجد أطباء رمد أو جراحة أو عمليات، وعند دخول المستشفى لمواجهة نائب المدير كان رده أنه يعمل «تطوعا» لأهالى القرية، أما المدير فرفض رفضا تاما أن يدلى بأى تصريحات وأنه يريد خطابا من وزارة الصحة حتى يتكلم.
أزمة الجزيرة تمتد إلى «العنوسة»
أكد أهالى الجزيرة أنه منذ أسابيع قليلة تم وقف تشغيل أى عدادات داخل الجزيرة، مما عمل على تعطيل كثير من الزيجات ووقف كثير من الشقق السكنية الذى يجهزون لها، مؤكدين أن هذه إحدى المشكلات الكبرى التى تواجه الأهالى، قائلين: «إحنا مش على خريطة الدولة».
وأشار الأهالى إلى أنه تم غلق الوحدة المحلية الخاصة بالجزيرة بعدما كانت الملجأ الوحيد لهم فى كثير من الأشياء، بالإضافة إلى أن نقطة الشرطة التى توجد فى الجزيرة ليس لها أى وجود وغير مفعلة كما يجب أن تكون.
وعود بـ«ناطحات سحاب»
قال عماد فكرى إبراهيم، من كبار عائلات جزيرة الوراق، إن الدولة أكدت أنها سوف تأخذ 100 متر من يمين الكوبرى وشماله، بالإضافة إلى 30 مترا من طرح النهر، وقد وعدت ببناء مستشفيات وخدمات وناطحات سحاب فى هذه الأماكن ولكن حتى الآن لم يتم عمل أى شىء، واقترح «فكرى» أن تعطى الدولة لأهالى الجزيرة 500 فدان فقط من مساحتها والتى تمثل 650 فدانا، قائلا: «نحن مع الدولة والاستثمار والتطوير ولكن ناخذ حقوقنا كاملة».
وأشار فكرى، إلى أنهم فى حاجة إلى وجود شفافية فى الوعود واتخاذ الإجراءات دون مواربة، قائلا إن الدولة إذا ما وافقت على إعطاء 500 فدان للأهالى فتقوم بشراء المتر الواحد من الأملاك والأراضى الخاصة بالأهالى بـ 30 ألفا، أو تعويض بمبانٍ عن نفس المبانى التى سيتم هدمها أو خلافه.
وقال فكرى: عند زيارة اللواء كامل الوزير إلى الجزيرة، وصلت رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسى وهى أن الأهالى لن يغادروا الجزيرة ولن يتم تهجيرهم، قائلا لهم: «مش هنمشيكم من بلدكم»، مضيفا: «مستقبل الأهالى ما زال مبهما وغير واضح على الإطلاق».
أزمة الصرف
أكد أهالى الجزيرة أن من أهم المشكلات التى تواجههم أيضا هى عدم وجود صرف صحى سليم، مؤكدين أنهم يستخدمون «الطرمبة» وأنهم فى أحيان كثيرة يستخدمون نهر النيل لإلقاء المخلفات، وقد ناشدوا المسئولين مرارا وتكرارا بحل أزماتهم ولكن دون جدوى.