"وما خفي كان أعظم"..مقبرة "جالبة السعادة" تكشف أسرار الأسرة الخامسة

الأحد، 04 فبراير 2018 03:00 ص
"وما خفي كان أعظم"..مقبرة "جالبة السعادة" تكشف أسرار الأسرة الخامسة
أمل غريب

«وما خفي كان أعظم»..مقولة يتحقق مضمونها في الأراضي المصرية العامرة بالآثارالتي لا تجف ولا تنضب اكتشافاتها المتوالية ، وتزخربالعديد من الكنوزالأثرية العظيمة، فلا يمرشهر، إلا ونجد وزارة الآثارتعلن عن  اكتشاف أثري جديد، وشهدت عام 2017 مايقرب من 12 كشفا أثريا، جعلت من مصر محط أنظار واهتمام العالم، فقد اكتشفت بعثة علمية سويدية، 12 مقبرة أثرية منحوتة في الصخر، بمنطقة «جبل السلسلة» في محافظة أسوان، يعود تاريخها إلى عصرالدولة الحديثة في عهد الملكين «تحتمس الثالث» و«أمنحوتب الثاني».

"12 مقبرة في جبال السلسلة.. تماسيح وسمك بلطي"

 المقابرالمكتشفة، عثرت  بعثات التنقيب فيها، على وبقايا هياكل عظمية بشرية لأفراد من عائلة واحدة، مع اختلاف العمر والجنس، وكذلك رفات حيوانية، وهو ما يشيرإلى مدى التقدم الطبي الذي وصلت إليه مصرالقديمة، إلى جانب أن هذا الكشف، أشار إلى معلوماتٍ شديدة الأهمية التاريخية بخصوصالمنطقة التي تم اكتشاف المقابربها.

مديرة البعثة الأثرية التابعة لجامعة "لند"السويدية، ماريا نلسون، قالت في تصريح سابق لـ " صوت الأمة ": "إن دراسة الرفات والعظام البشرية التي تم اكتشافها في منطقة جبل السلسلة، أظهرت وجود 3 أساليب مختلفة ، متبعة في الدفن بالدولة المصرية القديمة، تنوعت بين وضع المتوفي ملفوفا بمنسوجاتٍ داخل تابوت خشب، أو بطريقة الدفن داخل قبو منحوت في الصخر، أو داخل مقبرة تغطيها الأحجار.

130
 

وتتكون المقابر من غرفة أو غرفتين، وجد بداخلها أجزاء من توابيت كارتوناج وأخرى فخارية وحجرية، لحفظ المومياوات، إلى جانب بعض الحلي والتمائم القديمة.

كما أوضح الكشف، أن مقابر جبل السلسلة استخدمت كذلك كمدافن للحيوانات، حيث عثر بداخل بعضها ، على بقايا عظمية لخراف وماعز وأسماك بلطي نيلي، وكذلك هيكل عظمي كامل لتمساح.

60167820000000_169_1024
 

«جالبة السعادة» مرودة القرود

كانت آخرالاكتشافات الأثرية، التي أعلن عنها الأمين العام للمجلس الأعلى للآثارالدكتور مصطفى وزيري، هي مقبرة «السيدة حتبت» أو «جالبة السعادة» والتي يتم البحث عنها منذ عام 1905.

وكانت «جالبة السعادة» من كبارالموظفين ذات الصلة بالبلاط الملكي خلال نهاية عصرالأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري للبعثة المصرية في «الجبانة الغربية»، والتي تضم مقابركبارالموظفين في الدولة القديمة، وعثرعليهم بواسطة البعثات الأثرية التي عملت بالبحث عن الجبانة منذ عام ١٨٤٢

poiuytrew
 
وتحمل مقبرة «السيدة حتبت» جميع سمات عصرالأسرة الخامسة، من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية، وتتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف (L) بها حوض للتطهير، حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة وألقابها، منها الكاهنة وأحد كبار الموظفين ذات الصلة بالبلاط الملكي، كما وجد في نهاية ممرالمقصورة من الناحية الغربية مدخل به درج اصطف على جانبيه حامل للبخوروالقرابين، يؤدى إلى حجرة صغيرة، بها ناووس كان يوجد به تمثال لصاحبة المقبرة لم يتم العثورعليه حتى الآن، وبأرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.
 
makbaraahramat
 
وأوضح الكشف أن جدران المقبرة زينت بمناظرملونة تصور«حتبت» في وضع الوقوف ، تستعرض مناظر صيد الطيوروالأسماك، إلى جانب منظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظرالرعي وذبح الأضاحي وجمع الفاكهة، وفرق موسيقية ورقص الفتيات، كما تظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.

كما أظهر الكشف الأثري، وجود مناظرلقردين عل جدران المقبرة، مما يؤكد أن القرود كانت مستأنسة في ذلك الوقت، ويصورالمنظر الأول قردا يجمع ثمار الفاكهة، والمنظرالآخر ، يصورأحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة، وهومنظر مميز ويوجد مثله بمقبرة «كاعبر» بمنطقة آثارسقارة من عصر الأسرة الخامسة، وفيه يظهر القرد مع عازف قيثارة وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق